الخبر وما وراء الخبر

زعماء العالم ينعون كاسترو …والكوبيون يبدأون تأبينه

145

نعى زعماء العالم السبت زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي أسس الدولة على أعتاب الولايات المتحدة في حين بدأ الكوبيون تأبينه في بداية تسعة أيام من الحداد الرسمي على هذا الزعيم الذي حكم الجزيرة لعدة أجيال. .

وتوفي كاسترو عن 90 عاما الجمعة وأعلن شقيقه وخليفته راؤول كاسترو وفاته في التلفزيون الحكومي.

وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه السبت لأسرة فيدل كاسترو في وفاة الزعيم الكوبي وقال إن التاريخ سيحكم على تأثيره في كوبا والعالم.

وقال أوباما في بيان “في هذه اللحظة التي رحل فيها فيدل كاسترو نمد يد الصداقة إلى الشعب الكوبي. التاريخ سيسجل وسيحكم على التأثير الضخم لهذه الشخصية المنفردة على الشعب وعلى العالم من حوله.”

وأضاف أوباما أنه سعى خلال رئاسته إلى “طي صفحة الماضي” والعمل على مستقبل يبني على تلك الأمور المشتركة.

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته ببرقية عزاء إلى راؤول كاسترو بحسب الكرملين وقال بوتين “كوبا الحرة والمستقلة التي شيدها هو ورفاقه أصبحت عضوا مؤثرا في المجتمع الدولي وكان مثالا ملهما للكثير من الدول والشعوب.”

وتابع الكرملين في بيانه ” إن فيدل كاسترو صديق حقيقي وواضح لروسيا. لقد قدم مساهمة عظمية في تأسيس وتطوير العلاقات الروسية الكوبية وتعزيز التعاون الاستراتيجي في كل المجالات.”

من جهته قال دونالد ترامب في بيان “اليوم يشهد العالم رحيل فيدل كاسترو …آمل شخصيا في أنها ستبدأ اليوم التحرك بعيدا عن الأهوال التي تحملتها طويلا صوب مستقبل ينعم فيه الكوبيون الرائعون بالعيش في كنف الحرية التي يستحقونها عن جدارة.”

من جهته قال ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي الذي كان لفترة طويلة سندا اقتصاديا وسياسيا لكوبا إن كاسترو ترك بصمة دائمة في تاريخ بلاده والعالم.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جورباتشوف قوله “دعم فيدل بلاده في وقت الحصار الأمريكي الشرس وفي وقت من الضغوط الكبيرة عليه.”

وأضاف “قاد بلاده من الحصار إلى طريق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستقلة.”

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في بيان “فقد الشعب الصيني رفيقا مقربا وصديقا مخلصا.”

وأشاد شي بكاسترو لمساهماته في نشر الشيوعية في كوبا وفي العالم.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن العالم خسر شخصية كبيرة وأشاد بالتقارب بين هافانا وواشنطن لكنه أشار إلى المخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان تحت قيادة نظام كاسترو.

وقال في بيان “كان فيدل كاسترو شخصية متميزة في القرن العشرين. جسد الثورة الكوبية بآمالها وبخيبة الأمل اللاحقة…فرنسا التي أدانت انتهاكات حقوق الإنسان في كوبا رفضت أيضا الحظر الأمريكي على كوبا وفرنسا سعيدة لأن البلدين استأنفتا الحوار والعلاقات بينهما.”

والتقى أولوند بفيدل كاسترو في مايو عام 2015 أثناء أول زيارة لرئيس فرنسي على الإطلاق لكوبا منذ الثورة الكوبية.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن “بريطانيا تقدم تعازيها للحكومة والشعب الكوبي ولأسرة الرئيس السابق. وفاة فيدل كاسترو تمثل نهاية حقبة لكوبا وبداية (حقبة) جديدة للشعب الكوبي.”

وتابع قائلا “قيادة فيدل كاسترو للثورة الكوبية عام 1959 جعلته شخصية تاريخية وإن كانت مثيرة للجدل. ستواصل المملكة المتحدة العمل مع الحكومة الكوبية في عدد من الأولويات بالسياسة الخارجية ومنها حقوق الإنسان.”

