الخبر وما وراء الخبر

عن ضحايا مكة..مين يجرا يقول..؟

149

ذمار نيوز :بقلم / إبراهيم السراجي

في كثير من دول العالم وأبرزها اليابان تشعر الحكومة أن مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن أي حادث يتسبب بوقوع ضحايا، ويحدث أن تستقيل حكومة أو وزير على الأقل في اليابان على خلفية وقوع ضحايا جراء زلزال وهي من أبرز الكوارث الطبيعية التي لا دخل للإنسان بها وعلاوة على أن الهندسة المعمارية في اليابان ابتكرت أساليب بناء تخفف من أضرار الزلازل ورغم ذلك تشعر الحكومة بمسؤولية ما.

ووحده النظام السعودي الذي يمكن أن يعتبر نفسه ضحية جراء وقوع حوادث كما حدث في مكة اليوم وقبل أسابيع حيث قتل أكثر 1000 حاج وأصيب أكثر منهم بكثير سواء في حادثة سقوط الرافعة أو حرائق الفنادق وأخيرا اليوم بالحادثة التي قتلت أكثر من 700 حاجا وأصابت أكثر من 800.

في السعودية فقط وفي ظل نظام آل سعود الذي يشعر أنه يتفضل على الضحايا بمنحهم “حسن الخاتمة” وكأن الغاية من وجود الإنسان أن يعيش ويرتكب الذنوب ثم يدفع آلاف الدولارات وهي تكاليف الحج لنظام آل سعود وبعد أن يغفر الله ذنوب الحجاج يحصلون على بطاقة عبور إلى الآخرة في بيت الله.

سواء هذا العام أو الأعوام السابقة والتي شهدت سقوط ضحايا خلال أداء مناسك الحج لم يشعر أو يعترف نظام ال سعود بتقصير يتحملون بموجبه ولو جزءا من المسؤولية ولو أخذنا حادث سقوط الرافعة في الحرم المكي كان أكبر سقف للمحاسبة لدى نظام ال سعود هو رمي كامل المسؤولية على شركة تجارية ويبقى على الضحايا واجب توجيه الشكر للملك السعودي الذي تفضل بتوفير طائرات للمصابين تسهل لهم أداء مناسك الحج.

يحلو لنظام آل سعود أن ينسبوا الافضال لنفسهم وأن يتفاخروا علناً بقدرتهم الفريدة على تنظيم الحج وكل مفخرة لابد من نسبها لخادم الحرمين ملك ال سعود وحين يتسبب سوء التنظيم بكوارث تسفر عن المئات من الضحايا كما حدث اليوم يحملون المسؤولية للحجاج أنفسهم.

حاول المسؤول الأمني عن الحج في تصريح اليوم أن يحمل الحجاج الإيرانيين المسؤولية قائلاً انهم رددوا شعارات ولم يلزموا التعليمات وليس غريباً أن يرددوا الشعارات التي تحلوا لهم ولكن المشكلة لدى من يحدد ماهو المسموح وغير المسموح به في الحج.

ونبقى عند الرواية التي تحمل الإيرانيين بشعاراتهم مسؤولية الحادث فهل يمكن أن تتسبب شعارات أو صرخات بالقتل؟ أم أن التصرف الأمني تجاه ذلك هو ما دفع بالحجاج للتدافع؟ لا أحمل النظام السعودي هنا كامل المسؤولية ولكني استغرب من المساحة اللامحدودة التي اوجدها النظام لنفسه بحيث لم يحدث خلال ماضيه إلى اليوم أن تحمل المسؤولية عن أي حادث أو اعترف بتحمل جزءا من المسؤولية؟ أم أن النظام السعودي يريد أن يقول لنا أنه معصوم؟؟

وكما يمكن النظر للتهم السعودية للإيرانيين لا بد من النظر للمعلومة التي يتحدث عنها الإيرانيون والتي تقول ان السعوديين اغلقوا طريقاً لأسباب مجهولة أدت لحدوث زحمة غير متوقعة في الممر او الشارع الذي وقع فيه الحادث.

