أكثر من ١٣١ شهيدا في مذبحة المخاء، بينهم حوالي ٧٠ امرأة والبقية معظمهم من الأطفال. ويأتي يساري تافه ليكتب معلقا على المذبحة: كثرة أخطاء التحالف لاتخدم المقاومة..!!!
١٣١ يمنيا ويمنية ليسوا لدى هؤلاء المسوخ إلا “خطأً” “لا فائدة فيه”!
١٣١ إنسانا من لحم ودم
١٣١ حياة
١٣١ وجوداً
١٣١ دنيا
١٣١ حلماً
١٣١ أملاً
١٣١ فرحاً و حزناً
١٣١ ضحكة ودمعة
١٣١ نجاحا وإخفاقا
١٣١ طفلاً
١٣١ حباً
١٣١ عرساً
١٣١ عريساً
١٣١ عروسا
١٣١ أباً وأماً
١٣١ جدا وجدة
١٣١ قصة
١٣١ حكاية وسيرة وبداية ونهاية..
جميعهم في عرف السعودية وحيواناتها المنوية المدعوة “مقاومة”:
١٣١ خطأً
١٣١ وجوداً بالخطأ، و ١٣١ موتاً بالخطأ!!
وهكذا الحال كل مرة.. وعند كل مذبحة.. وإزاء كل قتلٍ طال حتى الآن مايتجاوز خمسة آلاف يمني.
لهذا أحتقر السعودية، وأناهض عدوانها منذ اليوم الأول: لأن اليمنيين بنظرها ليسوا غير ٢٣ مليون خطأ..
وكلما قصفت أعمار أعداد منهم فإن ذلك لن يكون بنظرها سوى عملية محو لأكبر عدد ممكن من “الأخطاء” عن الوجود.. وليس في ذلك مايستحق أي سؤال.
لذلك تنتقل، منذ ستة أشهر، من مجزرة إلى مجزرة دون أن يرمش لها جفن، ولذلك أيضا ترتكب مذبحة مروعة في الصباح وتعود لترتكب مجزرة أكثر ترويعا في الظهيرة، ولا على بالها ولا خاطرها!!!
فكيف تستنجد لنصرتك بمن يعتبر وجودك برمته خطأ من أخطاء الطبيعة غير المقصودة؟!!
ولا شيء أحتقره، وينبغي احتقاره أكثر من السعودية، غير “المقاومة”..
المقاومة التي تتيح للموت السعودي استباحة كل شيء في اليمن كي تحقق فقط “نقطة” لصالحها ضد الحوثي..!
“المقاومة” التي “تقاوم” كما يدعي شذّاذ الآفاق من مناصريها؛ من أجل “حياة اليمنيين”..!
أي حياة إن لم تكن حفلة العرس المغدور في المخاء؟
وأي “يمنيين” إن لم يكونوا أهالي المخاء الطيبيين؟!!
أي حياة وأي يمنيين يا حثالة الحثالة في اليمن واليمنيين؟!!
صارت دماء اليمنيين حلالا زلالا مادام القاتل هو السعودية، وذلك بغرض النكاية فقط بـ”القاتل المحلي”!
وأي قاتل محلي أصلا؟!!!
لو كان الحوثيون هم من ارتكب مجزرة المخاء، اولو كانوا قد ارتكبوا مذبحة مثل نصفها في أي وقت، لكانت القيامة قد قامت، ولكان يوم المحشر، ولكان الحساب والعقاب والموازين والصراط، ولكان حلف الناتو قد نفذ إنزال نورماندي آخر في قلب صنعاء وفي جوف صعدة..
السعودية لم تدفع للعالم من بداية الحرب إلا لتشتري صمته تجاه ما كانت تنويه، وتنفذه الآن، من مجازر مهولة..
السعودية تحتقر كل يمني ولا ترى في كل يمني إلا خطأ مؤبدا، حتى لو كان من مؤيديها..
لذلك لا تمنح مؤيديها غير شرف اللعب بخصيتيها تدليلا لها أو تطمينا لبالها حيال كل مذبحة ترتكبها بحق أبناء جلدتهم.