الخبر وما وراء الخبر

تشكيل الحكومة.. ضرورة ملحة لحماية الدولة من الانهيار

384

سياسيون لـ”الثورة “:
استطلاع / أسماء حيدر البزاز
في ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم وتداعياته وكارثيته على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية .. صار تشكيل حكومة إنقاذ وطنية ضرورة ملحة تقتضيها المرحلة الصعبة والاستثنائية التي تعيشها الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الإدارية..
سياسيون ومراقبون أكدوا لـ الثورة في هذا السياق على ضرورة التعجيل في تشكيل حكومة إنقاذ وطينة باعتبار تلك الخطوة من أبرز الأولويات الملحة على كافة الأطر السياسية والاقتصادية والإدارية سواء بما يتعلق بالشؤون الداخلية أو الخارجية وضرورة إكمال بناء السلطات الشرعية الحقيقية وملء فراغ بقية السلطات التنفيذية بما يضمن الحفاظ على الدولة من الانهيار.. إلى التفاصيل:

إن تشكيل الحكومة في مثل هذه المرحلة يمثل أحد أهم بدائل الحلول الضرورية لتجاوز التحديات الراهنة والعمل بشكل مسؤول للتغلب على المشاكل التي ترتبت على قرار قادة ومرتزقة تحالف العدوان بنقل البنك المركزي إلى عدن والذي برغم كل الملابسات التي تحيط به فقد أدى إلى إرباك الوضع الاقتصادي والإداري للبلد وأصبح من الأهمية بمكان أن يتم التعامل مع هذا التحدي من خلال حكومة مقتدرة على محاصرة آثار ذلك القرار في أضيق الحدود الممكنة والتصرف بمنهجية علمية وحكيمة وقوية لإيقاف ومنع حدوث التداعيات المرافقة لهذه الأزمة ..
هذا ما قاله الأكاديمي الدكتور محمد الحميري في حديثه لـ”الثورة” مؤكداً أن تشكيل الحكومة يعني أن المجلس السياسي بدأ يمارس بقوة وبشكل ملموس سلطته الفعلية التي منحت له شرعيتها من المؤسسة البرلمانية ومن التفويض والمصادقة الجماهيرية الواسعة ليشعر الشعب بأنه أصبحت له سلطة حكومية تعمل بالأصالة وليس بالوكالة عن وزراء لم يعد لهم وجود على أرض الواقع أصلا، وأنه لم يعد هناك مكان ولا حتى مجلس للقائمين بأعمال الوزراء، فقد انتهت كل المبررات لاستمرار العمل بالنيابة عن أشباح لأجساد حكومية افتراضية، شعر الناس بسببها أن القرار اليمني لازال مرتهنا أو غير مستقل رغم الصبر الطويل والمعركة الشرسة التي تشنها على بلادنا دول ما يسمى بتحالف العدوان … وبالتالي فان تشكيل الحكومة في هذا الظرف العصيب يمثل القدرة الهائلة للشجاعة والاستقلال. ويؤكد على إنفاذ إرادة الشعب والاستجابة لمطالبه في تقوية موقف إدارته بتشكيل حكومة تعبر عنه وعن معارضته وإدانته لكل الجرائم الوحشية التي تصب في خانة الإفلاس للعدو التاريخي لليمن بشكل عام..
ضرورة ملحة
أما الكاتب الصحفي كمال شجاع الدين، فيقول:  لقد أضحى تشكيل حكومة إنقاذ وطني من الأولويات الملحة على كافة الأطر السياسية والاقتصادية والإدارية سواء لما يتعلق بالشؤون الداخلية أو الخارجية، ففي ظل استمرار هذه العدوان البربري الفاقد لأدنى  قيم الأخلاق وتستره خلف قناع الشرعية المكذوبة لهادي وحكومته في تضليل العالم وشرعنة عدوانه وإيغاله في جرائمه وتدميره لليمن أصبح من الضرورة إكمال بناء السلطات الشرعية الحقيقية وذلك بتشكيل حكومة تدير الشأن الداخلي وتمثل اليمن واليمنيين خارجياً.
