الخبر وما وراء الخبر

دور اليمن على الصعيد المحلي والإقليمي…والسعودية تفرض معادلة الإبادة

234

ذمار نيوز-النجم الثاقب 3 ديسمبر، 2016

فشلت السعودية في حربها على اليمن رغم الدعم اللوجيستي والعسكري الذي يتلقاها من الولايات المتحدة والدول الاوروبية، على رأسهم بريطانيا وفرنسا والتدفق المليارات الدولارات الخليجية أمام الصمود اليمني وارادة الشعب.

إن أمريكا والغرب بذلوا كل جهودهم لإذلال الشعب اليمني، لكن اليمانيون حولوا جراحاتهم الى إنتصارات في جبهات ماوراء الحدود (جيزان-نجران-عسير) باستهداف الجيش السعودي وايضا الجبهات الداخلية بكسر شوكة المعتدين من قوات الغزو والارتزاق بما فيهم بلاك ووتر والقوات الاماراتية والقطرية والبحرينية والسودانية، كما تمكنت وحدة القوة الصاروخية اليمنية أن تغيير معادلة القدرة خلال العدوان الغاشم.

كما تمكنت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية من احباط عمليات السفن الحربية لدول تحالف العدوان ضد اليمن في الأونة الاخيرة، وبعد مرور أكثر من سنة ونصف من جرائم العدوان بحق الشعب اليمني من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وقصف للأسواق والمنازل والمنشآت الحيوية وكل مقومات الحياة وقتل للصيادين البسطاء وتدمير مركباتهم على السواحل وفي الجزر قام القوات البحرية اليمنية بردع العدوان قبالة السواحل اليمنية.

تمكن الجيش واللجان الشعبية من تغيير موازنة الحرب في المنطقة، والنظام السعودي الذي سعى دوماً لدعم الصراعات وإجهاض التسويات، باتت اليوم بحاجة لتسوية أوضاعها مع اليمن قبل غيره. فاضطر النظام السعودي اليوم للخروج من المستنقع اليمني ان يرسم معادلة جديدة في عدوانها الغاشم على اليمن وهي معادلة الإبادة مقابل الخضوع.

أما بالنسبة لليمنيين، قدَّموا أكثر ما يمكن تقديمه. وعلى الرغم من ذلك، باتوا اليوم يمتلكون قدرة على المقاومة، لم يكن يتوقعها أحد. أثبتت بصمودها، أنها أقوى من تواطئ الدول الخليجية والغرب وأمريكا، عليها، بل وصلت لحدٍ استطاعت فيه أن تُهدِّد السعودية من خلال حدودها.

اليمانيون فرضوا معادلة جديدة في ساحات القتال على الرغم من امتلاكهم صواريخ باليستية تركوها لوقتٍ هم اختاروه. وتحملوا أشهراً من العدوان القاسي. وحين حلًّ التوقيت المناسب، لجؤوا الى استخدام أوراقهم، بأسلوبٍ وأهدافٍ مدروسة، لتبدأ صرخة السعودية.

كما في الساحة السياسية، كشف التعامل اليمني في ملف المفاوضات، قدرةً على المناورة وفرض الشروط، ورفض التقسيم والتأكيد على تحقيق الشراكة الوطنية، وعدم القبول بوقف النار إلا مع وقف العدوان.

بحسب المراقبون أن تشكيل حكومة الانقاذ الوطني جاء في الوقت المناسب في صالح الشعب اليمني. حيث باتت الأوضاع اليوم، أقرب الى فرض الشعب اليمني لخياراته. خصوصاً أن التوقيت يحمل إشارات رضوخٍ سعودي على الصعيد الإقليمي، خصوصاً بعد فشل رهانات الرياض لدعم التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا.

إن من أهم إنجازات اليمن اليوم، هو سعي الحكومة الجديدة لفرض مرجعية للجيش والأجهزة الأمنية في مناطقها، وهو ما سيكون مقدمة لبسط سلطة الجيش على كامل البلاد. الى جانب سعيها لإعاقة مشاريع التقسيم التي حاول البعض شرعنتها.

والشعب اليمني يسير نحو دورٍ وازنٍ على الصعيدين المحلي والإقليمي، محلياً يبدو واضحاً أن اليمنيين سيُترجمون مشاريعهم الخاصة في الداخل، عبر شرعنتها رسمياً، وهو ما يُعد إنجازاً لشعبٍ عاش سنواتٍ عديدة تحت رحمة السعودية. والاقليمي، فنتائج اللعبة السياسية الداخلية في اليمن باتت واضحة، وستعكس حجم الفشل السعودي، حيث استطاع اليمنيون تحويل العدوان عليهم، لفرصة سياسية تنقُلهم نحو بلدٍ مؤثر. فالحرب التي هدفت لتحقيق مآرب أكبر من اليمن على حساب الدم اليمني، فشلت.