الخبر وما وراء الخبر

إضراب المترفين

179

بقلم / إسامة الموشكي

ضجيج ، صخب ، تمتمة ، سخط ، تساؤلات ، تعجب ، حيرة ، حسرة ، ضوضاء ،  يدخلون ويخرجون، منهم مغادرون ، والاغلب باقون ومن ثم هدوء مفاجئ.

ما سبب تلك الانفعالات ؟!

وما سر هذا الهدوء الذي أخرس كل ما سبق ؟!

السبب ..

طالب لا يملك في جيبه شيء.

فمشى مسافة كيلو مترات على الأقدام حرصا على حضوره

وآخر أراد سد رمق جوعه بوجبة علم يشبع بها عقله فيصبر،

وآخرون تركوا جمَّ معاناتهم وثقيل أحزانهم وجمرات قهرهم وراء اكتافهم،

لتهرول بهم أهدافهم الى مدرَّج العلم الذي سيحقق أحلامهم،

ثم ماذا؟

أخيرا وصلوا، وللدكتور بحثوا.. فتمتموا واحتاروا فتأخر الوقت فضجوا وتعجبوا !!

 تساءلوا..

وعن إضراب دكاترتهم سمعوا .. فسخطوا وتحسروا .. ومنهم من استرجع أوجاعه ورحل، والأغلب تبسم والتحم بأحلامه وحل.

وما سر ذاك الهدوء يا ترى .؟!

الدكتور على سيارة فارهة وصل

ببدلة وربطة عنق ونظارة .. ولدور المثقف الوطني انتحل،

 مشى قليلا وأمام بوابة القاعة وقف  !

سمع رنة رسالة .. ففتح تلفونه

محتوى الرسالة :

المرسل الجامعة الخاصة : تبلغه بأن راتبه صرف

مشى حتى وضع يده على بوابة القاعة وعاد مجددا ليقف !

رسالة أخرى أيضا فتح تلفونه ،

المرسل ارب ايدول : شكرا لتصويتك ،!

يبتسم ويشعر بالفخر، ويقول : بمثل هؤلاء سينهض اليمن !!!

أخيرا إلى القاعة دخل ،

وعم الهدوء،

صعد إلى المنصة،

ابتسامة زينت المدرجات، صهيل الأقلام ارتجل، وسواد الأوراق اضمحل، ولعودة بياضه احتفل،

ثم ماذا  ؟

” أنا مضرب عن التعليم ” !!

صدمة ذهول ..خيبة …وضجيج عاد.. ماذا، لماذا، ماذا، لماذا، لماذا،ماذا .؟!!

لم يبال .. وببرود رحل  !

الابتسامة تلاشت ، وصهيل الأقلام خذل، وسواد الأوراق لعودته خجل،

 ذهب الدكتور .. وبقي الجميع .

تماما .. مثلما هرب الخونة للخارج .. وبقينا على تراب أرضنا ..