ما وراء نقل الجماعات الإرهابية من دماج إلى تعز
بقلم / شبيب الأغبري
عندما تقرر وقف الحرب بين أنصار الله والجماعات الإرهابية بدماج مطلع العام 2014م ونقل تلك الجماعات الإرهابية ومركزهم الرئيسي دار الحديث من دماج بمحافظة صعدة إلى أي مكان في أي محافظة أخرى، والذي بلغ عددهم حينها ما يزيد عن خمسة عشر ألف فرد، حينها بدأت أبواق الإعلام الوهابية والمنافقين تدلس وتحرض وتدعي بأن أنصار الله لا يتعايشون مع من يختلف معهم بالفكر فقاموا بتهجير السلفيين من دماج وتشريدهم وأسرهم.
حينها تم إغفال حقيقة الدور الذي لعبة دار الحديث بدماج بتبني الفكر الوهابي التكفيري، والذي تخرج منه كل الجماعات الارهابية المسلحة المتعفنة فكريا والتي عملت على زعزعة الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة بالأعمال الارهابية والتفجيرات والقتل والسحل، كما أنها شاركت وبشكل مباشر في كل الحروب ضد أبناء صعدة في كل الجبهات بالقتال وبتعبئة المجتمع ضد أنصار الله والزيدية حتى انهم كفروا أنصار الله واحلو دم كل من ينتمي لأنصار الله.
وأجه أنصار الله ذلك الخطر بكل شجاعة واستبسال دفاعا عن الدين والنفس والعرض ، وألحقوا بالجماعات الإرهابية ب دماج خسائر كبيرة بالأنفس مما دفعهم إلى طلب العون من كل أعوانهم والتي جميعها باءت بالفشل.
كان أمام الجماعات الإرهابية خريجو دار الحديث خيار من ثلاثة إما استمرارهم في الحرب حتى الموت وهذا كان بالنسبة لأمريكا شيء مرفوض تماما، والخيار الثاني هو أن يلتزموا بوثيقة عهد وشرف بالتعايش السلمي وعدم تكفير أي طائفة وأن يتم نزع السلاح الثقيل الذي بحوزتهم وكان هذا الخيار من سابع المستحيلات، والخيار الثالث هو أن يتم نقل الجماعات الإرهابية بدار الحديث من دماج إلى مكان آخر وهذا ما تم بالفعل.
شكلت الحكومة لجنة وساطة لوقف الحرب في دماج والطرح المقترح الأمريكي الذي تقدمت به القائمة بأعمال السفير الأمريكي باليمن والتي شددت على ضرورة وقف الحرب ونقل طلبة دار الحديث من دماج إلى تعز بالتحديد.
لم يكن نقل الجماعات الإرهابية من دماج إلى تعز بدعوة السلام بل لأن أمريكا شعرت بالخوف والقلق على مشروع الاحتلال الجديد للمنطقة بواسطة اجندتها وأدواتها الإرهابية والتي أصبحت غير قادرة على العمل بحرية في دماج فسارعت بنقلهم إلى تعز بحجة إحلال السلام ليكون الإرهاب في سواحل المخا وباب المندب هو ذريعة التدخل الأمريكي في اليمن.
وبعد نقل الجماعات الإرهابية من دماج إلى تعز علينا أن لا نسأل من يقاتل الجيش في تعز ومن يسيطر على مدينة تعز وينتهك الحرمات ويسفك الدماء ويصلب الرجال ويذبح الصبية ويقتحم دون مراعاة لحرمة المنازل والمتاجر ويتاجر بدماء أبناء تعز.
أمريكا هي من تدير العدوان على اليمن وهي من تدير الحرب في المحافظات اليمنية ومنها تعز ومأرب ومديرية نهم عبر الجماعات الإرهابية التي تقوم بتدريبها وتموليها وتسليحها وتأمين مواقعهم.
لذا أصبح من الواجب على الجميع التحرك لاجتثاث تلك الجماعات الإرهابية وتخليص الوطن من شرهم لأن بقائهم لا معنى له سوى استنزاف الثروات وهدم البنية التحتية لليمن وأرواح رجال كخطوة تمهيدية لتنفيذ مخطط دخول أمريكا اليمن.