الخبر وما وراء الخبر

مدير عام مكتب الاعلام بذمار لـ(ذمار نيوز): العدوان إستخدم أساطيل من الوسائل الاعلامية المتكئة على التقنية والمعلومة فنصف الحرب اعلام وذلك لصناعة التضليل

290

ابرز التحديات التي يواجهها الاعلام اليوم اكثر من اي وقت مضى هي شحة الإمكانيات المادية والمالية وما يرتبط بها من مدخلات اعلامية تتمثل في توفير وسائل الآلة الاعلامية واحتياجات العنصر البشري من التأهيل والتدريب والكفايات المستحدثة مع ما يشهده الحقل الاعلامي من تطورات مذهلة شملت كافة الجوانب الهندسية والتشغيلية والتقنية من جهه ، ومن جهة اخرى أشكال وقوالب  ومضمون العمل الاعلامي . مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة ذمار ماجد السياغي في حوار مع ” ذمار نيوز”.

 

ذمار نيوز : كيف تعاطى العدوان السعودي الامريكي إعلاميا في إطار حربه الشاملة على اليمن ؟

بداية نشكر موقع وشبكة “ذمار نيوز” على اهتمامها بتسليط الضوء لكل ما من شأنه فضح العدوان وجرائمه . كما هو معلوم ان العدوان السعودي الامريكي عمد منذ الوهلة الاولى ان يحارب بقوتين متوازاين ترسانة الأسلحة المتطورة  والنصف الاخر أساطيل من الوسائل الاعلامية المتكئة على التقنية والمعلومة  فنصف الحرب اعلام وذلك لصناعة التضليل وتشكيل  الشائعات وإعادة التباساتها في العقل كما هي في العواطف والمخيلة ، ولم يكتفي بهذا وحسب بل عمد منذ الوهلة الاولى على إطفاء جذوة وسائل الاعلام المناهضة له ولجرائمه.

فأكثر من 30 اعلامياً قضوا وأصيب 16 اخرون   بألسنة صواريخ الطائرات التي استهدفت أيضاً    اكثر من 7 مؤسسات ومباني اعلامية بحسب مانشره اتحاد الإعلاميين اليمنيين ناهيك عن توقف عدد من الوسائل الاعلامية وخاصة المقروءة وحجب هذه الوسائل بما فيها منصات مواقع التواصل الاجتماعي ومن ضمن ماقام ويقوم به العدوان استنساخه للقنوات والمواقع الإخبارية المناهضة لسياسته الاعلامية التي يستحضر بها غائباً ويغيب من خلالها حاضراً بأشكال وقوالب وأساليب تتنافى مع مصداقية العمل الاعلامي ومبادئه وقيمه الناظمة .

 

ذمار نيوز :  في ظل وجود اعلام معادي يمتلك الكثير من المقومات هل استطاع الاعلام الوطني مواجهة التضليل الاعلامي لدول العدوان ؟

بالنظر الى السباق الغير عادل مع الإمكانيات والكفايات الاعلامية  لاعلام العدوان سواءً من حيث الكم او القدرات المادية منها والبشرية نسطيع القول ان الاعلام الوطني بكل تفرعاته اسقط رهانات العدو وزيف إعلامه وما أكثره في مربع الآلة الاتصالية ، وحقيقة ثمة عناصر متضافرة أوجدت وعياً جماهيراً والتفافاً شعبياً استطاعت ان تصنع رأياً عاماً أعاد تشكيل خارطة العدوان واربك حساباته .

