الخبر وما وراء الخبر

النصف الآخر من أسلحة العدوان

170

بقلم / ماجد السياغي

في زمن نضوج العولمة والتطور التكنولوجي العنيد أصبح للتقنية والمعلومة بشقيها المادي والمعرفي دوراً هاماً في صناعة الرأي العام وإنتاجه على المستويين المحلي والعالمي أعادت بدورها تشكيل خارطة العمل الاتصالي في المجتمعات المعاصرة  لصالح طابع الإعلام الجديد رخيص التكلفة سريع الانتشار والمتحرر من مقص الرقيب.

 الأمر الذي أصبحت فيه المعلومات والأخبار والآراء الفردية والنتاج الفكري مورداً لا ينضب بغثه وسمينه.

وفي هذا السياق وفي ظل ما يتعرض له الوطن اليوم وأبناءه من عدوان كوني غاشم تقوده مملكة الرمال المتحركة ضمن المشروع الأمريكي في المنطقة تستخدم فيه كل أصناف الترسانة العسكرية المتكئة على التقنية والمعلومة، فإن الأقمار الصناعية والفضاء الإلكتروني النصف الآخر من أسلحة العدو.

فبتأمل ديناميكية العمليات التشغيلية لصناعة الرأي العام الإلكتروني لا تخطئ العين أساليب التضليل الإعلامي وأشكال الشائعات والتباساتها المجوفة والتي تقوم بها وسائل إعلام العدو ومنصاته الإلكترونية وما أكثرها في مربع الآلة الاتصالية.

ومع تقلص عدد الأشخاص من كبار السن الذين لا يستخدمون توليفة الشبكة العنكبوتية في الأعم الأغلب لصالح الجيل الحالي الذي يتعامل مع طفرة الدوت كوم ونوافذها الاتصالية يدور جدل في أوساط الإعلاميين والناشطين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مضامينه الوعي حول ما يتم إنتاجه وتبادله من أخبار وآراء ومعلومات يصنف الكثير والكثير منها ضمن قائمة الشائعات والذي يحاول العدوان تكريسها في الواقع الافتراضي باستحضار غائب وتغييب حاضر.

ومع انتشار تقنية الهاتف الذكي واستجابته للإنترنت وارتباط المستخدم بهما معاً فإن ما يتعرض له المتلقي ويعرض عليه قد يجعله متعاملاً مستكفياً ومستهلكاً يقع في فعل التصديق أو الإنكار لا يخلو منه العقل من حالة الالتباس كما هي في العواطف والمخيلة التي ينتابها الإحباط احياناً في ظل الانفراد الإلكتروني الصادم.

الأمر الذي يتطلب استثمار الطابع الفردي للإعلام الجديد لمواجهة الشائعات بسرعة توفير المعلومة الصحيحة بما يمكّن المستخدم من تمييز الخيط الناظم للحقيقة الذي يسعى إعلام العدوان تدجينها بصناعة الوهم على الواقع والنسخة على الأصل.

وفي زمن تكسرت فيه الجدران الإعلامية فإن عصر السماوات يبقى متوقفاً على قدرة الفاعلين في الحقل الإعلامي توظيف هذه النقلة التاريخية في تاريخنا المعاصر بما يستجيب ويخدم وعي الجماهير للتعاطي بكل ما يلتصق بزيف إعلام العدوان وتعرية أفكاره بأفكارٍ مضادة.