الخبر وما وراء الخبر

هدية الإمارات والسعودية لـ “ترامب” برعاية اسرائيلية…فماهي؟

183

ذمار نيوز -النجم الثاقب 28 يناير، 2017

احتفال كاذب، تقدم اعلامي، خسائر في العتاد والعديد، انتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية، حشود الغزاة والمرتزقة، عمليات الانزال البحري والجوي، الصاروخ بالباليستي اليمني، اسقاط طائرة أباتشي التابعة للعدوان، قصف البوارج بقنابل فسفورية وزحوفات فاشلة لقوات هادي والقاعدة وداعش، كل هذه تتلخص في معارك باب المندب.
الان القضية المهمة للكيان الصهيوني ليست جزيرتي تيران وصنافير، حيث كانت إسرائيل قد احتلت صنافير عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد. بعد الانسحاب الإسرائيلي ظلت الجزيرة تحت الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها القوات الدولية المتعددة الجنسيات بحسب إتفاقيتي كامب ديفيد والسلام ووقوعها في المنطقة ج. بل القضية المهمة هو مضيق باب المندب الاستراتيجي.
حيث أن غرفة عمليات معركة باب المندب وقعت في اريتريا بحضور ضباط وخبراء اسرائيليين وسعوديين واماراتيين لإدارة هذه المعركة المفصلية واهدائها للرئيس الامريكي الجديد “دونالد ترامب” لتحديد مصير مستقبل دول الخليج، حيث أسفرت معارك باب المندب الأخيرة عن تقدم محدود لقوات الغزو الإماراتية والمرتزقة الموالين للتحالف من أبناء الجنوب وصلت إلى ساحل منطقة الحديد وسرعان ما تراجعت تلك القوات إثر هجوم مضاد نفذته قوات الجيش واللجان الشعبية رافقه صاروخ باليستي وإسقاط طائرة أباتشي، مما ادى الى مقتل ما يقرب من 450 في صفوف المرتزقة بينهم عرب وأجانب.
اطلقت القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية صاروخا باليستيا على تجمع للإمدادات في باب المندب اعتبره مراقبون ضربة استراتيجية حيث خلف خسائر فادحة في العديد من العتاد والمخازن التي ظلت تشتعل، وهو بحسب المصدر العسكري أدى إلى انتكاسة في صفوف المرتزقة وتعثرهم على الخط الساحلي الذي كانوا قد تقدموا فيه.

احداثيات باب المندب وأهميتها
يقع المضيق بين الاحداثيات (12o28’40” شمالا, 43o19’19” شرقا) و(12o40’20” شمالا, 43o27’30” شرقا).المسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميل) تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم(مَيّون) التابعة لليمن، تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30م. أما القناة الغربية واسمها “دقة المايون” فعرضها 25 كم وعمقه يصل إلى 310 م. بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة. هناك تيار سطحي يجري للداخل في القناة الشرقية, وفي القناة الغربية فهناك تيار عميق قوي يجري للخارج, مياه الممر دافئة (24- 32.5درجة مئوية)، والتبخر فيه شديد (2200-3000مم سنوياً) مما يُفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من المياه تعوضها مياه تدخله من خليج عدن خاصة في الشتاء, أما في الصيف فتخرج من البحر الأحمر مياه سطحية, وتقدر حصيلة التبادل المائي في باب المندب بنحو ألف كم3 لمصلحة البحر الأحمر, وتصل ملوحة مياه الممر إلى 38بالألف، وحركة المد فيه إلى نحو المتر, نشأ الممر نتيجة تباعد أفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية للصدع السوري الإفريقي الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقبة الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين.
* ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر ومايليه بالبحر المتوسط وعالمه. فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا. ومما زاد في أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، وتقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، هو 16كم وعمقها 100-200م. مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين. ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكه جزيرة بريم، إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة “باتفاقية جامايكا” حيز التنفيز في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1994. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة. وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح.