في حلب تجلت الانتصارات
بقلم / الشيخ عبدالناصر التيمي
في مدينة حلب الشهباء حيث الحضارة التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ , تتابعت الانتصارات فمن الانتصار على عصابات داعش التخريبية التي عاثت في حلب خراباً ودمارا, والتي حولت ذلك الوجه الشبابي المشرق لهذه المدينة البيضاء إلى وجه تملأه تجاعيد الشيخوخة والهرم، نتيجة ما شاهدته من أهوال وجرائم شنيعة ارتكبتها تلكم العصابات التخريبية، لمدة خمس سنوات، إلى أن أذن الله بنصره فمكن الجيش العربي السوري من تخليص هذه المدينة من هذا الكابوس المرعب، ليعود إليها جمالها الذي سُلب، لتعود اليوم حلب كما كانت شهباء تتطاول في السماء عزة وكبرياء وشموخاً وإباء.
نعم تحررت حلب من كابوس داعش وأخواتها، وانتصر في المعركة الشعب و الجيش السوري، لكنه لم يكن النصر الوحيد في هذه المعركة حيث تبعه انتصار عظيم وهو انتصار أخلاقي , ويتمثل بتطبيق أهم قواعد الدين الإسلامي المتعلقة بالحرب وذلك بالسماح لمن استسلم بمغادرة المدينة , ومداوة الجرحى منهم في عمل إنساني عكس الأخلاق المحمدية الرافضة للانتقام ممن انكسر وانهزم.
في حلب انتصر الحق، انتصر الثبات , وانتصرت الأخلاق . في حلب ظهر للجميع من هم حملة الإسلام وأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فأين أولئك المتباكين على حلب ! أينهم ليشاهدوا الجيش السوري المُتحلي بالأخلاق المحمدية ؟ أين هم ليتعملوا دروساً في الأخلاق منهم.
ووالله إن الجيش السوري لأكثر اتصالاً بهذا الدين من أولئك المتباكين وإن لبسوا ألف عمامة.
فبذلك الانتصار الأخلاقي ظهر للجميع الفرق بين الجيش العربي السوري المستمسك بحبل الله وأخلاق رسوله، وبين أولئك الدواعش الذين تحكي أخلاقهم فرعون وهمان وكل متجبر متبختر ظالم والذين إن سيطروا على بلدة رئيت فيها مهرجان الدعوشة من قتل وسحل وحرق وصلب …..الخ من الصور الإجرامية فمبارك لحلب ولسكان حلب, ولسوريا شعباً وقيادة، وللأمة العربية هذا النصر الذي سيغير بأذن الله خارطة القرن الماضي، وسيكون فاتحة انتصاراتنا في سوريا واليمن بإذن الله . وسنرسم إن شاء الله من هذا النصر خارطة جديدة لأمتنا العربية خارطة السلام والحرية والكبرياء الرافض للتبعية والعبودية, لا خارطة شرق أوسط برنانرد ليفي التي هوت اليوم تحت أقدام الجيش العربي السوري.
نائب رئيس ملتقى التصوف