الخبر وما وراء الخبر

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يوجه كلمة إلى جماهير الشعب اليمني بمناسبة الذكرى الأولى لثور الـ 21 من سبتمبر

101

ذمار نيوز :خاص
وجه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمة إلى جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الأولى لثورة الـ 21 من سبتمبر فيما يلي نصها :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا اله الا الله الملك الحق المبين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين , وعلى صحبه المنتجبين ،

شعبنا اليمني العزيز ، أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نبارك لكم بحلول الذكرى السنوية لليوم المجيد يوم الحادي والعشرين من سبتمبر اليوم الذي وفق الله فيه شعبنا العزيز في ثورته الشعبية المباركة من تحقيق انتصار مهم مثل خطوة قوية مقدمة إلى الأمام في السعي نحو التغيير وصنع مستقبل أفضل قائما على الاستقلال والحرية والعيش الكريم ، فكان بفضل الله تعالى محطة مهمة من محطات العمل على التحرك الجاد والمسئول الذي لن يتوقف إن شاء الله حتى تتحقق الأهداف المشروعة والمطالب العادلة لشعبنا العزيز.

ولم يكن هذا اليوم المجيد نهاية الثورة الشعبية ، وإنما كان بالفعل خطوة كبيرة تخطى فيه الشعب عوائق هي من العوائق التي كان يعتمد عليها الطغاة في الداخل والخارج في وجه الشعب ، ومطالبه العادلة ، وقدم درسا مهماً يعزز الأمل في نفوس اليائسين ويثبت قوة الثورة الشعبية وجدوائيته وفاعليته وأهميته ، والثورة الشعبية التي تحرك فيها شعبنا العزيز بكل أطيافه بكل مكوناته بكل فئاته بمطالب مشروعة وعادلة ، لا تعبر فقط عن فئة محدودة من أبناء هذا البلد ولا تتحرك من واقع معاناة محدودة لفئة معينة ، إنما من واقع معاناة وأوجاع الشعب بكل الشعب ومطالب الشعب فيما يعنيه جميعا.

هذه الثورة الشعبية هي لم تأتي من فراغ ، بل هي تحرك مشروع استحقاقي مسئول واعِ وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني العزيز وهي نتاج حقيقية لكل ما يعانيه أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسئولية وهي وعي شعبي بالطريقة الصحيحة للسعي نحو التغيير .

المشكلة في بلدنا فعلا مشكلة معقدة كبيرة استدعت تحركا شعبيا واسعا وزخما كبيرا في هذا التحرك من حيث طبيعة الاستهداف والتركيز الخارجي على هذا البلد ، والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف ، فهذا التوجه الخارجي من بعض القوى المعتدية والمستكبرة وعلى رأسها امريكا وإسرائيل والنظام السعودي وأذياله في المنطقة وأدواته في الداخل ، التي كانت نافذة وكانت مسيطرة وكانت متحكمة بمقدرات هذا البلد ، هذا المستوى من النفوذ والتحكم ، والطغيان والاستبداد الذي عانى منه شعبنا العزيز تبع بالفعل ثورة شعبية واسعة وتحركا جاداً وقويا وصابراً ، بمستوى ذلكم التحرك الذي قام به شعبنا العزيز في ثورته الشعبية توجه بذلك الانتصار في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر والمشكلات الكبرى التي كانت نتيجة لهذا النفوذ وهذا الاستبداد وهذا الطغيان لقوى الخارج وادواتها في الداخل ، مشكلة كبيرة تفرعت عن ذلك الطغيان عن ذلك النفوذ عن ذلك الاستبداد في مقدمتها مشكلة رئيسية ومهمة جداً لم يكن بالإمكان الصبر عليها ولا التغاضي عنها ولا التجاهل لها ، تتمثل بفقدان السيادة وفقدان القرار وذلك خطر يتهدد البلد واستقلاله .

البلد بالفعل كان يتجه نحو فقدان كامل للاستقلال ونحو التحكم الكامل في كل شئونه في كل أموره لصالح تلك القوى المعتدية والطاغية والمتجبرة والمستكبرة والظالمة ، على مستوى القرار السياسي كانت منظومة الحكم قد تحولت إلى مجرد أداة لا تمتلك لشأنها هي لا أمراً ولا نهياً ، أصبحت مجرد دمى تتحرك بها قوى الخارج لتفرض كل ما تشاء وتريد على هذا الشعب وفي هذا البلد ، في نهاية الأمر ، أن كل ما يفرض ويقرر في شئون هذا البلد من منظومة الحكم في السياسة العامة في الشأن العام ، في التفاصيل كلها كان يرسم فقط وفقط ، وفق مصالح تلك الدول ، وفق مصالح الأمريكي وفق مصالح الإسرائيلي ، ومصالح الإسرائيلي مرتبطة تماماً مع مصالح الأمريكي والضحية لكل ذلك هو شعبنا اليمني العزيز ، الذي كانت مصالحة واولوياته واستحقاقاته خارج الاهتمام نهائياً ، وخارج الأولويات بالكامل ، بمعنى أن منظومة الحكم لم تعد تلتفت بأي شكل من الاشكال الى هذا البلد إلى هذا الشعب الذي يعاني ، بأي الأعتبار لا بشأن الوضع الاقتصادي ولا بشأن الوضع الأمني ولا بأي اعتبار من الاعتبارات .

