الخبر وما وراء الخبر

الإصلاح يسقط قيمة تعز ويتآمر على أبنائها..

177

بقلم / زكريا الشرعبي

عام وتسعة أشهر منذ بدء العدوان على اليمن عام وتسعة أشهر منذ أن دفع حزب الإصلاح شبابه لممارسة العهر العلني في تعز دون غيرها من المحافظات برفع عبارات الشكر لقادات العدوان المدمر لكل شيء عام وتسعة أشهر منذ أن أعلن الإصلاحي حمود المخلافي ما أسماه بجبهة المقاومة في تعز ما الذي تحقق لتعز خلال كل هذه الفترة؟ دعونا ننظر.. كان لتعز قيمة في كل مكان الآن صارت رمزا لغياب العقل والثقافة. كان لتعز اعتبار في كل محافظة ومنطقة، الآن صارت تعز مناطقية. كانت تعز تناضل عن كل اليمن وكان لسان حال ابنها كما قال شاعرها الفضول “عز أرضي كله فيّ أنا فهوان كله إن هان بعضي”، الآن صارت ترفع دون غيرها من المحافظات شعار “قضية تعز” كأنما هي خارج الجغرافيا اليمنية. كانت تعز حضنا للصنعاني والتهامي والحضرمي الآن صار أبناؤها مشردون في كل مكان ولم يعد فيها سوى الجماعات الإرهابية المتطرفة.
كانت تعز تقدم الأغنية والمشقر والقصيدة والكتاب الآن صارت تقدم السحل والذبح والكراهية وأبو العباس وعدنان رزيق. هل سأل أبناء تعز أنفسهم يوما لماذا حدث هذا؟ دعونا من قضية الوطنية أو العمالة والارتزاق ومبررات الغزو الحوفاشي أو المجوسي المخالفة للعقل والمنطق وافرضوا أن كل هذه المبررات كانت صحيحة.
افترضوا أنها كانت منطقية وإن كان بينها وبين المنطق ما بينها وبينه الآن هل كان على مرتزقتها أن يسقطون بها كل هذا السقوط ،هذا السقوط الذي وصل إلى حد أن يرفعوا مرة أخرى وبعد كل هذا الدمار الذي قام به العدوان عبارات الشكر لقاداته! هذا السقوط الذي وصل إلى حد الاحتفال ليس بأبناء تعز الذين ساقهم قادة المرتزقة كالأنعام ليقتلوا هنا وهناك بل بأحد جنود العدو!!. لقد عرف العالم أنواع المرتزقة وأصناف الارتزاق غير أن ما يقوم به مرتزقة اليمن بشكل عام ومرتزقة تعز بشكل خاص غير مسبوق إطلاقا.
على الأقل يحتفظ مرتزقة العالم بماء وجههم عند تقديم ما يراد منهم أما مرتزقتنا فباعوا وجههم وماءه. لا يحدث هذا عفويا بالتأكيد ولو تفكر من يقف أو يقاتل في صف المرتزقة في من يقوم بكل الأفعال المغرقة في الشذوذ سيعلم أن هناك مؤامرة حيكت بليل على مدينة تعز.
وسيجد أنه لا صالح ولا الحوثي من يقف خلف هذه المؤامرة وإنما هو حزب الإصلاح.
هذا الحزب الذي قال عضوه في البرلمان محمد الحزمي في مقال له نشرته صحيفة أخبار اليوم في أكتوبر 2014 أنهم سيشكلون جيش الفتح لمواجهة من سماهم الروافض هو من أشعل عود الثقاب الأول في الحرب وهو من قام برفع شعارات تفصل تعز عن اليمن وهو من وقف خلف جرائم السحل والذبح وهو من رفع شعار “شكرا سلمان” وهو من احتفل بذكرى الجندي السعودي يوم أمس.
ولو سأل الذين يقفون في صف المرتزقة أنفسهم ماذا تحقق لهم منذ أن قال المرتزق الإصلاحي حمود المخلافي أنه سيسيطر على تعز خلال 48 ساعة لوجدوا أنهم لم يسيطروا على كيلو متر واحد وأن هذا الحزب يقودهم إلى مصارعهم كالنعاج. لو نظروا في التعيينات التي قام بها الفار هادي لوجدوا أنها لأشخاص يتبعون هذا الحزب ليس في التعيينات فحسب بل في الكشوفات الرسمية لمجندي المرتزقة. وقبل هذا كله سيجدون أن هذا الحزب في الوقت الذي يعدهم بما يسميه “تحرير تعز” ويجلب الجماعات الإرهابية إليها تحت هذا المسمى من كل مكان يقوم بتجنيد شباب تعز وإرسالهم إلى جبهات الجوف وميدي وصرواح ونهم بل وإلى نجران وجيزان.