ومضى شجاع الدين يقول : إنه وفي كل يوم يمر دون ملء فراغ بقية السلطات التنفيذية يضاعف من معاناة المواطن ويدفع بالأوضاع إلى الأسوأ وبالذات الجانب الاقتصادي الذي أضحى سلاحاً تسلطه قوى العدوان ومرتزقتها على رقاب المواطنين كما أن عدم وجود حكومة تمثل مصالح الشعب وتدير شؤونه ترك الساحة متاحة لقوى العدوان ومرتزقته لينفذوا ويشرعنوا مخططاتهم في تقسيم اليمن واقتطاع مساحات من أراضيه بدعوى الأقلمة ناهيكم عن استمرار سفك الدم اليمني و محاولة تصوير العدوان كأنه نزاع أو اقتتال داخلي وبيع البعض كمرتزقة للدفاع عن ثكنات ومعسكرات العدو السعودي في نجران وجيزان وعسير، فإذا كان تأخير تشكيل الحكومة في الماضي مثل فرصة للتوافق بين القوى السياسية ولعودة قوى الارتزاق والعمالة إلى جادة الصواب والمشاركة في حكومة شراكة وطنية تؤسس لإيقاف الاقتتال والانتقال إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية فأن تأخير تشكيلها اليوم لم يعد له أي مبرر بل أن له عواقب خطيرة على سلامة الوطن والمواطنين ومن شأن التأخير أن يسهم في إطالة زمن العدوان ويترك الأبواب مشرعة أمام طموحات وآمال العدوان في تغيير الواقع وفرض أجندته بقوة السلاح وتوسيع قاعدة الإرهاب.
مضيفا: إنه ومع انغلاق كل الأفق السياسية للوصول إلى تسوية شاملة للنزاع الداخلي مع استمرار العدوان السعودي وإجرامه بحق اليمنيين وخلقه للأزمات الاقتصادية المتلاحقة والمتنامية فأصبح تشكيل الحكومة واجباً وطنياً يتحمل المجلس السياسي تبعات تأخير تشكيلها..
مظهر سيادي
فيما اعتبر عضو اللجنة القانونية للمجلس السياسي الدكتور احمد حميد الدين أن تشكيل الحكومة أصبح فريضة قانونية وضرورة اجتماعية وحتمية سياسية. ومظهراً سيادياً للبلاد… ويوافقه هذا الرأي الدكتور محمد الشدادي تشكيل الحكومة، مؤكداً أن هذا الوقت صعب! لكن الأصعب منه عدم وجودها وان تظل الأمور هذه هكذا دون تشكيلها ، فهي ضرورة لتعمل جنبا إلى جنب مع المجلس السياسي الأعلى الذي دوره غائب تماماً..
مشددا على ضرورة احترام الاتفاق السياسي بين المؤتمر وحلفائه وأنصار الله.دون التدخل في شؤون الحكومة أو المجلس السياسي والسعي لإيجاد مناخ سياسي خارجي للاعتراف بهما  لأنه إذا ولدت الحكومة ميتة فسيكون مصير المجلس السياسي الذي لم يعترف به دولياً وهذه الأعمال واللجان تربك عمل المجلس وأيضا الحكومة إذا استمر ذلك ناهيك عن إيجاد دعم خارجي ماليا وتمويل لتسيير عملها وبرنامجها الذي سيكون صعب تنفيذه..
معالجة
ومن جانبه أوضح مدير إدارة المؤتمرات بوزارة الأوقاف الأخ فؤاد الصياد أن من دواعي الأمن والاستقرار هو بسط هيبة الدولة وإدارتها لشؤون البلاد ومعالجة كل ما خلفته الفترة السابقة من فوضى في الإدارة وأهمية ضبط كل أشكال الفساد ووضع حد بعدم الإضرار بحياة المواطن في الأمن والمعيشة، ولذا فإن قرار تشكيل الحكومة في ظل هذه الظروف الصعبة والحساسة هو بمثابة تحد حقيقي في مواجهة كل تلك الاستحقاقات إلا أن أهمية معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور، هو من أهم الأولويات ومنطق العقل يقف مع القول بأن وجود حكومة تدير الدولة خير من عدمها، ونحن هنا نتمنى أن تمنح لهذه الحكومة كل الصلاحيات وعدم التدخل في اختصاصاتها وأن نجاحها يعتمد على جدية المجلس السياسي وهو سلطة الأمر الواقع بالنظر إلى برنامجها وتطبيقه على الواقع وبالرغم من المشكلات التي قد تواجهها هذه الحكومة في مثل هذه الظروف التي يعلمها الجميع وفي ظل هذه العزلة الدولية ، إلا أن ما يهمنا هو إنقاذ الوطن بالكيفية المناسبة وتحسين الظروف المعيشية للناس وهذه من وجهة نظري تعد من أهم الأولويات ،…
توحيد المكونات
فيما ترى الأكاديمية والتربوية إيمان عبدالخالق الحمزي، أن قيام العدوان بكافة أدواته باستهداف الشعب اليمني العظيم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي فإننا نعتبر ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني ضرورة لكي يتم إلغاء الوصاية الدولية على اليمن ومواجهة العدوان الغاشم وبناء يمن جديد والرد على جرائم ومجازر العدوان الوحشية التي تستهدف كل الشعب ومقدراته .