كان الشعب خارج الاهتمام في أي شأن من شئونه ,كانت كل الحسابات وكل الأهتمام ينصب حصرياً في إطار مصالح أولئك ، ثلاثي الإجرام ثلاثي العدوان على هذا الشعب أمريكا ومع أمريكا تبعاً إسرائيل وكذلك النظام السعودي ، فبالتالي كانت معاناة هذا الشعب تزداد سوءا تزداد يوما إثر يوما على كل المستويات كان البؤس والحرمان يتزايد يوما إثر يوم وكان الشعب يتلامس في واقعه بالشكل الذي لم تتمكن فيه الآله ا لإعلامية الهائلة والقوية جدا من التغطية على حجم المعاناة على حجم الحرمان على حجم البؤس الذي عانى منه شعبنا اليمني العزيز كذلك كان المسار الذي تتحرك به منظومة الحكم بإشراف القوى الخارجية مساراً يذهب بالبلد نحو فقدان الكرامة ونحو التهيئة لنهاية المطاف للغزو الخارجي ، على مستوى الترويض للشعب على القبول بالانتهاك الذي لم يتوقف للسيادة كانت طائرات بلا طيار تنتهك أجواء هذا البلد وأن تقتل من أبناء هذا الشعب في معظم المحافظات اليمنية ، حتى في الاعراس كانت تستهدف من طائرات بلا طيار المواطن اليمني كان هدفا مستباحا ورخيصا أرخصته منظومة الحكم ، أرخصه النظام أرخصته أيضاً قوى العمالة وكان رخيصا لدى القوى الخارجية المعتدية العمل على إيجاد قواعد عسكرية داخل هذا البلد للنيل من هذا الشعب لقتل هذا الشعب لاستهداف هذا الشعب ، وهكذا كانت سيادة البلد واستقلال البلد على مهب الريح .

وتفاقمت المشاكل على كل المستويات على المستوى الاقتصادي كان الفساد يتعاضم ويزداد ويفتك بمقدرات وثروة البلد ، لصالح فئة قليلة مستأثرة متخمة ، تزداد أرصدتها في البنوك تزداد ثروتها ، تنموا شركاتها بينما تتسع رقعة الفقر وتتعاظم المعاناة في معيشة الناس في احتياجاتهم الغذائية حتى ، تتسع وتزداد رقعة الفقر بين أوساط هذا الشعب وفئة قليلة مستأثرة مع الخارج تذهب إلى منافعها ومصالحها وأرصدتها وشركاتها كل مصالح هذا الشعب ، أيضا غياب كامل لأي مشروع يهدف إلى بناء الاقتصاد الوطني واتجاه نحو الجرع واتجاه نحو المزيد من غلاء الأسعار ونحو المزيد من الاسئثار بثروة هذا الشعب ، ومن أعجب الأعاجيب أن كل ذلك كان يعترف به أولئك الخارج كان يعترف به وكان يتحدث أن الفساد والانهيار الاقتصادي في البلد وصل إلى نتيجة فضيعة وهو يحمي أدواته الفاسدة التي كانت هي بحماية منه ودعم منه وإسناد منه وتأييد منه تمارس كل هذا الفساد وكل هذا النهب لثروة الشعب ومصالح الشعب.

على المستوى الأمني كان هناك تصاعد لوتيرة الاغتيالات حتى في العاصمة بشكل كبير ولتفجيرات وانتشار متزايد مقصود ومدروس ومدعوم للقاعدة في كثير من المحافظات اليمنية وفي نفس الوقت اختراق كبير للأجهزة الأمنية وتقييد لها عن القيام بدورها كما ينبغي في حماية الناس من القتل وحماية الناس من الذبح وحماية الناس من التفجيرات التي استهدفتهم في المساجد والأسواق واستهدفت الجيش واستهدفت قوى الأمن واستهدف النخب واستهدفت الأكاديميين واستهدفت مختلف مكونات وفئات هذا الشعب الأحرار والشرفاء داخل الأجهزة الأمنية كانوا مقيدين بالقرار السياسي عن أي عمل جاد لحماية أبناء الشعب ولحماية حتى أنفسهم إضافة إلى الاختراق الكبير لتلك الأجهزة التي أفاد قوى الإجرام التي تفتك بأبناء هذا البلد قتلا بكل وسائل القتل من اغتيالات إلى التفجيرات إلى الذبح إلى الانتشار العسكري لقوى الإجرام وفي مقدمتها القاعدة فكانت الحالة السائدة وكان المسار العام الذي تدار به شئون هذا البلد من قبل منظومة الحكم التي هي مجرد أداة بيد قوى خارجية تستهدف هذا البلد تعادي هذا الشعب تتجه بالبلد نحو انهيار تمام على كل المستويات الاقتصادية والأمنية وغيرها إضافة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب اليمني وإدخالهم في دوامة لا تنتهي من الفتن تحت عناوين طائفية كانوا خططوا لها وعملوا عليها إضافة إلى سيطرة كبيرة للقاعدة بما يتيح لها ممارسة أبشع الجرائم ثم الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي تسعى له قوى الشر وثلاثي الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل والنظام السعودي مع أذيالهم في المنطقة والذي هو الغزو الخارجي لبلدنا هكذا هي القصة هذه هي الحقيقة هذا هو المسار الذي كانوا يعملون فيه هذا هو الهدف الذي سعوا لتحقيقه هناك أطماع وكررنا هذا في كثير من الكلمات والمناسبات هناك أطماع حقيقية في بلدنا.