فالمشاهد والصور التي يبثها الاعلام الحربي من داخل العمق السعودي لها مابعدها تتداولها وسائل اعلامية اقليمة ودولية وتتحدث عنها صحف رائدة مؤثرة في اتجاهات الرأي العالمي ، كما ان ما يقوم به الاعلام المحلي من تغطية دائمة للفعاليات والأنشطة المناهضة للعدوان كما هو الحال في محافظة ذمار التي تشترك فيها المحافظة مع بقية المحافظات سواءً كانت مسيرات او وقفات احتجاجية او لقاءات قبلية او قوافل الجود والعطاءوالكرم  من مختلف القرى والعزل والمديريات والتي يتنافس أبناءها على من يعطي في وقت أسرع ويجود بشكلٍ اكبر . أضف الى مايسطره ابطال الجيش واللجان الشعبية من ملاحم بطولية وانتصارات في مختلف الجبهات عملت على تعرية زيف اعلام العدوان الذي يسعى الى خلق انتصارات افتراضية في مربع الآلة الاتصالية بعد ان فشل من تحقيق انتصار واقعي على الارض . كما ان جرائم العدوان التي تطال الأمنيين في البيوت والأطفال في المدارس والمرضى في المستشفيات والمعزين في الصالات والفرحين في الأعراس والباعة والمشترين في الاسواق والمارة في الطرقات  ، يتم نشرها وتوثيقها  ويتم عكسها في معارض الصور ومضامين الكتب والمجلدات باعتبارها لن تسقط بالتقادم .

وبرغم ما يقوم به العدوان ومن يقف معه ويدعمه ويسانده من شرعنة لجرائمه بشراء الصمت الدولي المريب وتضليل الرأي العام بأجواق أساطيله الاعلامية الا ان كل ذلك سرعان مايتبخر امام مصداقية حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا وسيادتها ووحدتها ضد معتدي يجافي الحقيقة ويغير مضامينها.

ذمار نيوز : يقوم اعلام العدوان باستغلال نوافذ ومنصات الاعلام الجديد لنشر الشائعات الكاذبة وتضليل الرأي العام في العالم الافتراضي كيف ترون هذا الجانب وتأثيره وخاصة مع تزايد اعداد المستخدمين ؟

في زمن نضوج العولمة والتطور التكنلولوجي العنيد اصبح للتقنية والمعلومة بشقيها المادي والمعرفي دوراً هاماً في صناعة الرأي العام وإنتاجه على المستويين المحلي والعالمي أعادت بدورها تشكيل خارطة العمل الاتصالي في المجتمعات المعاصرة  لصالح طابع الاعلام الجديد رخيص التكلفة سريع الانتشار والمتحرر من مقص الرقيب . الامر الذي أصبحت فيه المعلومات والأخبار والآراء الفردية والنتاج الفكري مورداً لا ينضب بغثه وسمينه .

وفي هذا السياق وفي ظل مايتعرض له الوطن اليوم من عدوان غاشم  تستخدم فيه كل أصناف الترسانة العسكرية فأن الأقمار الصناعية والفضاء الالكتروني النصف الاخر من أسلحة العدو .

فبتأمل ديناميكية العمليات التشغيلية لصناعة الرأي العام الالكتروني لا تخطئ العين أساليب التضليل الاعلامي وأشكال الشائعات والتباساتها المجوفة والتي تقوم بها وسائل اعلام العدو ومنصاته الالكترونية . وما أكثرها في مربع الآلة الاتصالية .

ومع تقلص عدد الأشخاص من كبار السن الذين لا يستخدمون توليفة الشبكة العنكبوتية في الأعم الأغلب لصالح الجيل الحالي الذي يتعامل مع طفرة الدوت كوم ونوافذها الاتصالية يدور جدل في أوساط الإعلاميين والناشطين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مضامينه الوعي حول مايتم إنتاجه وتبادله من اخبار وآراء ومعلومات يصنف الكثير والكثير منها ضمن قائمة الشائعات  والذي يحاول العدوان تكريسها في الواقع الافتراضي . باستحضار غائب وتغييب حاضر.