وقال رئيس المفوضية الأوروبية “كان فيدل كاسترو وحدا من الشخصيات التاريخية في القرن المنصرم وتجسيدا للثورة الكوبية وبوفاة فيدل كاسترو خسر العالم رجلا كان بطلا بالنسبة لكثيرين. لقد غير مسار بلاده ووصل تأثيره إلى مدى بعيد. يظل فيدل كاسترو واحدا من شخصيات ثورية في القرن العشرين وسيحكم التاريخ على إرثه.”

في فنزويلا حليفة كوبا منذ فترة طويلة والمعارضة للموقف السياسي الأمريكي قال الرئيس نيكولاس مادورو إن كاسترو ألهم بلاده وسيظل يلهمها.

وقال في مكالمة هاتفية لقناة تيلي سور التلفزيونية “سنستمر في الفوز وفي القتال. فيدل كاسترو مثال للنضال من أجل شعوب العالم. سنمضي قدما بهذا الإرث.”

وقال الرئيس إيفو موارليس في بيان “ترك فيدل كاسترو إرثا من النضال من أجل دمج شعوب العالم … رحيل القائد فيدل كاسترو يؤلم بحق.”

وقال رئيس الإكوادور رافاييل كوريا “تركنا عظيم.. لقد مات فيدل.. تحيا كوبا! تحيا أمريكا اللاتينية.”

وأشاد رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بالزعيم الكوبي وشكره على دعمه ومساندته في الصراع من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده.

وقال زوما في بيان “كان الرئيس كاسترو معنيا بصراعنا ضد الفصل العنصري. ألهم الشعب الكوبي لينضم إلينا في نضالنا ضد الفصل العنصري.”

وقال رئيس وزراء كندا في بيان إن كاسترو كان “ثوريا أسطوريا وخطيبا مفوها وحقق تحسنا في التعليم والرعاية الصحية ببلاده. رغم أنه شخصية مثيرة للجدل إلا أن مؤيديه ومعارضيه يقرون بإخلاصه الهائل وحبه للشعب الكوبي الذي يملك ولعا عميقا ودائما ’بالقائد’”.

من جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد في برقية للقيادة الكوبية “كوبا الصديقة تمكنت بقيادته في الصمود في وجه أعتى العقوبات والحملات الظالمة التي شهدها تاريخنا الحديث فأصبحت بذلك منارة لتحرر شعوب أمريكا اللاتينية وشعوب العالم أجمع وإن اسم فيدل كاسترو سيبقى خالدا في أذهان الأجيال وملهما لكل الشعوب الطامحة إلى الاستقلال الحقيقي والتحرر من ربقة الاستعمار والهيمنة.”

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان من جهتها إن كاسترو “ترك إرثا من القيم والمثل سترسم طريقا للأجيال الشابة في كوبا.”

وأضافت في بيانها “النضال الذي كرس حياته من أجله استدعى الاحترام حتى في معسكرات سياسية مخالفة ووجد صدى ليس فقط في كوبا ولكن في أنحاء العالم. لقد وقف في وجه الظلم العالمي وعمل من أجل عالم أكثر مساواة وتضامنا”.. في حين

قال الرئيس اللبناني ميشال عون في برقية عزاء إلى راؤول كاسترو “القائد الأعلى للثورة الكوبية الذي ترك لقرابة قرن في ضمير العالم بصمة أكسبتها خبرته الطويلة قوة إقناع ومهابة حتى غدت مواقفه السياسية وجدلياته القومية نهجا تفرد به.”

وتابع “تبقى ذكرى فيدل كاسترو قوة دفع لحاضر كوبا ومستقبلها”.

وفي هافانا احتشد الكوبيون لتأبين الزعيم الراحل فيدل كاسترو في بداية تسعة أيام من الحداد الرسمي على هذا الزعيم الذي حكم الجزيرة لعدة أجيال.

وأعلن شقيقه الأصغر وخليفته في الحكم الرئيس راؤول كاسترو في التلفزيون الرسمي الجمعة وفاة كاسترو الساعة 10:29 مساء بالتوقيت المحلي دون أن يوضح سبب الوفاة.

ونكست أعلام كوبا وألغيت العروض العامة والموسيقية. ومن المقرر أن تنتهي مراسم الدفن في الرابع من ديسمبر.

ومن المقرر خروج مسيرات ضخمة إلى ميدان الثورة بهافانا وفي مدينة سانتياجو بجنوب البلاد تأبينا للزعيم الذي توفي عن عمر ناهز 90 عاما.