وأهمية هذا البلد فوق مستوى وعي أبنائه هذا البلد مهم وهذا الشعب مستهدف بحق أؤكد هذا نقول عن وعي وإدراك لهذه الحقيقة هذا الشعب مستهدف مظلوم وفي نفس الوقت هناك أطماع حقيقية في هذا البلد لاعتبارات متعددة في مقدمتها جغرافيته المهمة وإلى جانب ذلك ثرواته المختزنة في باطنه والتي بدءوا يتحدثون عنها وهناك ويخططون للاستيلاء عليها بكل الأساليب ومنها حتى عقود مع عملائهم بدءوا يبرمونها حاليا فبالتالي كان كل ما يخططون له أن يوصلوا هذا البلد إلى الانهيار التام على كل المستويات تمهيد لغزو ولكن غزو مقبول كانوا يريدون لعملية الغزو وعملية الاحتلال لهذا البلد أن تكون مقبولة وتحت عناوين إنقاذية يعني أرادوا أن يمكنوا القاعدة من هذا البلد وأن ينهار فيه كل شيء اقتصاده ينهار أمنه ينهار لا يبقى فيه أي حكم قوي عادل وبالتالي يأتون هم لغزوه واحتلاله على أساس إنقاذ هذا الشعب من القاعدة وإنقاذ هذا الشعب من الفوضى التي أوصلوه هم إليها بتخطيطهم ليمكنوا لأنفسهم الدخول بشكل مقبول، بشكل مقبول ومن ثم الاحتلال الكامل والسيطرة التامة على هذا البلد وعلى ثرواته ومقدراته والاستفادة من موقعة الجغرافي لأهداف يعني في صراعاتهم الإقليمية في صراعاتهم العالمية لاعتبارات كثيرة ولذلك نقول أن من أكبر ما حققه يوم الحادي والعشرين من سبتمبر أنه أفشل عليهم هذا المخطط صحيح الآن هم يأتون لاحتلال البلد بهذا الهدف ولغزوا هذا البلد ولكن ليس كما خططوا مقبولين وأن ينظر إليهم الشعب كمنقذين فيسلم لهم الأرض والبلد لا أتوا غزاة ومحتلين ولكن الشعب واعي ومنتبه والشعب يتحرك بكل شجاعة بكل ثبات بكل وعي لمواجهتهم والتصدي لهم والشعب يلقنهم دروس مهمة في الاستقلال والحرية والعزة والإباء ففشلوا في أن يصلوا بالبلد إلى المستوى الذي يتمكنون فيه من غزوة مع الترحيب بهم والنظرة إليهم كمنقذين .

وهنا ندرك أهمية التحرك الشعبي والثورة الشعبية لأنها أنقذت البلد من الضياع أنقذت البلد من الاحتلال المقبول المرحب به أنقذت البلد من تمكين الغزاة من السيطرة عليه بدون أي ثمن بكل راحة بال بل وبالنظرة الإيجابية التي كانوا يريدونها وكانوا يؤملونها وكانوا يسعون إلى كسبها هم شياطين، شياطين بكل ما تعنيه الكلمة وخططوا هذا التخطيط المحكم وأرادوا أن يحتلوا البلد بدون أي بلد بكل راحة بال وأن يغنموا موقعة الجغرافي وأن يستبدوا بثرواته المختزنة في باطنه والواعدة والمهمة وكانوا لو تحقق لهم ذلك والعياذ بالله كانوا لن يتوانوا في أن يزرعوا المزيد والمزيد من الفتن والمشاكل الداخلية بين أبناء هذا الشعب ولكنهم أرادوها فوضى تحت السيطرة فوضى تستمر ولكن تحت سيطرتهم وبما لا يؤثر على تمكنهم من الهيمنة الكاملة والسيطرة التامة والاستئثار بكل المناطق الحساسة والمواقع المهمة والثروات المختزنة والمتواجدة في هذا البلد فكانوا يخططون لذلك حينها كان لا بد من تحرك شعبي واسع لذلكم الزخم الذي شهدته ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ولم يكن أمام شعبنا اليمني العزيز من خيار أخر لو نأتي للقوى السياسية القوى السياسية بالأساس لم تعد حاملة لا لآمال ومطالب الشعب ولا في مستوى مواجهة التحديات البعض منها كانت قد انخرط تماما ضمن هذا المشروع بعض القوى السياسية كانت قد أصبحت أداة من تلك الأدوات التي يمرر بها هذا المشروع الخطير جدا على شعبنا وبلدنا الذي نتيجته ضياع بلد وضياع شعب والبعض من القوى السياسية لا لم يكن قد انخرط في ذلك المشروع لكنه كان ضعيفا مغلوب على أمره لم يكن لا في مستوى التحدي ولا في مستوى مواجهة تلك القوى المتكالبة والمتآمرة ولم يكن باستطاعته لعوامل أيضا واعتبارات متعددة أن ينهض بهذه المطالب والآمال لشعبنا اليمني العزيز.