ومع انتشار تقنية الهاتف الذكي واستجابته للإنترنت وارتباط المستخدم بهما معاً فأن مايتعرض له المتلقي ويعرض عليه واليوم قد يجعله متعاملاً  مستكفياً ومستهلكاً يقع في فعل التصديق او الإنكار لا يخلو منه العقل من حالة الالتباس  كما هي في العواطف والمخيلة التي قد ينتابهاالإحباط احياناً في ظل الانفراد الالكتروني الصادم .

الامر الذي يتطلب استثمار الطابع الفردي للإعلام الجديد لمواجهة الشائعات بسرعة توفير المعلومة الصحيحة بما يمكن المستخدم من تمييز الخيط الناظم للحقيقة الذي يسعى اعلام العدو تدجينها بصناعة الوهم على الواقع والنسخة على الأصل .

ونظرا لما يفرضه الاعلام الجديد من متغيرات منها ظهور مراكز إعلامية جديدة تحرّكها أجندة خاصة مستفيدة من هذه الوسائل؛ ودخول لاعبين جدد في دائرة التأثير على مجمل القضايا. تعكف وزارة الاعلام حاليا في حكومة الإنقاذ الوطني على اعداد إجراءات ولوائح جديدة لأن الحالية لم تعد مهيأة لهذه النقلة التكنولوجية الهائلة وهذا ما أكده وزير الاعلام الاستاذ احمد حامد ان الوزارة بصدد انشاء ادارة الاعلام الجديد تختص بتقوية قنوات التفاعل بين المؤسسات الوسيطة والمواطنين وتفضي إلى إقامة بناء قيمي أخلاقي ومعايير مهنية وسياسات تحريرية لتحقيق المصداقية المهنية في الفضاء الإلكتروني، لضمان نقل المعلومة الصحيحة للرأي العام  بمايستجيب و يخدم وعي الجماهير للتعاطي بكل ما يلتصق بزيف اعلام العدوان .

 

ذمار نيوز : ماهي ضرورات الارتقاء بالعمل الاعلامي لمواجهة العدوان وزيف إعلامه ؟

اذا ما تحدثنا عن ضرورات الارتقاء بالعمل الاعلامي وتحسين مخرجاته لتعزيز حضوره في مواجهة العدوان نراها مرتبطة بالجوانب المالية والأدوات والوسائل ورأس المال البشري فهي عناصر متضافرة يتأثر بها الحقل الاعلامي ويؤثر من خلالها في الوسط الاعلامي.

ولعل ابرز التحديات التي يواجهها الاعلام اليوم اكثر من اي وقت مضى هي شحة الإمكانيات المادية والمالية وما يرتبط بها من مدخلات اعلامية تتمثل في توفير وسائل الآلة الاعلامية واحتياجات العنصر البشري من التأهيل والتدريب والكفايات المستحدثة مع ما يشهده الحقل الاعلامي من تطورات مذهلة شملت كافة الجوانب الهندسية والتشغيلية والتقنية من جهه ، ومن جهة اخرى أشكال وقوالب  ومضمون العمل الاعلامي .

فخارطة المهن والمهارات الاعلامية  في تجدد متسارع ، لذلك فالاعلام لم يعد رسالة كما كان في الماضي بل اصبح صناعة ضخمة .

جميع الإعلاميين الشرفاء المناهضين للعدوان وجرائمه متفائلين بالاهتمام الذي توليه وزارة الاعلام ممثلة في الاستاذ احمد حامد والذي أكد

ان تلبية الاحتياجات والمطالب كافية وكفيلة للارتقاء بالرسالة الاعلامية باعتباره سلاح يتجاوز  مداه الحواجز المكانية والفواصل الزمنية .

ومهما يكن من  امر يظل الثبات والصمود والتضحية خيار حتمي وثلاثية متلازمة بها ومن خلالها سيتحقق النصر على ثلاثية العدوان في القتل والتدمير والحصار الظالم .

ختاماً ثمة حقيقة ثابتة مانعة للشك قاطعة للريب مفادها ان الحقيقة من شروطها ان تعرف دائماً حتى وان كان البوح بها نادرا ..