الخبر وما وراء الخبر

صنعاء والقاهرة.. الخطر واحد والمصير مشترك

164

بقلم / صلاح القرشي
من الطبيعي أن تحدث السياسة السعودية الخبيثة تجاه الدولة المصرية التي انتهجتها من خلال العمل على محاصرة القاهرة وتهديد الأمن القومي لمصر عندما قامت السعودية بإرسال مستشار الملك سلمان بزيارة سد النهضة الإثيوبي وإبداء استعدادها لتقديم المساعدات المالية لتنفيذ بقية مراحل الإنشاءات في السد مما يعرض الأمن المائي لمصر للخطر, وأيضا قيام السعودية بترتيب تواجد لها مستمر في باب المندب عبر إقامة قاعدة سعودية على جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية والذي تضم غرفة عمليات مشتركة بينها وبين بعض الدول مثل أمريكا وفرنسا وبالطبع إسرائيل ولو بصورة غير معلنة من خلال إشراف ضباط من جيوش هذه الدول وما خفي كان أعظم ، وطبعا هذه الخطوة السعودية بقدر ما تلبي متطلبات أمن إسرائيل وأمريكا بالدرجة الأولى ومدعومة منهما إلا أنها تعد موجهة ضد الأمن القومي المصري الملاحي وتعرضها للاستغلال والابتزاز والخنق في أي وقت ولن يسهل على القيادة المصرية ابتلاع السياسة والخطوة المعادية لها من قبل السعودية وتمريرها بأي حال من الأحوال وخاصة وأن السعودية تتحالف مع الجماعات الوهابية وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) والتي تسعى إلى أن يكونوا من ضمن السلطة الحاكمة لليمن والتي بدورها هذه القوى تنظر إلى القاهرة بأنها عدوتها الرئيسية ، من خلال العلاقات بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية بمصر ، والتي تهيئ في أي لحظة للانقضاض على الدولة المصرية وتهديد أمنها من الداخل وبمساعدة السعودية وقطر وهذه الجماعات في اليمن وسوريا وليبيا والسودان وتركيا وغيرها وبالتالي يجعل من نجاح وانتصار هذه الجماعات في اليمن تنظر إليه القيادة المصرية في القاهرة على أنه تهديد مباشر وحقيقي على أمنها ونظامها.
إذن من الطبيعي أن تؤدي كل هذه السياسات السعودية تجاه مصر بالضرورة إلى ذوبان الجليد وبدء تدفق المياه الدافئة إلى مجاريها بين صنعاء والقاهرة وعودة العلاقات على كل المستويات في مواجهة هذه الأخطار على الجانبين على حد سواء.
وعلى السلطة والحكومة اليمنية في صنعاء أن تبادر وبسرعة إلى مد خطوط التواصل بين صنعاء والقاهرة وبشتى الوسائل واغتنام هذه التطورات المتسارعة في العلاقات المنحدرة والمتوترة بين الرياض والقاهرة ، والبدء في التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي مع القيادة المصرية من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة, وخاصة أن الشعب العربي في مصر واليمن تسود بينهما علاقة حميمة ولم يتغير فيها أي شيء وحتى بعد اشتراك مصر في بداية العدوان وانضمامها لتحالف العدوان التي تقوده السعودية وأمريكا ضد اليمن ، وخاصة وأن القيادة اليمنية في صنعاء قد قادت سياسة ناجحة في هذا الجانب إذ اعتبرت مصر دولة غير معادية ولم تقم بأي هجوم إعلامي ضدها بل مارست سياسة مرنة تجاه مصر والشعب العربي في مصر ، وركزت على العدو الرئيسي مستخدمة مصطلحاً إعلامياً معيناً في سياستها الإعلامية وهو مصطلح العدوان السعودي الأمريكي.
في الأخير نقول هذه فرصة تاريخية. على صنعاء والقاهرة تلقفها بكل جدية وبسرعة, وتوحيد جهودهما في مواجهة الخطر الواحد الذي يواجه الجانبين على حد سواء.