الخبر وما وراء الخبر

الحرب الباردة بين اليمن والسعودية ودول الخليج…ماهي الأسباب والنتائج؟

218

منذ ان قال سيدنا رسول الله “ص” واله وسلم “الايمان يمان والحكمة يمانية” أنفجر  العداء النجدي ضد أهل اليمن…العداء ليس وليد اليوم او قرننا هذا ..بل عداء تاريخي ولو تغيرت اشكاله ومضامينه واهدافه واسبابه .ولكن انفجر بقوّة في قرننا الحاضر وتُرجم عسكريا وسياسيا  واقتصاديا منذ 100 عام والى اليوم تحت شعار “يجب ان لايكون اليمن قوّياً”.

لم يشن النظام السعودي  طيلة مائة عام حربا ضد اليمن  بشكل منفرد لانه سيخسر المعركة حتماً، وانما بدعم عسكري وسياسي  عالمي من دول عظمى  شريطة ان يكون اليمن في حالة ضعف  فقط .. ففي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي شن النظام السعودي عدوان  شامل  على اليمن بمشاركة عسكرية واسعة النطاق من الامبراطورية البريطانية العظمى التي كانت سيدة العالم الى نهاية الحرب العالمية الثانية ة1945م.

أستغل  النظام السعودي وسيدته  الحالية “أمريكا ” ضعف اليمن فخططوا لشن عدوان على اليمن  واتت الظروف المناسبه للغزاة  وامتلكوا الذرائع  الكاذبه والمبررات  المشرعنة للعدوان ونفذوا العدوان بعام 2015 م  والى اليوم والعدوان  والحصار مستمر وبوحشية امام صمت عالمي موحش ومخزي وحقير.

الملاحظ أن هناك غلو واضح  اليوم في معاداة اليمن  وشعب اليمن  من قبل السعودية، فما هو سبب كل هذا العداء لليمن الزيدي-الشافعي-الصوفي ؟ هل هو حقاً الاختلاف المذهبي، أم هو الصراع على النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية؟ فالتعددية المذهبية موجودة في جميع الأديان السماوية، ولكن إذا ما راجعنا التاريخ، لوجدنا أن السبب الرئيسي للحروب السعودية الدموية التي اتخذت طابعاً طائفياً من قبل النظام السعودي، لوجدنا أن السبب الحقيقي هو الخوف السعودي من قوة اليمن في الحكم والنفوذ السياسي، والهيمنة على الاقتصاد، ولكن تم توظيف الاختلاف المذهبي من أجل إثارة و تجييش الجماهير بالسعودية والخليج واليمن والمنطقه وتقديمهم وقوداً للحروب  السعودية -الامريكية لتحقيق الأغراض السياسية السعودية، ولو لم يوجد خلاف طائفي لاختلقوا خلافاً من نوع آخر مع اليمن، كما هي الحال في مصر وليبيا وتونس والجزائر والصومال حيث لا يوجد في أي منها أي إنقسام طائفي، ولكن مع ذلك هناك إرهاب واقتتال وتحت مختلف الذرائع تختلقه السعودية والكيان الصهيوني وامريكا منها النفوذ الايراني.التدخل الايراني.

ماعلاقة اليمن بايران وماعلاقة ايران باليمن..هي علاقة دولتين عربيه واسلامية، ولاشأن للسعودية بذلك ..وللعلم لم تكن هناك علاقه استراتيجية او اقتصادية او سياسية بين اليمن وايران ولكن بعد العدوان ستكون على قاعدة النديّة ..ايضا ليس هناك عداء ايراني-سعودي- خليجي طائفي حقيقي بل عداء سياسي-اقتصادي اختلقه الكيان الصهيوني وامريكا  لتخويف  الانظمة الملكية والاميرية بدول الخليج والسعودية من انتقال الثورة الايرانية الى بلدانهم ولغايات استعمارية اعمق من ذلك لافائدة للسعودية ودول الخليج بها بل الفائدة صهيونية-امريكية.

في عهد حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان يقوم بدور كلب الحراسة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، كانت العلاقة بين السعودية والدول الخليجية وحتى عراق صدام ، مع إيران علاقة ودية حميمة رغم أن الشاه كان شيعياً كما غالبية شعبه، ولكن ما أن تغير الموقف الإيراني بعد الثورة الإسلامية من صداقة لأمريكا وإسرائيل إلى عداء لهما، حتى وغيرت الدول الخليجية مواقفها إلى عداء شرس لإيران لانها الشعب والقيادة بايران اتجهوا الى بناء دوله قوّية تمتلك قرارها الوطني ..فحركواصدام حسين إلى شن حرب ضروس على إيران الإسلامية، بزعم حماية البوابة الشرقية للأمة العربية ممن  اسموهم “الفرس المجوس”، ووضعوا أنها ستكون حرباً خاطفة، وقال له الملك السعودي فهد “منا المال، ومنك الرجال”، وأن الحرب لم تدم أكثر من عشرة أيام سيخرج منها منتصراً، وتكون الشعوب العربية كلها تنضم إلى إمبراطوريته في دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج، فكان ما كان من حرب دامت ثمانية أعوام عجاف أهلكت الحرث والنسل….ماذا استفاد العراق “دُمّر بعدها” وماذا استفادت السعودية ودول الخليج “تُدمّر وتفلس الان “.