ولمواجهة تلك التحديات أيضا النشاط السياسي والاقتصار عليه بعيدا عن النشاط الثوري لم يعد مجدي لأن أهم عملية سياسية تمت في هذا البلد كانت هي عملية الحوار الوطني والتي خرجت بجملة من المخرجات المتفق عليها تلك المخرجات المتفق عليها كان هناك سعي عقب ذلك دءوب لتلك القوى ذاتها في الخارج والداخل للانقلاب عليها وتضييع كلما هو مهم داخل تلك المخرجات كلما يتناسب أو يلبي مطالب هذا الشعب أو يحقق شيء من أهدافه كانوا يريدون أن يقتصروا من مخرجات الحوار الوطني على ما يحقق لهم فقط آمالهم وأهدافهم حصريا أما كلما له صلة أو علاقة بحقوق هذا الشعب أو آمال هذا الشعب أو مطالب هذا الشعب فكانوا يريدون تضييعه نهائيا وخططوا لذلك وعملوا أشياء كثيرة على المستوى الأمني على المستوى العسكري على المستوى السياسي التفاصيل كثيرة لا يتسع المقام لذكرها وتناولها وحينها كان لابد من تلك الثورة الشعبية لمواجهة كل ذلك المخطط من أساسه وما كان يصحب ذلك المخطط على المستوى الاقتصادي من جرع من ظلم رهيب جدا على المستوى المعيشي والحياة المعيشية وعلى كل المستويات وعلى المستوى الأمني ومع النفوذ الخارجي الذي كان يسند تلك القوى.

فمثل يوم الحادي والعشرين خطوة قوية إلى الأمام وانتصار مهم للشعب وعزز الأمل والشعب يتجه لفرض التغيير المنشود الخارج في مواجهة هذا التحرك الشعبي منذ البداية وقف موقف سلبي وندد بهذا التحرك الشعبي وواجه بأشكال متعددة ووقف إلى جانب أدواته بكل الوسائل ولم ينصف لم ينصف هذا الشعب أبدا وصولا إلى أن واجه هذا التحرك الشعبي لعدوان عارم بالرغم من أن الذي توجه يوم الحادي والعشرين هو اتفاق السلم والشركة واتفاق منصف حتى مع أدوات ذلك العدوان حتى مع العملاء والمرتزقة بمعنى أن الثورة الشعبية حرصت على أن تتسع في أهدافها ومطالبها ومسارها السياسي للجميع لكل أبناء هذا البلد حتى المتآمرون على بلدهم وعلى أنفسهم بغبائهم اتسع لهم اتفاق السلم والشراكة لكنهم هم لم يتسعوا لهذا الشعب اتسع لهم ولم يتسعوا له انفتح عليهم بالرغم من كل ما قد تآمروا عليه وظلموه وقاموا كانوا دوما إلى جانب أعدائه ولكنه ما كل ذلك تغاضى وهم كانوا سيئين لدرجة عجيبة بعد كل ذلك أعادوا اتفاق السلم والشراكة وعملوا على الانقلاب على كل مطالب وآمال وأهداف الشعب اليمني العزيز وتوجوا كل مؤامراتهم تلك عندما رأوا قوة الموقف الشعب وقوة الثورة الشعبية بزخمها الشعب الواسع من كل فئات ومكونات هذا البلد اتجهوا في نهاية المطاف بعدوان شامل وتدخلت تلك القوى المتمثلة بثلاثي الشر والعدوان والإجرام والاستبداد والطغيان أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي وحشدوا معهم ما حشدوا من أذيالهم ومرتزقتهم وأياديهم الإجرامية لعدوان كبير على هذا البلد وعدوان مباشر وتحرك لتحقيق ما فشلوا ما فشلوا في تحقيقه عبر أدواتهم لتحقيقه بالقوة وهو الاحتلال لهذا البلد السيطرة المباشرة على هذا البلد التنكيل والانتقام من هذا الشعب فكان عدوانهم الكبيرة الذي لا يزال مستمر .

