الانتحار في ذباب والمندب
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
زحوفات يومية مكثفة يقوم بها مرتزقة الريال السعودي والدرهم الإماراتي على ذباب وباب المندب منذ ما يقارب العشرين يوما، وهذه الزحوفات لم تتوقف ليوم واحد في محاولة لإسقاط هذه الجبهة العصية رغم جلب الجماعات والعناصر الإرهابية من حلب وتركيا والسودان ورغم مشاركة قوات إماراتية بهدف حسم المعركة وترجيح كفة الغزاة والمحتلين، إلا أنه ورغم الغطاء الجوي المرعب الذي تجاوز في يوم أمس الأول المائة غارة إلا أن الفشل كان حليفهم حيث تحولت رمال ذباب إلى محارق للمرتزقة والغزاة وآلياتهم وتكبدوا خسائر فادحة في الأفراد والعدة والعتاد .
زرت هذه الجبهة الملتهبة في وقت سابق وعندما أستمع وأشاهد ما يحصل فيها أزداد يقينا بأن الله معنا وبأن النصر حليفنا وأن زحوفات الأعداء عبارة عن تمحيص إلهي وسيكون النصر على قدر الصبر والثبات والإيمان والعقيدة الراسخة والثقة المطلقة بالخالق عز وجل بأنه الناصر المعين.
في ذباب وباب المندب ينتحر الغزاة والمرتزقة ويتم التنكيل بهم وتحويلهم إلى أكوام من القمامة والمخلفات وتكتمل روعة المشهد هناك عندما يتم الزج بعناصر خارجية للقتال في صفوف المرتزقة، حيث يتفنن رجال الرجال من جيشنا ولجاننا في تأديبهم وردعهم والتنكيل بهم وتحويلهم إلى خردة آدمية منتهية الصلاحية نهائيا ، حيث يظن هؤلاء بأنهم من بأيديهم فك شفرة جبهة ذباب المندب وعلى أيديهم ستسقط هذه الجبهة العصية ومع دخولهم خط المواجهة تتبدد تلكم العنتريات وتضيع تلكم (القنفذة) و(الهنجمة) الكذابة وسرعان ما ينكشف المستور ويظهر هؤلاء على حقيقتهم بأنهم عبارة عن مهرجين وظواهر صوتية فقط ، فتكون نهايتهم ما بين صريع وجريح وأسير وفار بجلده، وكأنهم لا يفقهون شيئا في استراتيجيات وتكتيكات الحرب والمواجهة ، فهم عبارة عن ديكور ومظهر خارجي فقط ولكن في الميدان صفر على الشمال وخصوصا وهم يواجهون المقاتل اليمني المتسلح بالأسلحة التقليدية والذي يمتلك ما هو أقوى وأنكى وأشد من السلاح الناري وهو السلاح الإيماني الذي لا يمكن أن يتفوق عليه أي سلاح من صنع البشر .
في ذباب المدد والنصرة الإلهية حاضرة وبقوة ، والتأييد الإلهي هو من يصنع الفارق ويرجح كفة الجيش واللجان على عملاء ومرتزقة قرن الشيطان، وهناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقاتلون ببسالة وشجاعة وإقدام ، ثابتون كالجبال الرواسي لا يهزهم قصف الطائرات ولا ضرب البوارج ولا زحف المرتزقة والغزاة، ولا تنال منهم الشائعات ولا الأراجيف التي تروج لها فضائيات العهر والخساسة المشبعة بالكذب والدجل والتدليس والتلبيس ، هاماتهم لن تنحني إلا لله، وجباههم لن تسجد إلا لله وعيونهم ستظل ترقب أعداء الله، وحياتهم يبذلونها رخيصة في سبيل الله .
بالمختصر المفيد، ذباب وباب المندب كما باقي جبهات العزة والكرامة محمية بقوة الله وفضله ومحصنة بأولئك الرجال العظماء من جيشنا ولجاننا وأبناء ذباب وباب المندب الشرفاء ومهما شن الأعداء من زحوفات وهجمات فإنها خائبة وخاسرة بإذن الله ولن تكون ذباب إلا قلعة للصمود والبطولة والثبات وبوابة للنصر المؤزر بتوفيق الله وتأييده وسيحكي المؤرخون عن ملاحم هذه الجبهة ما يثلج الصدور وتشرئب له الأعناق وتطمئن به القلوب وترتاح الأنفس وتتباهى وتتفاخر به الأجيال القادمة وستكون شاهدة على صلابة المقاتل اليمني ورباطة جأشه وقوة ثقته وإيمانه بالله وتوكله عليه وهي مقومات النصر القادم بإذن الله .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.