الخبر وما وراء الخبر

الصراع على النفوذ في البحر الأحمر

316

بقلم / طالب الحسني

توجه مصري لإنشاء قيادة الأسطول الجنوبي على حاملة مروحيات ميسترال “جمال عبد الناصر في البحر الأحمر ضمن التنافس الدولي والاقليمي على النفوذ في الممرات  الدولية فأين سيرسو الصراع على البحر الأحمر، السنوات الماضية شهدت تنامياً كبيراً في عدد القواعد البحرية العسكرية حتى  بات البحر الأحمر مقصدا لتمدد النفوذ في المنطقة، على الضفتين الشرقية والغربية.

أما القوى والدول من غير الدول المطلة على البحر الأحمر التي حجزت لها اماكن ومساحات وجزر على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر فقد تجاوزت  الخمس ابتداء بالكيان الاسرائيلي الذي سارع لاحتواء ارتيريا  وإقامة قاعدة عسكرية في ميناء “مصوع”، مستفيدة من الجزر الإرتيرية على امتداد ساحلها على البحر الأحمر، والبالغ أكثر من 1000 كيلومتر، ويضم أكثر من 360 جزيرة.

مروراً بالولايات المتحدة الأمريكية التي بنت أكبر قاعدة عسكرية لها في إفريقيا، وذلك في “معسكر ليمونييه” بدولة جيبوتي، والتي يتمركز فيها نحو أربعة آلاف جندي أمريكي ثم فرنسا التي  تحتفظ هي الأخرى لنفسها بقاعدة عسكرية في جيبوتي منذ العهد الاستعماري بقوام نحو ألفي جندي فرنسي وصولاً إلى كل من اليابان التي تتواجد بقاعدة عسكرية في جيبوتي منذ ألفين واحد عشر والصين التي سعت مؤخراً ولأول مرة لعقد اتفاقية لبناء قاعدة عسكرية.

هذا التنافس المحموم على النفوذ وبعد غياب طويل تحاول دول عربية ومن بينها السعودية وقطر والإمارات عبر تحركات بينها وبين ارتيريا وجيبوتي إلى بناء قواعد عسكرية عدا عن نشاط دول عدة من بينها تركيا ودول إقليمية أخرى لإيجاد موضع قدم على البحر الأحمر عبر دول القرن الافريقي إذ إن تركيا أعلنت أنها بصدد إنشاء قاعدة عسكرية تركية في الصومال، وأنها ستتولى تدريب نحو أحد عشر ألف جندي صومالي.

هذا النشاط مكتملا لا يوازي النشاط الاسرائيلي التي تتواجد بأكثر من قاعدة من بينها قاعدة “رواجيات” و”مكهلاوي” على حدود السودان، وضمنت إقامة قواعد جوية في جزيرة “حالب” وجزيرة “فاطمة” ضد مضيق باب المندب، كما استأجرت جزيرة “دهلك” الارتيرية التي أقامت قاعدة بحرية.

في هذا الإطار وأمام مساعي العدوان السعودي الامريكي يظهر إلى العلن نويا العدوان من بناء قواعد بحرية في كل من جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتان عدا عن السيطرة على باب المندب تحت عناوين مختلفة من بينها أهداف العدوان على اليمن التي تحاول السعودية وواشنطن تصديرها لإخفاء نواياها الحقيقة وراء العدوان على اليمن.