ونحن نعيش هذه الذكرى المهمة جدا يجب أن نعي كشعب يمني أننا لا نزال في ثورتنا، ثورتنا قائمة وثروتنا مستمرة وتحركنا مستمر لأنه تحرك ضروري ليس هناك مطالب تعتبر هامشية أو تعتبر عادية وليس هناك أهداف ثانوية يمكن التغاضي عنها نحن نتحرك كشعب يمني من أجل ضمان وجودنا في الحياة من أجل ضمان استقلالنا من أجل ضمان كرامتنا من أجل ضمان حريتنا وهل هذه أشياء يمكن المساومة عليها هل يمكن من الآخرين مهما كانوا مهما كانت إمكانياتهم مهما كان استكبارهم مهما كانت وحشيتهم مهما كان إجرامهم هل يمكن أن ننحني لهم أن نستسلم لهم أن نضحي بوجودنا أن نضحي بكرامتنا أن نضحي بحريتنا فنقول لهم تفضلوا هذا بلدنا من طرفه إلى طرفه من أقصاه إلى أقصاه تفضلوا على طبق من ذهب خذوا ثروته تموضعوا وتمركزوا في مناطقه الإستراتيجية وقواعده المهمة وتفضلوا ها نحن شعب رخيص اقتلوا منا ما شئتم أزرعوا فينا من الفتن والمشاكل ما شئتم أعملوا على القضاء علينا بكل الوسائل التي تريدون ونحن سنبقى خاضعين صامتين ساكتين لن نحرك ساكن هذا الشيء لا يمكن هذا من المستحيل هذا أمر لا يمكن القبول به بأي اعتبار من الاعتبارات حتى لدى الحيوانات ما بالك بالبشر حتى لدى الحيوانات لابد من ردة فعل لدى أي حيوان ما بالك عن إنسان بالذات بشر لديهم حرية لديهم عزة لديهم إباء لديهم قيم لديهم ثوابت لديهم مبادئ الشعب اليمني يمن الإيمان والعزة من الإيمان يمن الإباء يمن الحضارة يمن الحرية يمن الكرامة هل ممكن أن يقبل من الآخرين بذلك.

ولاحظوا في ظل الثورة الشعبية طالما كنا نؤكد حتى لتلك القوى الدولية ولقوى دول الجوار أنه يا هؤلاء أي مصالح مشروعة في بلدنا لا عليكم ثورتنا لا تهدد أي مصالح مشروعة أي علاقة متكافئة قائمة على أساس من الندية والاحترام للسيادة هذه أيضا ثورتنا الشعبية لا تهددها باستثناء الكيان الصهيوني وبالتالي يعني لم تكن ثورتنا الشعب تهدد أي مصالح مشروعة لكن تحت هذا الإطار في حدود أن تكون مصالح وليست مصالح على حساب تدمير مصالح الشعب اليمني كليا تجاهل حقوق هذا الشعب بالكامل وليس علاقات قائمة على أساس انتهاك سيادة هذا البلد ومصادرة قراره السيادي والسياسي والتحكم في كل شئونه لا علاقات متكافئة علاقات قائمة على أساس حسن الجوار والندية والاحترام المتبادل لكن لم يكونوا أبدا بأي حال من الأحوال يصغون إلى ذلك لأن المشكلة لم تكن هنا لم تكن مشكلتهم مع الثورة الشعبية أنها تهدد أي مصالح في حدود أن تكون مصالح مشروعة أو أنها تهدد أو تمثل خطر على السلم والأمن في المنطقة على المستوى الإقليمي والدولي مشكلتهم الحقيقة معها أنها ثورة تحرر استقلال كرامة وأنها تسقط عليهم ذلكم الهدف الرئيسي لهم في اتجاه هذا البلد في مؤامراتهم على هذا البلد وهو الاحتلال لهذا البلد السيطرة الكاملة على هذا البلد الاستحواذ التام على مصالح هذا البلد.

وكانوا قد حلموا وطمعوا وأملوا فيما يريدونه من هذا البلد بجناية كبيرة وفظيعة جدا جدا من المرتزقة والعملاء هم الذين أطمعوهم إلى هذا الحد هم الذين أعطوهم هذه الآمال والأوهام فطمعوا فعلا كان عملائهم من بعض القوى السياسية ومن منظومة الحكم كانوا يمنونهم بهذه الأماني كانوا يقربون لهم ويل أطماعهم هذه الآمال الشيطانية ففعلا طمعوا بفعل أولئك وما جناه أولئك على بلدهم أولئك الخونة والمجرمون الذين سيصدر التاريخ أسود صفحة لهم وأسوء تاريخ لهم بجنايتهم الفظيعة على هذا البلد فإذن لابد أن تستمر هذه الثورة وهي الآن ثورة حقيقة قوية تواجه العدوان الخارجي تواجه الغزو الخارجي لهذا البلد تواجه الاحتلال والمحتلين المجرمين الطامعين الذين يريدون هذا البلد ويريدون أن يحتلوه وأن يسيطرون عليه وقاموا إلى الآن باحتلال أجزاء منه بمعاونة من المرتزقة والخونة والعملاء المجرمين وأيضا من خلال الخداع للبعض في هذا البلد عندما كانوا يوهمونهم بأنهم سيقدمون لهم أوهام خيالية التحرك الشعبي هو ضرورة ومسئولية هم ضرورة حتمية لأنه كما قلت لضمان الوجود لضمان الاستقلال لضمان الحرية لضمان الكرامة هذه هي الحد الأدنى يعني مما ينبغي الحفاظ عليه أو الحرص عليه .

