معلومات من داخل التحالف…مساعي أمريكية للتخلي عن السعودية والتمسك بـ الإمارات
ذمار نيوز -النجم الثاقب 3 يناير، 2017
الحرب السعودية الامريكية البريطانية الاماراتية على اليمن كان لها تداعيات كبيرة على التحالف العربي لاسيما الخليجي، حيث هذه التداعيات اثارة عدة تساؤلات لدى الرأي العام العربي والعالمي ومن أهمها، الخلاف الاماراتي السعودي بسبب فشل العمليات العسكرية.
وبحسب المراقبين أن الهزائم المتواصلة التي تلاحق تحالف العدوان في ميادين القتال والاقتصاد والسياسة ساعدت على تعميق هوة الخلافات بين الامارات والسعودية.
وتسربت معلومات استخباراتية من داخل التحالف، ان السعودية والامارات تتسارعان بالتنافس فيما بينهما في المحافظات الجنوبية لتحسين صورتهما عند اسيادهم الامريكي والبريطاني بعد الفشل الذريع في تحقيق اهدافهم.
هناك بعض المعلومات حول الامارات والسعودية بالنيابة عن الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن:
الاول: ان النظرة الامريكية قد تغييرت بالنسبة الى السعودية بعد فشلها السياسي والعسكري في اليمن وتحاول ان تسلم ملف اليمني للامارات.
الثاني: هناك مطامع بريطانية أمريكية في اليمن، وان السعودية تسعى ان تسيطر على المناطق النفطية والامارات على المناطق الاستراتيجية لكن اللغز هنا، كيف اذا اصبح النفط في الاستراتيجيات؟ يعني اذا تداخلت المصالح البريطانية الامريكية.
ان حسابات الحقل اليمني لم يتناسب مع حسابات السعودي الاماراتي، وان هناك الكثير من الآمال التي علقتها المملكة العربية السعودية على عاصفة حزمها في اليمن، منها ما كان مرتبطاً بموقع المملكة ونفوذها الإقليمي.
لكن الصراع تأجج مؤخراً على الساحة اليمنية بين السعودية والامارات، حيث تُعتبر الإمارات ثاني أكبر دولة عربية من حيث المشاركة بقوات جوية في عملية عاصفة الحزم التي بدأت في 26 مارس، وتحولت إلى عملية إعادة الأمل في 22 أبريل.
تعتبر العلاقة مع الإخوان المسلمين من أبرز الإشكاليات بين الطرفين، حيث صنفت الإمارات الجماعة بالإرهابية، وتتهمها بتهديد الدولة، ولذلك فهي تدعم خالد البحّاح، الذي يقف على مسافة من عبد ربه منصور هادي. والأخير يحظى بدعم مطلق من السعودية، التي بدورها تتبنى استراتيجية الإخوان المسلمين في حربها على اليمن، وهذا يظهر جلياً من خلال تحالفها مع حزب الإصلاح والقوى السلفية ومن بعدهم تنظيم القاعدة.
ليست المرة الأولى التي يطفو فيها الخلاف السعودي – الإماراتي على سطح التداول الإعلامي والترقب السياسي، إلا أنها لا شك أكثر المرات التي يتسم فيها الخلاف بالحدة والتشعّب، نظرًا لحجم الملفات المطروحة إقليميًا وعالميًا بشكل متزامن، إضافة الى التطورات المصيرية التي تحيط بالبلدين، والتي من شأنها أن تحدد مستقبل كل منهما، الأمر الذي يفرض عليهما نزع قناع “المسايرة” المرحلية، وخوض ما فيه المصلحة الشخصية.
السعودية لم تعد تلك المملكة القادرة على ممارسة دور قيادي في المنطقة، أو في الخليج على الأقل، فغوصها في الصراعات الناتجة عن “الربيع العربي”، ودخولها على خطوط دعم بعض الأنظمة ومحاربة أنظمة أخرى، جعلها تدفع ثمن تبدل الموازين في دول “الربيع العربي”، وغالبًا ما كانت الموازين تميل الى الجهة المقابلة لتموضع السعودية. إضافةً إلى ذلك، فقد أغرقت السعودية نفسها في مستنقعين قاتلين في اليمن وسوريا، خاضت فيهما تحديات أمنية وعسكرية عادت عليها بخسائر كبرى، خاصة بعد انحسار الخيارات أمام المملكة بين التراجع وما يعنيه من تحجيم للدور الإقليمي الآخذ بالتراجع أصلًا، وبين خوض المغامرة المصيرية حتى النهاية وما يمثله هذا الخيار من مخاطر أمنية وسياسية قد تصل الى حد الخطر الوجودي، وقد تجلى هذا الأمر في اليمن، حيث بات للسعودية “أراضٍ خارجة عن سيطرتها” وحدود مفتوحة على مصراعيها خارج السيطرة.