الصحف الأجنبية تتحدّث عن نهاية عصر الهيمنة الأميركية
علي رزق
اعتبر صحفيون غربيون بارزون أن الأفكار التي يحملها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب تعني نهاية عصر الهيمنة الأميركية الذي بدأت واشنطن العمل عليه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى، رأى صحفي بريطاني معروف أن وسائل الإعلام الغربية سمحت لنفسها بأن تكون قناة لنقل رواية المجموعات المسلّحة في سوريا، وذلك خلال تغطيتها لأحداث حلب الأخيرة.
نهاية عصر الهيمنة الاميركية
كتب الصحفي Roger Cohen مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” أشار فيها الى أن ترامب غير مهتم بالنظام العالمي الذي بنته الولايات المتحدة على مدار العقود السبعة الماضية، وقال إن سياسة ترامب الخارجية ستكون عبارة عن معاملات تجارية، بحيث سيتبع سياسة معينة فقط اذا ما كانت مربحة لاميركا، كما توقع أن تكون الولايات المتحدة وتحت قيادة ترامب صامتة حيال ملفات “حقوق الانسان و الحرية والديمقراطية”.
وعليه، لفت الكاتب الى أن عصر القيادة الاميركية للعالم قد انتهى، وأن التحالف ما بين ترامب والرئيس الروسي فلادمير بوتين “بخدمة الرئيس السوري بشار الاسد الى جانب تفكيك التحالفات العسكرية و الاتفاقيات التجارية والاندماج السياسي للنظام الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية، انما يشكل ناقوس الموت لهذا النظام العالمي.
الكاتب رجّح أن تؤدي سياسات ترامب الى الكثير من الاضطرابات، و ضرب مثلا بان نقل السفارة الاميركية لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي الى القدس المحتلة قد يشعل العنف على نطاق واسع. وفي الاطار نفسه اضاف انه يبدو من المؤكد بان “David Friedman” الذي اختاره ترامب لتولي منصب سفير اميركا لدى الكيان الصهيوني سيؤجج الوضع.
الإعلام الغربي يستند فقط على رواية المسلّحين
كتب Patrick Cockburn مقالة نشرتها صحيفة “الاندبندنت”، قال فيها إن المجموعات المسحلة في حلب الشرقية استطاعت منع دخول الصحفيين الغربيين الى اامناطق التي كانت تسيطر عليها (في حلب الشرقية)، حيث كانت تقوم بخطف وقتل أيّ صحفي غربي كان يتوجه الى هذه المناطق واستبداله بما يوصف “ناشطين محليين” موالين لها وخاضعين لسيطرتها.
الكاتب اعتبر أن الاعلام الاجنبي سواء عن قصد أو دون قصد، سمح للذين لا يستطيعون العمل من دون إذن جماعات مثل “جبهة النصرة” أو “أحرار الشام بأن يهيمنوا على أجندة الأخبار، محذّرًا من أن هذه السابقة في حلب تعني بأن الأطراف المتنازعة في أي صراع مستقبلي سيكون لها مصلحة بمنع دخول الصحفيين الأجانب الذين قد يغطون الحدث بشكل موضوعي.
كما اضاف الكاتب انه ومن خلال خطف وقتل الصحفيين الاجانب، يصبح من السهل ايجاد فراغ في “المعلومات التي عليها طلب كبير”،و التي سيقوم بتوفيرها “مخبرون” اما متعاطفون مع جهة معينة او تحت رحمة هذه الجهة (في حلب هذه الجهة هي المجموعات المسلحة). ولفت الى ان قتل او خطف الصحفيين الاجانب مكّن المجموعات المسلحة من ان تتحكم بشكل كبير بالمعلومات التي تصل الى العالم الخارجي.
وأردف الكاتب: التهديد لا يشمل فقط الصحفيين وانما يشمل أيضاً السكان المحليين الذين يعيشون في المناطق التي تسطير عليها الجماعات المسلحة. واستشهد بتقرير لمنظمة العفو الدولية صدر بشهر تموز يوليو هذا العام والذي يرد فيه بان المدنيين الذين يقطنون في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة يعيشون بحالة خوف مستمر من الخطف في حال انتقدوا سلوك هذه المجموعات او في حال عدم الالتزام بالقوانين الصارمة التي تفرضها. كذلك اشار الى ان اي صحفي او ناشط مستقل كان يستهدف، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية.
الكاتب لفت الى وجود الكثير من الثغرات بتغطية الإعلام الأجنبي لأحداث مدينة حلب التي حصلت مؤخرًا، مشيرًا الى أن هذه التغطية لم تتضمن أية مشاهد لعناصر المجموعات المسلحة البالغ عددهم ما بين 8000 و 10000 عنصر بحسب تقديرات الامم المتحدة، وتابع: المشاهد تركزت على المدنيين غير المسلحين، ما يتناقض تمامًا مع تغطية معركة الموصل حيث تشير وسائل الاعلام الاجنبية الى أن القوات العراقية تقاتل آلاف المسلحين من “داعش” الذين يستخدمون السكان المحليين كدروع بشرية.