الخبر وما وراء الخبر

المكر السيئ بدأ بطلقة وانتهى بقصف !

155

بقلم / هاني الوشلي

مابين الطلقة والقصف تاريخ من الكيد والمؤامرات احتوى كل مصنفات المكر ومصفوفاته وكل خططه وأساليبه ولم يتركوا باباً واحداً من أبواب الكيد على هذا الشعب في كل مجالات حياته إلا وفتحوه ولا درباً إلا وسلكوه حيث تكاملت أركان (المكر السيئ) بين ماكر خارجي يخطط ويمول .. وخائن داخلي يستلم وينفذ .. وبين هاذين الصنفين عاش الوطن لأكثر من خمسين عاماً.
مكر شياطين وخبث أباليس ومؤامرة عظيمة على الشعب اليمني العظيم بدأت بالأمس بطلقة واحدة موجهة الى اليمن الحديث المرسوم على صدر الرئيس الحمدي وانتهت اليوم بقصف الشعب بأكمله .. ولكم أن تتخيلوا المسافة الزمنية مابين الطلقة والقصف وكم وحجم المؤامرات والطرق والأساليب التي طالت كل مسالك الحياة حتى وصلت إلى لقمة عيش المواطن ودهورت تعليمه وصحته واتصالاته ومواصلاته وقطع الكهرباء عليه صباح مساء وتفجير أنابيب النفط والغاز وحادثة المدمرة كول وجزر حنيش وحرب الانفصال والحروب الست والحراك الجنوبي والقاعدة واغتيال الضباط وعرقلة الانتخابات وتوقيفها تماماً وفوضى الربيع الاخواني اليمني و و و والحديث يطول بتذكر كل الحفر والمآسي والجراح والمؤامرات فقد كان الفساد يُنفذ بأيادٍ داخلية خفية وباجندة وتمويل خارجي وكانوا يعملون ليل نهار عبر نافذين وجهات على إيقاف مشاريع تنموية وإفساد مسؤولين وإطلاق أيديهم في المال العام وعرقلة قضاء وتقييد جهات ضبط أيضاً !.
فكيف بشعبٍ تطحنه جارة السوء بهكذا مؤامرات أن يتقدم ويتطور ؟!.
من خلال ما أسلفنا نجد أن الشعب اليمني مابين الطلقة والقصف لم يستقر نهائياً وفي كل عام يخلقون له ألف مشكلة ومعيق ويستنزفون اقتصاده في الملف الأمني الملغوم بكل مصيبة وكل بلية فعاش اليمني ما يقرب من خمسين عاماً حياة جيل كاملة وهو يتمنى أن يستقر ولو لعامٍ واحد فقط !.
أُمنية لم تتحقق وهو جار لأكبر منظومة اقتصادية في العالم وخليج عربي يتبول الذهب ويتبرز النفط ولكن الخبث أعمى حكمائهم والحسد أضل حكمتهم فقد حسدوا الشعب اليمني على تاريخه وأصالته فخافوا إن مدوا له يد المساندة والدعم لينهض ويقف على قدميه .. فإنه سيخطف الأبصار ويسحر العالم بأصالته وعاداته وقيمه وموروثه التاريخي القديم وتاريخه الديمقراطي الناشئ !.
ولهذا من فرط غبائهم كان على الشعب اليمني أن يبق رهيناً لسياسة المؤامرات التي يحيكونها والمكر السيئ الذي يخلقونه كل ساعة !.
لكن الوقت اليوم يكون قد انتهى بخيالاتهم تلك وانزلق المارد من هيمنتهم فقد فهم وفطن واستوعب .. وبدت دماء الاستقلال ورفض الهيمنة تجري في عروقه !!.
وحين بدا كذلك لم يتمالكوا أنفسهم من الغيض وبادروا بتحالف عربي صهيوسعودي لكبت هذا المارد وإعادته لمربع التبعية و لكن هيهات منا الذلة .. والنصر لنا والأيام بيننا !.