وهذا يقودنا إلى استنتاج منطقي، وهو أن عداء السعودية لليمن هو ليس لأسباب طائفية، بل بسبب  تحرّك اليمن السريع  لبناء دوله قوّية تحت قياده شابّه بقيادة سماحة قائد الثوره السيد عبد الملك الحوثي  وعداء اليمن  الثوري الجديد لأمريكا وإسرائيل، ونجاح اليمن شعبا وقيادة في تحقيق انتصار تاريخي  وذهبي  بازالة الهيمنة والوصاية الخارجية على اليمن  وانتزاع اليمن  استقلالية قراراته الوطنية بالقوّه لذلك اعلنت السعودية والدول الخليجية عداءها لليمن بأوامر من الكيان الصهيوني وأمريكا وتحت اعادة الشرعية  وذرائع النفوذ الايراني  وايرانية النظام اليمني الجديد ووالخ  وكلها اكاذيب واعترفوا بذلك.

لذلك كانت هناك خطة مبيتة منذ  نجاح ثورة21 سبتمبر2014م  لتدمير الطاقات البشرية والعسكرية والمادية لليمن  وهذا ماحدث  لإبقاء إسرائيل القوه العظمى الوحيدة في المنطقة لان القياده الصهيونية والغربية والسعودية تدرك تماما ان صعود اليمن كقوّة سياسية وعسكرية واقتصادية مستقلة سيغير المنطقه وخصوصا الجزيرة العربية  وهذا ليس من بنات نظرية المؤامرة كما سيتهمنا البعض، بل نشهده كواقع يومياً، ولا يحتاج الإنسان إلى عبقرية خارقة ليتوصل إلى هذا الاستنتاج.

إن بركان العداء السعودي الخليجي  ضد اليمن أنفجر وليس جديداً وكان متوقعاً، وعداء السعودية ودول الخليج هو نكبه قاتله لهم لان خسارة اليمن أدخل السعودية ومشيخات الخليج في نفق مظلم، لان العدوان على اليمن اصبح لبنة اولى في الحرب المفتوحة مع اليمن  فلا الشعب اليمني  سينسى دماء شهدائه أو تدمير بلده  ولا النظام السعودي ودول الخليج ستقبل يمن قوي مهيمن، حتما ستتوقف الحرب العسكرية ولكن الحرب الباردة سترمي بثقلها الكبير بين مشيخات الخليج والسعودية من جهة واليمن من جهه اخرى ..من المستفيد بطبيعة الحال هو اليمن المستفيد..لماذا؟

لان اليمن  شعبا وقيادة اذا شُنت حرباً ضدهم اياً كان نوعها  فهي حرب تجمعهم وتوحدهم وتجعل الوطن اليمني شعبا وقيادة في حالة تعبئة وطنية عامّة  وهذا التعبئة ستحرك كافة المياه  الراكدة وتسخن بقوّة سواء السياسية او العسكرية او الاقتصادية او العلمية الاو الاجتماعية وهذا ماحدث منذ عام 2015م وترجمه اليمنيون بقوّة ومستمرّين ..كما انتصر القائد و الشعب والجيش واللجان والقبائل  في الحرب العسكرية ضد  التحالف الغازي  سيتفرغ  قائد الثورة والجيش واللجان والامن لشن حرب شعبية-عسكرية-امنية-استخباراتية بمسماها الشامل “ثورية” ضد الفساد والارهاب والخيانة ووالخ  بمؤسسات الدولة وستكون تحت شعار “البلد في حالة حرب شاملة” .من المستفيد في المقام الاول ” الجيش والامن والاستخبارات  والاعلام”  لكي تكون مؤسسات وطنيه دفاعية ضاربة تقوم بتأمين البلاد من الداخل والخارج ويحسب  لها الف حساب بالمنطقه . ايضا تمنح القرار الوطني الاستقلالية والتأثير  بالمنطقه. فالدرس أُخذ من العدوان .في المقام الثاني ” الاقتصاد  والصناعة والتعليم والصحة  ووالخ”. فلتكن حرب باردة  مع السعودية ودول الخليج.

احمد عايض

#اليمن