الخبر وما وراء الخبر

زيدٌ…انتصار ٌ في قلوب الأحرار

167

تؤرقني آلامٌ سكنت جوانح نفسي كثيرا…عندما أتذكر كل أولئك الأبرياء الذين تضرروا بفعل هذه الحرب الوحشية من أصبحوا بلا مأوى بين عشية وضحاها….من فقدوا أحباءهم وأعزاءهم في غمضة عين،، بل من فقدوا أعضاء من أجسادهم فوجدوا أنفسهم في سجل المعاقين بفعل قصف لعدوٍ غاشم.

ثم أجد نفسي ملزمةً بالتقرب إليهم أكثر،، حين لا أفوت فرصة ًلسماع حديث أم ثكلى فقدت أولادها وهي تروي حكاية شيطانٍ بثوب وعقال اختطف أبناءها من بين ذراعيها بغيا وظلما ..ثم أجد نفسي تارة أخرى أطيل التأمل في أطلال بنيان قصفه العدوان حقدا وعدوانا.. …

لا لشيء وإنما من أجل أن استمد القوة والبأس من براثن إجرامهم ومن بين كل تلك الجراحات التي خلفها عدوانهم،،بل من أجل أن أزداد يقينا أن من يقتل الأبرياء في مساكنهم هو أحقر وأضعف ما يكون وأن من يحاول أن يعدم الحياة والوجود إنما هو من لا يستحق الحياة على هذا الوجود.

تأخذني نفسي بعيدا إلى عالمٍ يشبه إنسانيتي ،، فأجد نفسي قد ازددت إصرارا على أن أبحث عنها وأن انتزعها من بين كل ذلك السواد.

لم يكن الطاغي يوما منتصرا بوجود الثائرين ولم يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا … نعم لم يعد يخيفني عدو بلغ به الإثم والإجرام أعلى مراتب الهالكين ..ولم يعد يقلقني صوت طائرات حلقت عاليا لأنها أجبن من أن تهبط على أرض الأحرار…

فلا والله لن أفسح مجالا لمصاصي الدماء أن يحدوا شفرتهم بخنوعي ،، و لتجار الحروب أن يمعنوا في غيهم بسكوتي …فو الله لن يجدني العدو إلا حيث يكره،، و ماكره قوم حر السيوف إلا ذلوا نحن اليمانيين أنصار رسول الله وأنصار أهل بيته الأطهار فنحن على دربهم ماضون وعلى نهج ثورتهم سائرون ،،نحن الإمام علي ونحن الحسين ونحن الإمام زيد وكل أئمة آل البيت الأطهار عليهم السلام …

من خطوا لهذه الأمة بدمائهم طريق العزة والكرامة،،ورسموا بشموخهم انكسار لكل العابثين،،،فكان شعار الأحرار إن (الموت لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة )ولا نامت أعين الجبناء من بني أمية وأحفادهم من بني سعود وهيهات منّا الذلة.

أحلام عبد الكافي