الخبر وما وراء الخبر

السعودية والإمارات وقطر تصيب الأمن القومي المصري في مقتل. (سد النهضة حالة)

220

ذمار نيوز /تقارير / 9 ديسمبر / المسيرة نت / أحمد عبدالكريم : تسعى بعض القنوات الدبلوماسية والإعلامية في الخليج إلى وسم العلاقات المصرية الخليجية بالمتميزة أو الطبيعية، لكنها غير ذلك، إذ عمدت دول الخليج ولا سيما السعودية ومنذ فترة طويلة إلى الإضرار بالأمن القومي المصري، في أكثر من ملف مصيري، منها ما أصبح يعرف بـ “أزمة القلق المائي” أو سد النهضة.
ويعتبر سد النهضة من أخطر المشاريع التي تهدد الأمن القومي المصري، وإحدى أهم الملفات التي أرقت السياسيين والمثقفين والإعلاميين في مصر، وذلك لأن خطورته لا تقتصر على تهديد أمن مصر المائي فقط، بل طمس هوية مصر الزراعية، وتعريض رقم كبير من سكان مصر للموت غرقاً.
وفي التفاصيل، تكمن خطورته على الأمن القومي المصري في أن السد الذي تبلغ سعته 79 مليار لتر سيقلص حصة مصر السنوية والبالغة 65 مليار لتر مكعب إلى ١٢مليار لتر مكعب، وبالتالي ستكون أكثر من ٦ مليون فدان في مصر غير صالحة للزراعة، وسيضطر ٦ملايين مزارع مصري للهجرة.
كما أن خطورته تكمن أيضاً في منطقة تواجد السد الذي يقع على الهضبة الإثيوبية، وبسعته الكبيرة، سيجعل حياة أكثر من نصف سكان مصر عرضةً للموت المحقق في حال ضرب السد زلزال أو تعرض لهجوم من أعداء مصر لاسيما الكيان الصهيوني الذي لايزال يصنف الجيش المصري كأخطر جيش في المنطقة على دولته.
كما أن مشروع الألفية الثالثة سيجعل مصر عرضة للابتزاز في ملفات أخرى مثل مثلث حلايب المتنازع عليه بين مصر والسودان، وجزيرة سيناء، وبعض جزرها، ومناطق حدودية أخرى، وملفات أخرى، وهو ما يفسر وقوف ودعم السودان وإسرائيل ودول الخليج لبنائه.
وبحسب معلومات سرية جرى تداولها في بعض وسائل الإعلام منها مصرية وإثيوبية، فإن السعودية والإمارات وقطر ضالعة في مشروع سد النهضة الإثيوبي سواء أكان بتمويله، أو بالمشاركة في بنائه بشكل مباشر، أو الاستثمار في محيطه.
وأكدت صحيفة الشروق في الـ 19 من ديسمبر 2015 أن شركات رجل الأعمال السعودي الشيخ محمد العامودي هي الداعم الأول والشريك الرئيسي لإدارة الإنشاءات في مشروع السد مع شركة «سياليني» الإيطالية وتزويده بالإسمنت والدعم اللوجستي، لس هذا فحسب فمسؤول إثيوبي أكد أن أثيوبيا حصلت على (دعم خليجي في مفاوضات السد بحسب ” الوطني ” التابع للحكومة الأثيوبية لصالح دولته .
ويؤكد الأستاذ ابراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات والأبحاث الأفريقية  والخبير في شئون المنطقة العربية،  وعادل خليفة، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وغيرهم كثير، يؤكدون مشاركة السعودية والإمارات وقطر في بناء السد.
من جهتم لا يخفي مسؤولون حكوميون في إثيوبيا حقيقة هذا الدعم، حيث نقلت صحيفة شبكة مرصد الإخبارية في عددها الصادر بتأريخ 05|06|2013 عن المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية «بريخيت سمؤون» شكره العميق للدول الداعمة لسد النهضة وعلى رأسها ‘إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات، والسعودية.
جمادا سوتي، المتحدث باسم جبهة “تحرير شعب الأورومو” الإثيوبية، أكّد ”للعرب” أن قطر والسعودية تدعم بناء السد، من خلال مشروع استثماري وزراعي ضخم تموله الدوحة لزراعة مليون ومئتي ألف فدان في منطقة السد ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد الذي استفادت منه الحكومة الإثيوبية في بناء السد.
وانتزعت السعودية ورقة مصرية هامة في اثيوبيا يمكن أن تشكل ورقة للتفاوض مع إثيوبيا، فبعد أن كان لمصر تأثير على مسلمي إثيوبيا من ” أورومو ” ذات الغالبية السكانية في إثيوبيا، فقدت هذا التأثير من خلال نجاح السعودية في تغيير عقيدة الأورومو من الصوفية للوهابية وإن كانت حكومة أديس أبابا تتهم القاهرة بالوقوف خلف احتجاجات “الأورومو” الأخيرة على خلفية أزمة السد.
ويقول الحاج وراق، مفكر وكاتب عربي ورئيس تحرير صحيفة ” حريات ” في مقابلة مع قناة الميادين ضمن برنامج لعبة الأمم، أن السعودية نجحت في تغيير عقيدة مسلمي أورومو من المذهب الصوفي إلى المذهب الوهابي عبر الهجرة وبناء الجوامع وتدريس الدعاة ” الأمر الذي أصبحت ورقة “أورومو” سعوديا أكثر من مصريا بعد أن ظلت مصرية لعشرات السنين.
وبدأت الحكومة الإثيوبية إنشاء مشروع سد النهضة في 2 أبريل 2011، على النيل الأزرق، بمدينة “قوبا” بإقليم (بني شنقول-جمز)، على الحدود الإثيوبية-السودانية، على بعد أكثر من 980 كيلومترا، من العاصمة “أديس أبابا”، ويفترض الانتهاء منه في 2017.