الخبر وما وراء الخبر

ماهي الورقة الأمريكية الجديدة في اليمن بدل السعودية ؟

245

ذمار نيوز -النجم الثاقب 31 يناير، 2017

ان الامارات المتحدة العربية تمثل بريطانيا في سياساتها لملفات المنطقة، وفي المقابل ان النظام السعودي ينفذ سياسات واوامر الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، حيث تحرص كل من السعودية والإمارات على إظهار التفاهم في الملف اليمني مع وجود اختلافات عميقة في ما بينهم.

ومن الواضح أن الإمارات تتصرف على أنها تترجم سياسات الغرب في مواجهة خطر الفكر التكفيري والوهابي، وتجلى ذلك هدفه خلق مرجعية سنيّة بعيداً عن السعودية، حيث أن العلاقات الوثيقة بين رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد يوثق ذلك الامر.

لكن التنافس الاماراتي السعودي في اليمن مشهود لامتلاك الورقة اليمنية، خصوصا الجنوب والمناطق النفطية والجزر الاستراتيجية والممرات المائية.

الخلاف الاماراتي السعودي في اليمن يأتي من خلال احتضان السعودية حزب “الإصلاح” المحسوب على اخوان المسلمين الذي يعد العدو الاكبر والتاريخي للامارات المتحدة العربية، حيث أن النظام السعودي يدعم  ويوفر التسهيلات الميدانية والعسكرية والسياسية وايضا الاقتصادية لهم وتمكنهم من بسط النفوذ والسيطرة في الجنوب، كما أنها تؤمّن لقادتهم ملاذاً آمناً على أراضيها، ومنطلقاً لممارسة نشاطهم، إضافة إلى ضغوطها لإشراكهم في رأس الشرعية المزعومة عبر تنصيب علي محسن الأحمر نائباً للرئيس، وذلك بعد إقالة نائب الرئيس خالد بحاح المحسوب على الإمارات، وتوزير أعضاء الحزب في الحكومة المزعومة، ولا سيما الوزارات السيادية في حكومة فنادق الرياض.

اما في الجهة الثانية الامارات تبذل جهوداً كبيرا لخرق صفوف حزب الاصلاح مع العمليات العسكرية والسياسية ضدهم، وفي المعلومات جديدة وموثقة أن هناك مسؤولين أماراتيين قدموا لوائح للأمريكيين على إصدار قائمة جديدة من الارهابيين.

وبحسب المراقبون والمعطيات والمعلومات الاعلامية حالياً، يعمل الطاقم الإماراتي الاستخباراتي والامريكي مشتركاً في كل من البريقة غرباً، ومطار الريان القريب من المكلا عاصمة حضرموت شرقاً على بناء قواعدعسكرية على شاطئ البحر، لسهولة الإمداد ولتحاشي المرور بالأماكن السكنية. أيضاً، تعمل الاستخبارات الإماراتية على تجنيد واسع في صفوف تنظيم “القاعدة”، فيما يستمر عمل الاستخبارات الأميركية على ضرب ما يعرف بـ “الجناح العقائدي في القاعدة”، علماً بأنهم لا يقتربون من كوادر التنظيم المحسوبين على السعودية.

وفي الختام، ان العمليات التي نفذتها القوات الخاصة الامريكية في اليمن ضد تنظيم القاعدة، تاتي في اطار الخلاف الاماراتي السعودي الخفي او المعلن، حيث أن الولايات المتحدة تجرب كلا من الورقتين في اليمن خصوصاً بعد الفشل الضريع للنظام السعودي وخيبة أمل أمريكا، وكما تفيد المعلومات ان أمريكا تسعى ان تجضب الامارات المتحدة العربية بدلاً من النظام السعودي الفاشل، لكن المشكلة تأتي في الاموال الطائلة للرياض الذي جزئة العالم وعلى رأسهم الكنغرس الأمريكي الى قسمين بما يؤيدهم وما يخالفهم.