وصحيح أن النظام السعودي حذر قبل أيام من استغلال الحج لأغراض سياسية لكنه وقع في ذلك قبل الجميع عندما سمح لمفتي المملكة ان يصعد على المنبر ويخطب في الحجاج محرضاً على مكون يمني متمثلاً بأنصار الله “الحوثيين” ويبرر قتل كل اليمنيين باسم محاربتهم والقضاء عليهم.

وبعيداً عن رواية السعوديين والإيرانيين يحق لنا أن نطرح هذه الملاحظة والتي بدورها تقول إن الدفاع المدني أعلن في الصباح الباكر عن حادثة التدافع وقتل بسببها أكثر من 100 حاج وقرابة 200 جريح ومصاب وظلت هذه الأرقام تتضاعف لأكثر من ثمان ساعات، وقد يقول قائل ان ارتفاع الضحايا جاء بسبب وفاة الجرحى والمصابين ولكن نقول إن ارتفاع الضحايا ظل يتضاعف في صفوف القتلى والمصابين بنسب متقاربة.

ولأن الفضائل يجب أن تنسب للنظام السعودي فيحق لأحد مسؤولية أن يتفاخر بغباء مفرط عن خبرتهم التي لا مثيل لها بالعالم في تنظيم الحج باعتبار ان الحج يقام في عدة دول والمهم أن حادث اليوم الشنيع لا يقلل من تلك الخبرة الفريدة بالنسبة للنظام ويمكن رمي المسؤولية على الآخرين الذين فشلوا خلال ساعات طويلة في احتواء تدافع الحجاج اذا اعتقدنا ان تلك الساعات لم تكن كافية لان يتعب الحجاج كلهم من التدافع ويتوقفون من تلقاء ذاتهم.

والسؤال المطروح الان هل سيتمكن النظام السعودي من تحويل العالم إلى انتحاريين مقابل المال فيصمت العالم الإسلامي عن ضحاياه من الحجاج؟كما نجحوا في شراء صمت العالم في عدوانهم على اليمن.

لابد ان يتعالى المسلمون عن المال السعودي ويبحثوا عن الحقيقة الكامنة وراء سقوط هذا العدد الكبير من الحجاج وألا تغلق القضية بمكرمة ملكية تحدد كم سيدفع النظام السعودي من المال مقابل كل قتيل وكل جريح كما لا يمكن الوثوق بالرواية السعودية ولابد أن يكون هناك تحقيق تشارك فيه كل الدول الإسلامية باعتبار بيت الله لكل المسلمين ولأنه لا يمكن الوثوق بالرواية السعودية.

وعندما أقول لا يمكن الوثوق بالرواية السعودية فلأنه وببساطة أنني كيمني من سكان صنعاء عندما قصف طيران النظام السعودي منازل في صنعاء القديمة خرج عسيري بكل بساطة ليتهم الحوثيين بفعل ذلك رغم أنه لا يوجد أي نوع من المواجهات في صنعاء ليصبح رده قابلاً للتداول وعليكم أن تقيسوا ذلك على مافعله الطيران السعودي وأدى لمقتل الالاف من الأبرياء في اليمن ولم يحدث أن حمل عسيري مسؤولية حادثة واحدة لطيران بلاده وكأن اليمنيين ينتحرون والطائرات ترمي لهم الورود على مدى ستة أشهر.

يحتاج العالم الإسلامي اليوم للشجاعة الكافية والزهد في المال السعودي ليتجرأ ولو لمرة لمحاسبة ال سعود ولو على الاستهتار في حياة الحجاج ويمتلكوا شجاعة الفنانة الراحلة ذكرى حين غنت :

” مين يجرأ يقول ؟

مين يجرا يقول هذا مش معقول؟

بنثور ونبكي ع الكعبة وقبر الرسول

قالو لي صوتك بيهدد أمن الأسطول.