الخبر وما وراء الخبر

محاضرة تفوق كل مناورة

142

بقلم/ أحمد علي الجنيد

للنصر شروط وصفات متلازمة وملازمة في كل مجالات المواجهة والتحدي والصمود وعلى ذلك يأتي النصر  بأسبابه ومن أبوابه ، وبطرقه وأساليبه ، ودوما يآتي وهاهو مازال آت ووارد ، نعم هو ذلك النصر المتجدد للمجاهدين في كل يوم يشرق شمسه ، و يدلج ليله .

ولتحقيق تلك الشروط لتشمل كافة التحركات بل بلأساس يجب الإلتزام بالجوانب المعنوية قبل المادية وأهمها هي تلك التي لطالما تحدث عنها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في محاظرته التوعوية والجهادية والتي بثت على القناة عصر يوم الجمعة الماضية والتي كان من أهم نقاط المحاظرة الإهتمام بثقافة دينية متمثلة بركيزتان أساسيتان وهما ” الصبر والوعي ” ، تلك الركيزتان الأساسيتان اللاتي تعني  لب العمل الجهادي و مجددا بالروح الجهادية في مواجهة الأعداء ، ومشيداً بالتحرك الجاد وعدم التخاذل أو التمادي أو التردد أو التفريط في مواجهة العدوان وأدواته ، فالصبر يعتبر أساس النصر والمعركة الحقيقية ليست إلا معركة ” وعي ” ومعركة الوعي مستمرة  .

ومعرفة الشروط وصفات النصر تكون من خلال إتباع منهج سليم صحيح يلتزم به المؤمنون المجاهدون الذين يستمدون الهدى والبصيرة من دينهم ، ويلتزمون بالإستقامة على نهجهم ، ويستدلون بخريطة طرقهم من منهجهم القرآني  قبل كل شئ ليقتبسون منه كدستور ، وليستضيئون به كنور ، وليشفون به كل الصدور .

وهذا ما يمتاز به المجاهد اليمني في شتى ميادين الشرف والبطولة ؛ حيث وبذلك المنهج القرآني الرباني الواضح و الصريح الذي لا غموض فيه ، وبكل ذلك تخلد تأريخ الشعب اليمني عز التخلد بوحي المسيرة القرآنية و التي سطرها ومازال يسطر إنتصاراتها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، واتصفوا بكل صفات العزة والقوة والتزموا بشروط النصر منهجاً وحياة ًودنيا ودينا ً.

ثم – من جهة مضادة – فإن الأعداء   قد ذهلوا ومازالوا مذهولون من ذلك المجاهد اليمني الذي أثبت – متقينا ً بالله ومستعينا ًبه – ليبرهن بأن القوة تكمن في من يملك الحق مهما كان ضعفه المادي ، ومهما كانت القوة المضادة تجاهه من قِبَّل العدو من قوة مادية بكافة أشكالها .

وللنظر والتمعن في بعض الدروس الحاظرة في هذا الجانب سوف نتذكر سويا ًمعركة باب المندب وهي معركة عظيمة انتصر فيها المجاهدين الأحرار على أعدائهم وأعداء الوطن بعد أن توفرت فيهم كل الشروط والصفات الدينية والدنيوية التي مكنتهم من حسم الأمر بكل بسالة وبطولية لصالح الوطن مدافعون عنه بكل ما أتون من قوة وعزم وإرادة .

و لنتذكر هنا أيضا ًتلك العوامل المؤدية للنصر دون الدخول في وقائع ومجريات المعركة ، وكيف كانت أحوال رجال الله الذين توجهوا لتلك المعركة وماهي علاقتهم بدينهم ، وكيف كان ينظر الجميع إلى هذه الحرب وأهدافها التي باءت بالفشل ورقة بعد ورقة ، وتارة تلو تارة أخرى .

وليبقى وطننا بشعبنا الصامد والمجاهد منذ عامين هذا ليس الا على المستوى القريب ناهيك عما سلف من تأريخ مرسوم وحافل ومعروف بشعب كتب الله أن يكن له ميزة خاصة وفريدة عن غيره من الشعوب العربية ليكون وليثبت بأنه شعب يماني الإيمان يماني الحكمة .

وعلينا كمجاهدين في كل الجبهات سواء ً إعلامية أوثقافية أو ماشابة ذلك ، وبرغم كل الآيات الواضحة  لإحقاق الحق وإزهاق الباطل

علينا أن نوقظ الهمم و نشد العزائم إستجابة لدعوة اللّه ورسوله ولقائد المسيرة القرآنية .