التحرك سيستمر حتى ينعم هذا البلد بالاستقلال والاستقرار وينعم هذا الشعب بثرواته وخيراته هذه هي الأهداف التي حينما تتحقق يمكننا حينها القول أن أهداف الثورة الشعبية قد تحققت استقلال واستقرار على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي وأن ينعم الشعب اليمني الذي يعاني البؤس والحرمان والفقر أن ينعم بثرواته ومن حقه أن ينعم بثرواته وخيراته ومهما كانت التضحيات مهما كان حجم التضحيات لأن ما يمكن أن نخسره لولا هذا التحرك هو أكبر بكثير مما يمكن أن نضحي به ما نضحي به في سبيل وجودنا كشعب استقلالنا كبلد وكذلك استقرارنا على كل المستويات وحتى يكون هذا الشعب سيد نفسه بنفسه والذي يقرر ما يشاء في شأنه وأمره هو وليس الآخرون وليس بوصاية من الآخرين ما يمكن أن نضحي به في هذا السياق هو أقل بكثير بكثير مما يمكن أن نخسره بالاستسلام مما يمكن أن نخسره بالجمود والركوع والخضوع البلد بكله يمكن أن نخسره بالخضوع والاستسلام والجمود الحرية بكلها الآمن بكله الاستقرار بكله ومستقبل أجيالنا كان سيضيع إذا كنا سنعاني ولو على مستوى جيلنا مع ضمان مستقبل أفضل لأجيالنا هذا ربح إذا كنا سنعاني على مستوى جيل ونضمن مستقبل أفضل لأجيال أما نتيجة الاستسلام والخضوع والركون والخنوع فهو كارثي النتيجة كارثية ضياع البلد بكله ومستقبل أجيال بكلها فالتحرك هذا هو ضرورة إنسانية كبشر تواقين للحرية ناشدين للعدالة ضائقين ذرعا بالظلم والظيم والاضطهاد ننشد مستقبل أفضل لأنفسنا ولأجيالنا وهو أيضا مسئولية دينية كشعب مسلم والإسلام منظومة من المبادئ والقيم والأخلاق والنظم والتعليمات من أخلاق هذا الإسلام العزة من أخلاق هذا الإسلام الكرامة من أخلاق هذا الإسلام الإباء في مواجهة الظالمين والطغاة والمستكبرين من مبادئ وثوابت هذا الإسلام إحقاق الحق وإقامة العدل ” يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط ” مسئولية يمكن أن نحاسب عليها يوم القيامة ولو قبل الإنسان أن يعيش في هذه الحياة مستسلم خانع راكع للظالمين والمجرمين والمتوحشين أولئك السيئين الذين لا أسوء منهم ولا أشر منهم وأن يترك نفسه عبدا لهم خانع لهم مستسلم لهم ويترك لهم في نفسه وأرضه وعرضه ما يشاءون ويريدون لن يرضى الله له بذلك سيتكون عاقبته يوم القيامة جهنم وبئس المصير أي عاقل أي إنسان ما زال على فطرته يمكن أن يقبل في الدنيا على نفسه بالخنوع وان يسلم نفسه وارضه وعرضه وثروته وحياته لمجرمين سييئين لا اسوا منهم ويوم القيامة يكون مصيره جهنم ، حينما يكون خياره هذا أو أن تعيش بعزة وكرامة وشرف في هذه الدنيا ويوم القيامة إلى رضوان الله وجنته حسب وعده الصادق ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ، المنافقين لا يفقهون مثل هذا الكلام نهائيا،.

فبكل الحسابات وبكل الاعتبارات الإنسانية ، الفطرية البشرية ، وبحساب الدين ، بأخلاقه بقيمه بثواتبه، بحسب أيضا قوانين الأرض ، حتى القوانين والنظم التي يتكلم عنها ألئك كثيرا وهم يتكلمون دائما بطريقة الخداع فقط ، هل وجدنا حقوق الإنسان ؟ هل راعتها أمريكا؟ اين حقوق أطفالنا الذين يقتلون بالمئات بالقنابل الأمريكية؟ وبالأسلحلة المحرمة دوليا التي تقدمها أمريكا وتشارك بها أمريكا في العدوان على هذا البلد ، أين حقوق نسائنا اللواتي يقتلن بالمئات؟ أين حقنا في الحرية والاستقلال؟ كل هذا يتغنى به الغرب بخداع الشعوب في الوقت الذي يذبحها ويقتلها ويصادر كرامتها واستقلالها وحريتها، فهي ضرورة إنسانية لا مناص منها ، وهي مسؤولية دينية القيام بها واجب ديني وشرف وجهاد مقدس في سبيل الله تعالى مع حسن النية والممارسة الصحيحة والسلمية في ظل الضوابط الشرعية والقيود الشرعية والأخلاق والقيم الإسلامية والإنسانية.

