الخبر وما وراء الخبر

“تقرير” العدوان ومحاولة فرض الأقاليم كواقع عملي

194

ذمار نيوز../ 3 ديسمبر، 2016

بعد سلسةٍ من الاجراءاتِ التي تعززُ الانقسامَ في مضمارِ مؤامرةِ تقسيمِ اليمنِ إلى أقاليم ، نفذ العدوانُ عمليًّا نقلَ اللواءِ السادسِ والثلاثينَ العسكري من محافظةِ حضرموتَ إلى محافظةِ مارب.

ان المشهد اليمني لا يحاكي عند ما قبل الفين وخمسة عشر وليست جزء من الهوية الوطنية ولا القضايا العادلة ، لكنها انعكاس لحتلال جديد يريد ان يتموضع من بوابة اكذوبة التحرير، فقريب من هنا وفي كل احياء هذه المدينة وعلى مرأى ومسمع يتجول عناصر القاعدة وجماعات اخرى لتحصد مزيد من الارواح اغتيالا واختطافا ضمن حلقات لا تنتهي من مسلسل الاقتتال على وقع الاضطرابات الامنية التي حملتها القوات الغازية ، واخر تلك اغتيال العقيد في الامن السياسي سالم يسر وسط بمحافظة شبوة بعد وقت قصير من تفجير عبوة ناسفة في احد اطقم ما يسمى الحزام الامني في ابين .

في المشهد الاداري لا صوت يخالف الوجهة السعودية والاماراتية في تسيير شئون المرتزقة الذين يظهرون كما لو انهم جزء من سكان الامارات شكلا وهوية ، تنسحب هذه النكبة لتلغي معها تاريخا عريقا من النضال ضد الاحتلال الاجنبي ، فموجة الاعتقالات والقمع ومصادرة الحريات التي تعرض لها ابناء محافظة حضرموت لمنعهم من التظاهر في العيد التايع والاربعين لطرد الاحتلال صورة نمطية تتدرج تباعا.

ومن خلف هذا الوقع الذي بات ملموسعا ومعاشا تتحرك مؤامرة العدوان باتجاه تكريس الانقسام ومحاولة تاصيل قضية الاقاليم كواقع عملي لم يتوقف على اقدام المرتزقة باجبار المئات من ابناء محافظة تعز ومحافظات اخرى على مغادرة عدن ومصادرة املاكهم بل وصلت إلى نقل ألوية عسكرية من حضرموت إلى مارب كما حدث مؤخرا للواء سبعة وثلاثين الذي نقل بكامل افراده وطواقمه عدا عن تصدير مسمى الاقاليم اعلاميا وفي كل وسائل العدوان الرسمية في صورة تكشف اللثام عن الاهداف المرسومة والسعي الحثيث وراء التجزءة للواطن الواحد .

ممارسة هذه المؤامرة بعد عجز العدوان العسكري وفشله السياسي خلا عشرين شهرا من الحرب الانتقامية تطبيق عملي لما كان يدار في الاجتماعات المغلقة بين الفار هادي وفريقه وبين سفراء واشنطن ولندن والرياض لترتيب دستور يشرعن لتوزيع اليمن اقساما واقاليم وتدمير ما بقي من كيان موحد و مستقل لليمن.

هذه الابعاد العلنية التي تظهر على السطح وكما لم تتغلب دول العدوان وتحقق اهدافها في ظل صمود المشروع الوطني المقاوم لكل المؤامرات التي تمس الوحدة والسيادة والاستقلال ليست سوى مرحلة مؤقتة.