الخبر وما وراء الخبر

مراجعة في دفتر الثورة

160

بقلم / علي أحمد جاحز

مع اطلالة العام الميلادي الجديد ، كل عام وانتم والوطن بألف خير ، وأسأل الله ان يجعله عاما مفصليا على كل المستويات، نحتفل فيه بالانتصارات وتحقق الطموحات ومعالجة الجراحات ودفن الموجعات والمنغصات ، ومنه ننطلق صوب بناء وطننا الحبيب ونرمم ما خلفه العدوان الغاشم ونرتب الاوراق التي بعثرها .

لابد أن نتوقف في هكذا مناسبة، لنراجع خطواتنا ونقرأ ما راكمته الايام والشهور في ذاكرتنا وفي واقعنا ايضا ، لنستفيد ونواصل مشوار ثورتنا متسلحين بتجارب مثمرة وبناءة، فالثورة التي نعيش أولى فصولها ستتكئ عليها بإذن الله خطى ومسارات وتوجهات لعقود طويلة قادمة ، ولا ينبغي ابدا ان نغادرها كما لو كانت حفلة وانتهت .

خلال السنوات القليلة الماضية ، كنا نعيش مخاضات مهولة ، وتلك المخاضات دفعتنا نحو طريق مشوك وموحل ومليء بالفخاخ ، بل أن ثمة منعرجات امتحنت صدق وثبات الكثيرين فسقط فيها من سقط وتجاوزها من تجاوزها ، ولن يبقى على درب الثورة سوى من يمتلك بداخله القناعة التامة بانه سينتصر ويصل ، والاحساس بالمسؤولية تجاه الدين والقضية والوطن.

كان العام 2014م منتشيا بانتصارات الشعب اليمني المتسارعة والمتتالية والتي أدهشت العالم وتركت قوى الشر والباطل تقف مشلولة امام الثورة الشعبية التي كانت تجتث أياديها وعملاءها من جذورهم وبسرعة قياسية ، بالفعل انتهى ذلك العام والشعب يرقص على إيقاع الحرية والظفر، في مقابل وقوع أيادي الوصاية التي كانت تحكم بداخل مصيدة الارادة الشعبية ، لم يكن يدرك الشعب أن ثمة من يحيك المؤامرات ليفسد على الشعب انجازه الكبير .

وجاء العام 2015م لتبدأ تلك المؤامرات في نسج خيوطها على كل منعطفات طريق الثورة لتتعثر وتفشل ، وكانت مؤشرات كثيرة تشير الى أن الثورة مستهدفة على كل الاصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، وبدأت الفخاخ تتفجر في وجه العابرين على طريق التحرر الطويل ، وحين امتلكت الثورة قيادة وشعبا الوعي بأهمية تنظيف الطريق وتعبيده وباشرت التحرك في هذا الاتجاه ، استجاب الطريق ، ولكن ثمة من كان يحيك مؤامرات اكبر خارج حدود الوطن ، وقبل أن نعلن تطهير اليمن من أوبئة المشاريع الامريكية المشبوهة ، جاءت لتنقذها طائرات العدوان ، في 26 مارس .

لا ينبغي أن نمر دون أن ننصف الارادة الثورية ممثلة بالشعب والقيادة التي امتصت الصدمة المهولة واستوعبت المفاجآت الخاطفة ، وروضت الواقع ليصبح مرنا وطيعا للتحرك فيه رغم صعوبته وقسوته وضيق افقه ، فانطلقنا نحو المواجهة والتصدي والصمود بوتيرة متصاعدة لنصل الى نهاية 2015 ونحن أقوى وأرهف ونمتلك من الخيارات ما لم نكن نمتلكه عند بداية العاصفة .

لا ننكر ان العام 2016 كان عام الموجعات ، لكنه كان عام التجليات ايضا ، ففي الوقت الذي كانت جرائم العدوان ترتكب بشكل فج والعالم يصمت والحصار كان يشتد والأفق كان يضيق أكثر والصديق يتخلى قبل العدو ، كان اليمن الثائر يواجه عسكريا فينتصر ، ويواجه اقتصاديا فيخرق التوقعات ، ويواجه سياسيا فيتألق ويحرج العالم ، وكانت التعبئة تزداد والتحشيد يتضاعف والجبهات تضج بالرجال في جل مجالات المواجهة إعلاميا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا ، حتى أدهشت ثورتنا العالم المتواطئ ، وإن كنا لازلنا لم نستوعب بعد هذا الادهاش الذي يخفيه الكثيرون مقابل كسب المال السعودي والرضا الامريكي .

وفي مطلع العام الجديد 2017م ينبغي علينا أن ندرك ونعي أهمية ما حققناه وما يجب أن نحققه ، ونواصل التحرك بروحية عالية وبإيمان قوي وثقة مطلقة بأننا أصحاب قضية وعلينا حمل ومسؤولية اكبر مما مضى للمحافظة على ما أنجزناه والمضي نحو تحقيق ما ينبغي تحقيقه .

وسننتصر أو ننتصر بإذن الله