الخبر وما وراء الخبر

دق ناقوس الخطر للقوى السياسية اليمنية من اتفاق مسقط وزيارة هادي

229

ذمار نيوز -النجم الثاقب 27 نوفمبر، 2016

في زيارة غير معلنة وصل الفار عبد ربه منصور هادي الى مدينة عدن بعد ان وقع في موقف حرج من قبل الحكومة الامريكية وداعميه وربما يكون مخطط جديد لتحالف العدوان في التسوية السياسية والعسكرية.

بعد الحوادث التي جرت في الآونة الاخيرة والتي لم تصب بصالح عملاء الرياض ومنها اتفاق مسقط، تسعى حكومة فنادق الرياض أن تغطي عن فشلها في صرف مرتبات الموظفين والعسكريين المواللين لهم.

كما تشير المعلومات بأن هادي قبيل انتهاء نوفمبر الجاري وانطلاق المشاورات وفق اتفاق مسقط يسعى بتغيير المعادلات السياسية والعسكرية في اطار خطط مرسومة مسبقاً من قبل الدول الرباعية (أمريكا، بريطانيا، السعودية، الامارات) للقضاء على ارادة الشعب اليمني.

ان زيارة هادي لعدن لم تكون للاشراف على ميادين القتال بل وصوله الى عدن بصورة غير معلنة تتضمن عدد من القضايا السياسية والعسكرية للحفاظ على مصالح دول العدوان ومنها قيادة معارك تعز وباب المندب في محاولة لرفع معنويات المرتزقة في تلك الجبهات وذلك بهدف استعادة القدرة على تجميع وتجنيد المزيد المرتزقة، والسيطرة على كل الجزراليمنية الإستراتيجية والتي على رأسها سقطرة، و ميون القابعة في مضيق باب المندب وبعض الأجزاء الساحلية الغربية لليمن الواقعة على البحر الأحمر مثل المخا وذو باب وغيرهما، بالأضافة الى كل المناطق النفطية و الغازية في كلآ من الشمال و الجنوب، وكذا الموانئ البحرية الجنوبية في كلآ من عدن وحضرموت وشبوة، كل ذلك يعد هدفآ أستراتيجيآ دوليآ يمكّنهم من تعزيز قدراتهم الأقتصادية والعسكرية والسياسية على المستويين الأقليمي والعالمي خاصة في فترة تنامي صراعاتها الجيوسياسية و الأقتصادية بينها وبين مختلف القوى الدولية.

وايضاً من أهم اهداف هذه الزيارة هو أعادة تشكيل و تأهيل الكوادر السياسية والعسكرية المنظوية تحت ولائها كـ “خالد بحاح” رئيس الوزراء اليمني الأسبق والذي تسعى الأمارات الى أعادته كرئيس وزراء أو تعيينه كحاكم فعلي للجنوب في حالة تمت الأقلمة، وهيثم قاسم طاهر و الذي كان وزيرآ للدفاع أبان حرب صيف 1994م المقيم حاليآ في الأمارات، والذي تم تعيينه مؤخرآ مستشارآ لقواتها في حضرموت، بالأضافة الى تعيين العميد ثابت جواس قائدآ لمحور العند، وصالح طليس قائدآ للمنطقة الأولى خلفآ للعميد عبدالرحمن الحليلي، و أن كان تعيين هذين الأخيرين قد تم من قبل عبدربه هادي إلا ان تعيينهما سوف يصب في مصلحة الأمارات في المقام الأول .

ان المؤامرة التي خططتها الدول الرباعية مسبقاً قبيل المشاورات التي يفترض أن تنطلق مطلع الشهر المقبل، هو الإيحاء بتواجد ما يسمى الشرعية على الأرض في محاولة لاستعادة ثقة جمهور المرتزقة والجنوبيين في قدرة هادي وفريقه على ترتيب الوضع الإدارية والاقتصادية في عدن بعد إفلاس البنك المركزي هناك، علاوة على تصوير الصراع بأنه يمني يمني.

الزيارة التي يقوم بها إلى عدن التي تعيش هامشا كبيرا من الاختلالات الامنية  تتزامن مع وصول قوات عسكرية امريكية إلى المدينة بعد ايام من وصول قوات ومعدات عسكرية من تحالف العدوان  إليها  في ايحاء بالتصعيد العسكري المتجه نحو تعز

لكنها ليست المرة الاولى التي تتزامن هذه التراتبية التي لا تعدو كونها استعراضا مثيرا للشفقة  فما لم يحرزه العدوان بكل امكانياته طوال عشرين شهرا لن يحرزه في المعارك التي يحضر لها

وفي الختام، ان هذه الزيارة تتلخص في تصعيد عسكري وسياسي واقتصادي تنطلق من الدول الرباعية الراعية للعدوان لـ كسب أوراق ضغط جديدة على الوفد الوطني ليتنازل عن الملاحظات التي طرحها على خطة المبعوث الأممي، في مقابل تقديم فريق الفار هادي بأنه في موقع قوي وفاعل ومؤثر باعتباره الطرف اليمني الآخر في معادلة الحرب والصراع، في محاولة للالتفاف على مضامين اتفاق مسقط الأخير.