الخبر وما وراء الخبر

الفدرالية اخطر مشروع أمريكي في اليمن بتنفيذ سعودي إماراتي

178

ذمار نيوز -النجم الثاقب 12 ديسمبر، 2016

يسعى تحالف العدوان في تنفيذ مشاريع تقسيم اليمن الى أقاليم متعددة وتصورات شكل الدولة بين الشمال والجنوب لضمان مصالح صهيو أمريكية في المنطقة عبر اتفاقية سايكس بيكو والمعروفة رسميا باسم اتفاق آسيا الصغرى .

كشفت مصادر مطلعة عن موافقة قيادات سياسية يمنية موجودة في فنادق الرياض على مشروع سعودي يتضمن تقسيم اليمن إلى عدة دويلات .

وبحسب المعلومات الصحفية، أن السعودية والامارات يتحركان نحو إعلان إقليم حضرموت تابع للدولة اليمنية الاتحادية المفترضة مستقبلا.

وبحسب المعلومات أن السعودية والامارات تسعى لعقد مؤتمر حضرموت الجامع، في الوقت الذي عَقد فيه ما يطلق عليهم حضارم المهجر في الرياض، عدداً من الجلسات والمشاورات التحضيرية للمؤتمر المذكور.

يمر اليمن اليوم في منعطف خطير جدا  قادم على صراعات وحروب كما تبدوا ملامحها في الواقع ومرسوم لها، وذلك حصيلة التدخلات الخارجية وما خلفته النظم الاستبدادية والثقافة الاستقوائية ومصادرة حقوق الاخرين والفساد المستمر للسلطات طوال المراحل السابقة التي قامت على تلك الثقافة الاستبدادية  الجهوية والفردية.

وفقد نفذت السلطة المحلية في عدن سابقاً المنخرطة في مشروع الأحتلال حملة اعتقال واسعة وتهجير قسري غلب عليه الطابع المناطقي المقيت طالت المآت من المواطنين من ابناء تعز وغيرها من المحافظات.

وكشفت معلومات استخباراتية يمنية بأن الامارات رغم الخلاف مع الفار هادي اتفق على تقسيم الموارد النفطية في حضرموت، وفي هذا الاطار تم تحويل الطريق بين المكلا ومدينة شحر، إلى طريق آخر لحماية المرفأ وأنبوب النفط الواصل إليه. واللافت أن الإمارات تدعي أنها تدفع رواتب الموظفين والجنود في المحافظة، لكن يتبين أن تلك المستحقات عائدة إلى اليمن وبالتحديد حضرموت.

واتخذ تنظيمي القاعدة وداعش المحافظات الجنوبية (حضرموت والمكلا وشبوة) مقراً لهما في اليمن وكان ذلك تخطيط أمريكي اسرائيلي في اطار تقسيم اليمن والهيمنية على الثروات النفطية عبر التدخل ومكافحة الارهاب، وبالتالي تصبح البقعة مهيأة جغرافياً وعسكرياً واقتصادياً وتنظيماً مستقبلياً لتوسع التنظيم نحو آفاق أبعد داخلية وخارجية.

الفكرة الفدرالية:

إن النظام الفدرالي هو نظام قديم يرجع إلى أكثر من خمسمائة سنة, جاءت فكرته عن طريق المفكر نيكولا ميكافيلى, فقد تم الحكم على الرجل بالنفي خارج دولة روما بعد إن تمكنت أسرة مديتشى من الوصول إلى الحكم في روما وكان الرجل احد رجال النظام السابق.

حاول ميكافيلى وهو في المنفى التودد إلى الحكام الجدد لروما فقدم لهم هدية على شكل أفكار ومقترحات سياسية لخصت في كتابين أهمهم كتاب الأمير وأقترح فيه فكرة الفدرالية للأول مرة حيث أن الفكرة لم موجودة قبل ذلك.

كانت روما في ذلك الوقت دولة مستقلة عن الدول الأخرى كسراكوزا, صقليه, ميلانو, فنيسيا،… إلخ لم تكن ايطاليا بالمفهوم المتعارف عليه اليوم بل كانت كل دويلة لها كيان مستقل تمام عن الأخرى (مما يعنى انه كانت هناك دويلات مختلفة سياسياً, اجتماعياً وثقافياً). تصور ميكافيلى اجتماع هذه الدويلات لتكوين اتحاد عسكري وسياسي لمواجة أي عدو يمكن إن يهدد المنطقة ككل وبحيث تحتفظ كل دويلة بحكمها المحلى مع فرض نظام الضرائب والشرطة واستغلال ثرواتها الاقتصادية مع إعطاء نسبة حوالي 10-20% من إجمالي الدخل لكل دويلة عضو في الاتحاد إلى الحكومة المركزية (الفدرالية) للإنفاق على التعليم, السياسة الخارجية والتسليح العسكري, وهذا يعنى أن النظام الفدرالي هو نظام يناسب مجموعات مختلفة عرقيا ودينيا ولغويا.

مما لا شك فيه ان التحول السياسي في اليمن من الدولة البسيطة الى الدولة المركبة أي من الدولة الموحدة الى الدولة الاتحادية بالشكل الذي اعلنته لجنة الاقاليم وهو تقسيم اليمن الى ستة اقاليم هي:

الأول: المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى ويسمى إقليم حضرموت وعاصمته المكلا.

الثاني: الجوف ومأرب والبيضاء ويسمى إقليم سبأ وعاصمته سبأ.

الثالث: عدن وأبين ولحج والضالع ويسمى إقليم عدن وعاصمته عدن.

الرابع: تعز وإب ويسمى إقليم الجند وعاصمته تعز.

الخامس: صعدة وصنعاء عمران وذمار ويسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء.

السادس: الحديدة وريمة والمحويت وحجة ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة.

حيث ان هذا التقسيم سوف يخلق مزيدا من الصراعات السياسية الجديدة تضاف الى الصراعات السياسية الحالية، وهذا ما سيجعل اليمن في دوامة الفوضى والعنف وعدم الاستقرار السياسي وهو ما سيحول دون تحقيق أي تنمية تذكر في المستقبل القريب او البعيد ان لم يتم مواجهة هذا التقسيم الخطير واسقاطه من البداية، نظرا لان تقسيم اليمن الى ستة اقاليم يخلق صراعات سياسية وحدودية بين الاقاليم الستة خصوصا وان بعض الاقاليم بقيت اقاليم مغلقة من دون منافذ بحرية والبعض منها بقي من دون أي موارد اقتصادية وهو ما سيجعل تلك الاقاليم تسعى للحصول على حاجاتها الضرورية والحيوية مما سيؤدي الى صراع حتمي وعدم استقرار سياسي في البلاد.