لا بد من التضحيات ، صحيح حجم التضحيات كبير ولكن لا بد منه ، لأن خسارة الإستسلام أكبر، إذا جئنا لنحسب حساب الربح والخسارة فبالتأكيد ، التضحيات في ميادين الشرف وفي مواجهة المعتدين الغزاة المحتلين وثمن المواجهة لهم ، ثمن الدفاع عن وجود هذا الشعب ، عن مستقبل أجياله ، ليس بمستوى ما يمكن أن نخسره على كل المستويات، سواء بالقتل أو بالخسارة المادية التي كانت ستكون نتيجة سيطرة ألئك على البلد من دون مواجهة ولا تصدي لهم أو دفع لشرهم وبطال لكيدهم ، فبحساب الربح والخسارة نحن رابحون فيما نقدمه من تضحيات ونحن نتصدى لألئك المجرمين المتوحشين قتلة الأطفال والنساء، بحساب المبادئ والثوابت والقيم، بحساب الأخلاق بحساب الدين ، بحساب الإنسانية والكرامة ، بحسابها نحن في الموقف الصحيح ، نحن نضحي ونحن ندافع ونحن نواجه ونحن نتصدى لألئك المجرمين البشعين .

وأنا أقول لشعبنا العزيز من المعلوم قطعا أنه ما تحققت عدالة في الأرض ولا نالت أمة إستقلالها وحريتها إلا بتضحية وصبر، هذا شيء بديهي، هذا شيء ليس غريبا في واقع الحياة ولا في الارض، هذا معلوم تاريخيا ومعلوم في السنن، معلوم في استقراء أوضاع البشر والمجتمعات الإنسانية ، أي أمة من الأمم ما نالت استقلالها ولا نعمت بخيراتها ولا تحقق لها الاستقرار في النهاية إلا بعد تضحيات وبعد الصبر، اما بدون تضحيات ولا صبر ولا عطاء ولا تحرك جاد ولا عمل فلن يتحقق للناس شيء إلا الهوان إلا الذل إلا الخسران لكل شيء.

ونحن في الارض، هذه الدنيا واسعة فيها الأشرار فيها المجرمون فيها الطغاة ، فيها الانتهازيون فيها اللصوص فيها الخونة البائعون لأوطانهم وأعراضهم والبائعون لأرضهم وشرفهم ، والبائعون والخائون لشعوبهم ومبادئهم ومقدساتهم، هذا شيء وارد، وبالتالي الصراع قضية واقعية في هذه الحياة ، الصراع قضية واقعية ، طالما هناك أشرار طامعون انتهازيون لصوص متجبرون، يتحتم مواجهتهم لضمان أن تدفع عن نفسك الظلم أن تدفع عن نفسك الهوان أن تدفع عن نفسك اطماعهم حتى يصلوا في نهاية المطاف إلى يأس هم، وهي تضحيات مثمرة .

صمود هذا الشعب ، ثبات اليمنيين ، ثبات هؤلاء الأحرار الشرفاء هو الذي لم يمكن أولئك المعتدين الطامعين الطغاة بكل إمكاناتهم الكبيرة والهائلة جدا وعلى مدى ونحن مقبلون على تمام ستة أشهر منذ بداية العدوان على انتصاف العام لحتى الآن بقي هذا البلد ثابتا وصامدا وإن كانت هناك أجزاء من هذا البلد أصبحت الآن محتلة لكن ستتحرر إن طوعا وإن كرها ، رضي المحتلون وإن غصبا عنهم، في نهاية المطاف أي محتل وغاصب تتمكن الشعوب الحرة العزيزة المستقلة التي يعيش أبناؤها روح الكرامة والقيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية من انتزاع حقهم واستعادة أرضهم.

مهما يكن لولا هذا الثبات لولا هذا الصمود لكن البلد كله قد سقط ، لكانوا قد احتلوا البلد من أول يوم من عدوانهم، ولكنهم حتى هم أدركوا صعوبة الموقف ,ودفعوا ثمنا باهضا على كل المستويات لعدوانهم ولا زالوا يدفعون هذا الثمن الباهض على كل المستويات، فيما هم يقتلون من أبناء شعبنا ويقتلون أطفالنا ونسائنا يقتل ضباطهم ويقتل جنودهم في مواجهة الشرف ، مواجهة بشرف وبكرامة ، فيما هم يعملون على التقدم في أرضنا وفي مناطقنا في بلداننا جيشنا العزيز ولجاننا الشعبية وأبناء هذا البلد يتقدمون أيضا في عمق مناطقهم .

