الخبر وما وراء الخبر

السعودية والإمارات يتقاسمان المخاوف في المرحلة المقبلة لليمن بعد ضحية هادي والاحمر

227

ذمار نيوز -النجم الثاقب 14 نوفمبر، 2016

على ما يبدوا ان المبادرة التي طرحها لحل السياسي في اليمن لم تملك اي قيمة لدول تحالف العدوان والتي لاقت رفضاً واضحاً وشديداً من قبل ما يسمى الشرعية، ورفضاً مبطناً من صنعاء إلا في حال اعتبار الخريطة أرضية أساسية للنقاش.
بعد رفض خارطة الطريق التي رفضتها السعودية على لسان الفار هادي، في المقابل الامارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش أعلنت بالموافقة ودعمت مبادرة اسماعيل ولد الشيخ هروباً من المستنقع اليمني وتكلفة الحرب التي فرضتها أمريكا والغرب عليه، مؤكدة أن هدف الحل السياسي تغليب مصلحة اليمن واستقرار المنطقة، وأن الخيارات البديلة مظلمة.
يبدو أن السعودية والإمارات وإن كانتا متفقتين على الإطار العام للحرب، وتتقاسمان المخاوف من وجهة الخط السياسي والاستراتيجي المقبلة لليمن، فإن التباين بين الدولتين لم يعد حصراً على الدوائر المغلقة بينهما، بل أصبح ظاهراً ويجد له طريقاً واسعاً للتعبير.
بحسب المعطيات العسكرية والدبلوماسية أن السعودية اصبحت وحيدة في مواجهة اليمن خصوصا بعد فشل بلاك ووتر الامريكية وانسحاب القوات الاماراتية من معظم الجبهات وتخلي مصر والبحرين والكويت وقطر من هذه الحرب الغاشمة.
لكن يرى المراقبون ان موقف أمريكا وبريطانيا ستكون ثابته في دعمها للنظام السعودي لاستمرار الحرب من خلال صفقات السلاح لانعاش اقتصادهم وان تغيير الرؤساء والحكومات سواء كان اوباما او ترامب او كلينتون او غيرهم.
تتوافق خريطة طريق ولد الشيخ مع الموقف الإماراتي لناحية عدم مقاربتها بأي شكل للقوات الأجنبية (المحتلة) التي تنتشر في الجنوب اليمني ومن دون أن يتحدد مصير هذه القوات، وهذا يتناغم مع مطلب أبو ظبي البقاء في الجنوب اليمني بما يحقق لها طموحها في التوسع في النطاقين الخليجي والإقليميي، ولا سيما أنها تعتبر أن استقرار اليمن خصوصاً في الجنوب سيكون على حساب تطورها الاقتصادي، لما تتمتع به موانئ الجنوب وحيازتها مميزات اقتصادية واستراتيجية غير موجودة في موانئ الإمارات.
والقضية الأخرى التي تتوافق مع الموقف الإماراتي دون السعودي أن خارطة ولد الشيخ تنهي دور خصومها التاريخيين في اليمن، وعلى رأسهم حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” ممثلين بـ علي محسن الأحمر، الذي عليه الاستقالة فور التوقيع على الخريطة، والرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، رغم أن الأخير محسوب حالياً بالكامل على الجانب السعودي، والذي عليه نقل صلاحياته إلى نائب جديد متوافق عليه من الأطراف اليمنية.
ولتحقيق غايتها، تعمد الإمارات في الجنوب اليمني الى اعتماد سياسة الترويج لفصل جنوب اليمن عن شماله. وظهر في الأسابيع الأخيرة توجيه واضح للماكنة الإعلامية ولبعض قادة الرأي والسياسة الإماراتيين بضرورة أن يقرر سكان الجنوب اليمني مصيرهم كحق طبيعي لهم، كبقية الشعوب. غير أن النخب الجنوبية تدرك أن هدف الإمارات هو مسك الجنوب وتعطيل دوره وموقعه الاستراتيجي لمصلحة دولة الإمارات، وإن كان بعض المراقبين المطلعين يعتبرون أن الجنوب اليمني أكبر من أن تهضمه دولة صغيرة سكانياً مهما امتلكت من إمكانات وقدرات، حتى ولو اعتمدت سياسة تجزئة الجنوب الى إقليمين شرقي وغربي (حضرموت وعدن) لأن سكان الجنوب لن يرضوا الانسلاخ عن تاريخهم ومحيطهم، ولأن مصلحتهم تتعارض كلياً مع التجزئة والتقسيم.
في الأيام المقبلة، ستجتمع دول “الخلية المصغرة” للتحالف، المتشكلة من الأطراف التي تقود الحرب على اليمن، وهي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية والإمارات، لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة المرحلة المقبلة. ولا تزال أمامهم حالة الاستعصاء وانسداد الأفق للخروج المشرّف من الحرب. ستجتمع هذه الدول الفاعلة بالحرب، وأمامها العديد من القضايا التي تبحث عن حل.