الخبر وما وراء الخبر

العدوان الاعلامي

211

بقلم / عبدالكريم الديلمي

منذ ان بدأ العدوان الغاشم والظالم على اليمن, حرص بني سعود على استخدام كل الوسائل الممكنة وحتى المحرمة لكي يتم اخضاع الشعب اليمني, فبالاضافة الى الغارات الجوية والقنابل المحرمة, استخدم بني سعود اساليب اخرى قذرة, منها شراء الخونة والعملاء واستئجار مقاتلين من دول مختلفة, بالاضافة الى استخدام السلاح الاعلامي الذي خصصوا له ملايين الدولارات, وبالتالي فقد حرصوا منذ بداية العدوان على نشر واذاعة كل الاخبار المفبركة والكاذبة, وسخّروا ابواقهم الاعلامية وقنواتهم وشبكاتهم والصحفيين الذين تم شراؤهم, لكتابة ونشر الاخبار المضللة والكاذبة ونشر كل ما يحرض على زراعة الفتنة, بالشكل الذي يضعف من معنويات الشعب اليمني ويجعل بني سعود في جانب المنتصر, والعكس هو الصحيح.

فالتضليل الاعلامي وما يعبر عنه ايضاً بالتحريف الاعلامي هدفه تحريف وتحويل الحقائق بهدف التأثير على الراي العام, ويستخدم في ذلك العديد من الوسائل منها الاشاعة والدعاية والحرب النفسية .. وغيرها, وقد استخدم بني سعود سياسة نشر الشائعات, ونشرها عبر جميع شبكاتهم المرئية منها والمسموعة, بهدف زعزعة ثقة الشعب اليمني في جيشه ولجانه الشعبية, وحاولوا ان يظهروا جيشهم الجبان والهارب على انه يحقق انتصارات يوميه. فبينما تقوم قناة المسيرة بعرض انتصارات الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وتقوم بعرض ذلك مسنوداً بالفيديو “صوت وصورة” لاثبات تلك الانتصارات, وهنا ليس امام المشاهد اي مجال للتشكيك في ذلك, وفي المقابل نجد الكثير من القنوات الاعلامية للعدو تنشر اخبار عن انتصارات وهمية وزائفة دون ان يكون هناك ما يثبت ذلك من قلب الحدث, ولأن المشاهد “لبيب” فهو يعرف ان كل ذلك زيف وكذب.

فالحرب ايضاً اعلامية, والاعلام مهم جداً خاصة في ظل الحروب, لان الاعلام يؤثر في نفوس الناس, حتى ان البعض قد يتأثر ويصدق كل الاكاذيب والتضليل الذي ينشره اعلام العدو, فعندما حصلت مجزرة “الصالة الكبرى” حاول العدو تضليل الشعب من خلال اثارة اهتمامهم بموضوع آخر, وذلك بالانكار واتهام الضحية بالجريمة, وصرف الانظار عن الجريمة نفسها, ليجعلوا كل ما يُقال ويُكتب خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها عن المتسبب بالجريمة, تاركين بشاعة الجريمة نفسها.

وبالمثل عندما انطلق صاروخ بركان باتجاه مطار عبدالعزيز بجدة, مارس العدو نفس الاسلوب, فحاول العدو جعل الناس لا يركزون على ان الجيش واللجان الشعبية قد استطاعوا ان يستهدفوا مطار عبدالعزيز بجدة وان ذلك يعتبر انتصاراً كبيراً, وحاول العدو لفت الانظار الى ان الصاروخ كان يستهدف مكة المكرمة, لكي لا يجعل من ذلك هزيمة لهم, وفي نفس الوقت صنع سخط وغضب علينا, على اعتبار انه تم استهداف الاماكن المقدسة !! وبالتالي لن يتكلم الناس عن الدمار الذي سببه الصاروخ في المطار بقدر ما سيتكلمون انه من المستحيل ان نستهدف مكة المكرمة.

وهكذا هو العدو, يحاول السيطرة على تفكيرنا ويُسيرنا على التوجه الذي يريده, ويبعدنا عن القضية الاساسية ويحاول ان ينسينا الجرائم التي ارتكبها.

فلو نتذكر ما حصل في الحرب على العراق, حيث روج الاعلام ان معركة المطار هي المعركة الفاصلة, وقامت وسائل الاعلام بتعبئة الطرفين على ان المعركة الحاسمة هي معركة المطار, فاصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة, وعندما سقط المطار, شعر الجميع ان العراق كله سقط, وماتت الروح المعنوية, بالرغم ان في ذلك الوقت لم يسقط سوى المطار !! وهذه هي لعبة الاعلام, وهي احد الاساليب التي يستخدمها الاعلاميين والخطباء والكُتاب وغيرهم, فيحاولون جعل الفرد لا يرى الا ما يريدونه ان يرى لا ما تريد ان تراه انت, ويحاولون تقييد التفكير بزاوية واحدة فقط لتحقيق اهدافهم.

كل هذه الاساليب التي يستخدمها اعلام العدو السعودي الامريكي ويعملون على نشرها وبثها ليلاً ونهاراً, يهدفون من ورائها الى اضعاف الروح المعنوية للشعب اليمني واضعاف الجبهة الداخلية وزراعة الشك في افكارنا ومعتقداتنا وبث الفوضى, وذلك لجعلنا مشغولين بمشاهدتها وكيفية الرد عليها, معتمدين على الحرب النفسية والاشاعة والدعاية وغسيل الدماغ.

ولذلك فكلما زاد وعي الانسان ومعرفته, استطاع ان يخرج من هذه الخزعبلات والقيود, ويعرف الحقيقة من مصادرها الاكيدة, وما كانت توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمقاطعة وعدم متابعة وسائل اعلام العدو, الا من حرصه على تكريس وقتنا على مواجهة هذا العدوان, وعدم تضييع الوقت في متابعة هذه الاكاذيب والانشغال بالرد عليها, لذلك يجب علينا متابعة وسائل الاعلام الوطنية التي تنقل الحقائق, وتطنيش ما يُكتب ويُقال في وسائل الاعلام التابعة للعدو والمنافقين, وان نكون يداً واحدة في مواجهة هذا العدوان.