نتوكل.. لا نتواكل..
بقلم / هاشم احمد شرف الدين
————————
بعد قذفه بالمنجنيق ليسقط في نار النمرود، وحينما كان سيدنا ابراهيم يتهاوى في الهواء يوشك على السقوط فيها تلقاه جبرائيل فسأله: ألك حاجة يا ابراهيم؟
فأجاب: أما إليك فلا.. وأما إلى الله فبلى..
فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار فإن خزائن الأمطار والمياه بيدي؟
فأجاب: لا أريد !
وأتاه ملك الريح فقال: لو شئت طيرت النار؟
فأجاب: لا أريد !
فقال جبرائيل: فاسأل الله..
فقال: “ألجأت ظهري إلى الله، أسندت أمري إلى الله، وفوَّضت أمري إلى الله”..
فأوحى الله إلى النار كوني برداً وسلاماً..
لنتأمل في هذه القصة.. لنتعلم كيف يكون التوكل على الله.. فالتوكل على الله يبعث الأمل، ويرفع المعنويات، ويحث على العمل والمثابرة..
فما هو التوكل؟
لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى التوكل على الله تعالى، قال:
“العلم بأن المخلوق لا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله، ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا هو التوكل”..
وللإمام علي “عليه السلام” قول عظيم في كيف يكون التوكل:
“حسبك من توكلك أن لا ترى لرزقك مجرياً إلا الله سبحانه”..
ولنعلم أن مخرجنا من هذه الأزمة يكمن في اتقاء الله والتوكل عليه، مع العمل الواعي الجاد المستمر في مواجهة هذا العدوان علينا والحصار..
لنتوكل.. ولا لنتواكل.. فهذا الظلم بحاجة لتكاتفنا جميعا بعد أن نصدق في توكلنا على الله..
يقول تعالى:
“وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا واياكم ممن يتقونه، ومن المتوكلين عليه، والفائزين بنعمة الرضا منه.. المفرج عنهم بالمخرج.. المرزوقين من حيث لا نحتسب.. وجميع شعبنا اليمني العزيز الكريم الصبور الشكور..