الخبر وما وراء الخبر

الثورة وأستراتيجية اليمن في حسابات أمريكا واسرائيل

176

ذمار نيوز -النجم الثاقب 1 ديسمبر، 2016

ان العدوان على اليمن ربما كانت خطوة مدروسة مسبقاً من قبل بعض الدول الاوروبية وأمريكا واسرائيل للحفاظ على مصالحهم بعد نجاح الثورة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

كما يعدّ مضيق باب المندب الذي تسيطر اليمن عليه من جانب، وتسيطر عليه إريتريا وجيبوتى من الجانب الآخر، شرياناً رئيسياً للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وهو رابع أكبر الممرات المائية في العالم (بعد مضيق هرمز ومضيق ملقا ومضيق السويس).

يعدّ مضيق باب المندب رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يومياً. وقد مر من خلال المضيق حوالي 3.8 ملايين برميل نفط في اليوم عام 2013، أي حوالي 6.7% من مجمل تجارة النفط العالمية.

ويبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 25 ألف قطعة بحرية سنويًا، بما يعادل أكثر 57 قطعة يوميًا، أي سفينة كل 25 دقيقة، أي أن الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر تعادل 10% من الشحنات التجارية العالمية، هذه الخصائص جعلت باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، مما زاد أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية.

ويمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، خاصة أن نحو 98% من البضائع والسفن الداخلة عبر قناة السويس تمر من خلال المضيق وهذا يعني أن أي تعطيل لعملية المرور في المضيق يدفع السفن للإحجام عن استخدام قناة السويس، فيحرم ذلك مصر عائدات قناة السويس التي تمثل جزءاً مهماً من دخلها القومي. علما بأن المضيق يشكل “هبة الحياة” بالنسبة لقناة السويس التي تدر على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا.

للمضيق أهمية إستراتيجية حيث أنها تعتبر قناة ما بين بحر القلزم او البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر قناة السويس. في عام 2006م مر عبر المضيق سفن محملة (اجمالا) ب3.3 مليون برميل من النفط. وتمثل هذه حوالى 7.5% من كل حمالات النفط (بالسفن) في العالم في تلك السنة. هذه الأرقام تعتبر صغيرة بالمقارنة بمضيق هرمز والتي يعبر من خلالها 40% من حمالات النفط (بالسفن) في العالم ولكن بسبب معركة النفوذ على هرمز تود الدول المجاورة بسط نفوذها على باب المندب كبديل. فإسرائيل لديها نفوذ في المندب بالتنسيق مع جيبوتي وأثيوبية واليمن خسر بعض نفوذه بسبب التدخل الأمريكي, يذكر ان اليمن اغلقت المضيق على إسرائيل في حرب 1973، إلا أنها قد لا تكون قادرة على غلقه أمامها مرة أخرى من الجهة العسكرية.

ان عمليات العدوان على اليمن، هي عمليات عسكرية تكونت من عدة دول عربية بقيادة السعودية، بدأ تنفيذ ضربات جوية على اليمن في 25 مارس 2015 تحت مسمى “عملية عاصفة الحزم” ومن ثم “إعادة الأمل” التي بائت بالفشل الذريع.

وشاركت في هذا العدوان الغاشم طائرات مقاتلة من مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، وفتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات، كما قدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي للعمليات، وتسارعت أيضاً لبيع الأسلحة لدول التحالف.

ونشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أفراد عسكريين في مركز القيادة والسيطرة المسؤول عن الضربات الجوية بقيادة السعودية في اليمن، ودعت السعودية باكستان للانضمام إلى التحالف لكن البرلمان الباكستاني صوت للحفاظ على الحياد، لكن وفرت باكستان سفن حربية لمساعدة التحالف في فرض حظر على اليمن.

وكان لهذا العدوان تأثير كبير على تدهور الوضع الإنساني في اليمن مما ادى الى انتقادات واسعة، التي وصلت إلى مستوى من “كارثة أو مأساة إنسانية”، و قال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لليمن، أن الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف على مدينة صعدة تشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وذلك بعد أن أعلن التحالف الذي تقوده السعودية صعدةهدفاً عسكرياً بأكملها، في 1 يوليو أعلنت الأمم المتحدة أن مستوى الطوارئ في اليمن بلغ المستوى الثالث، في انذاك.

في 21 أبريل 2015، أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم، وتحقيق أهدافها، بعد تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وفي الواقع لم يتمكن التحالف حينها من تدميرها.

وبدأت قوات العدوان منذ 14 يوليو بعملية برية في عدن أطلق عليها اسم “عملية السهم الذهبي”، حيث شاركت قوات يمنية تدربت في السعودية في القتال الميداني، بغطاء بحري وجوي من التحالف، ودخلت القوات عن طريق البحر مدعومة بمئات العربات المدرعة والدبابات التي قدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما واجهت الصمود اليمني الاسطوري من قبل الجيش واللجان الشعبية.

بحلول 14 أكتوبر بلغ عدد النازحين داخل اليمن 2,305,048 نازح بحسب منظمة الهجرة الدولية. يضاف إليهم 40 ألف نازح على الأقل، تسبب بنزوحهم “إعصار تشابالا” في مطلع نوفمبر في أرخبيل سقطرى وحضرموت وشبوة.

أستطاع تنظيم القاعدة التوسع في محافظات لحج وأبين وشبوة وأجزاء من عدن مستغلاً الإنفلات الأمني بعد خروج الجيش واللجان الشعبية ودخول قوات الغزو والاحتلال إلى هذه المناطق. وإبتداءاً من 18 فبراير 2016 بدأت قوات العدوان بشن غارات جوية على محافظات أبين ولحج وشبوة وحضرموت.