للصمود ثمرته ، للثبات جدوائيته، للموقف العزيز والمسؤول والحر قيمته وإيجابيته، وبالتالي لا بد من الاستمرار ف الصمود والثبات لأنه الذي يعول عليه ، ولا قلق أبدا ، لا قلق نهائينا ، لو أرادوا للحرب أن تستمر ولو لسنوات، صمودنا نحن هو الخيار الذي لا بديل عنه نهائيا، صمودنا إنسانيتا صمودنا قيمنا ، ثباتنا ديننا ووعينا وكرامتنا متجذر فينا بقدر ما تتجذر جبالنا في أرضنا وقدر ما تكون الحياة موجودة فينا سنكون مع هذه الحياة دوما أعزاء نلقى الله كرماء أعزاء وإلا نثبت في هذه الحياة في هذا الوجود بكرامة وعز ، ونحن موقنون بالنصر إيقاننا بصدق وعد الله وهو يقين إيمان، إيمان بالله إيمان بسنن الله ، إيمان أيضا له شواهده له من الوقائع ما يستند إليه ، له من الاستقراء لواقع المجتمعات البشرية على مر التاريخ، وله تجرته في أبائنا وأجدادنا اليمنيين الذين واجهوا إمبراطوريات عالمية وهزموها في نهاية المطاف وأخرجوها من كل شبر في هذا البلد، والشعب اليمني هو هو ، دماء الحرية التي كانت تجري في عروق الأجداد والأباء في القرون التي خلت وواجهوا بها إمبراطوريات أنذاك هي الدماء التي تجري اليوم في هذا الجيل بين أبناء شعبنا، وبالتالي لا مناص أبدا ولا خيار سوى الصمود طالما هناك عدوان واحتلال ، هنا صمود حتى يتحقق كل شبر من هذا البلد .

وسنواجه هذا العدوان وهذا الاحتلال وهذا الغزو أيضا بالثبات والصمود وبالوعي لا بد من الوعي، الوعي بأهمية التحرر ، بقيمته لأنه يمثل الأولوية أيضا ، كل إنسان لا يزال حرا ، لا تزال مداركه سليمة ، يرى ما يفعله أولئك المعتدون وما يسعون له ستكون أولويته المحتومة هي التصدي لهذا العدوان بأي شكل من الأشكال، من يتصدى عسكريا في ميدان القتال ، من يتصدى إعلاميا بحكم مهنته الإعلامية ، من يتصدى في العمل الإنساني ، من يعمل على المستوى الثقافي من يعمل على المستوى الفكري ، على كل المستويات، من له أولوية غير التصدي لهذا العدوان بالرغم من وحشية هذا العدوان بالرغم من جرائمه الفضيعة جدا من أهدافه السيئة للغاية فهو إما خائن لوطنه أو على أسوأ مستوى من الغباء ، من لا يدرك ومداركه سليمة فهو ممن قال الله عنهم (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) ، من لا يزال يحمل ذرة من الانسانية وهو يرى مشاهد الآلاف من الأطفال من النساء يقتلون عبثا وإسرافا وإجراما وطغيانا كيف لا يتحرك ؟ كيف لا تهتز فيها الحمية والإباء والنخوة الإنسانية والكرامة الإنسانية ، وأنا أقول : من لا يبالي ويتجاهل بالرغم من كل ذلك فهو مشبوه في توجهاته ، ضائع تائه، تائه على كل المستويات، يا أخي دع عنك الحسابات السياسية و الاعتبارات السياسية والاختلافات السياسية وأي اختلافات من أي نوع، هل لا زلت إنسانا ؟ أجعل ما يحصل بحق الأطفال والنساء من مآس خارج حساباتك كلها لأنها اعتبارات وأمور لا تخضع للمقاييس السياسية ولا للاختلافات السياسية ولا للشؤون السياسية ، فهولاء أطفال ماذا بذنبهم؟ نساء ماذا بذنبهم؟ مواطنون عاديون بل مواطنون من كل الأطياف من كل المكونات من كل المذاهب يقتلون، الناس يقتلون بغض النظر عن النتماءاتهم وهويتهم، على المستوى الثقافي أو على المستوى السياسي، أو حتى على المستوى المناطقي، فالإنسان الإنسان الذي لا يزال بحق إنسانا في قيمه في إحساسه في وجدانه في مشاعره ستدفعه إنسانيته لأن يكون له موقف من هذا العدوان وأن يكون موقفه من هذا العدوان هو الأولوية قبل كل اعتبارات أخرى.

ولذلك لا بد من التحرك على كل المستويات وفي مقدمتها الوعي وتأصيل وترسيخ الثوابت والقيم ومبادئ التحرروالاستقلال والكرامة ، هناك جهود كبيرة وللأسف ، أنا أقول أن المرتزقة والعملاء من فئة المثقفين ومن فئة السياسيين ومن فئة الإعلاميين أكثر خطرا على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأميين المقاتلين، يعني الأمي الذي يذهب ليقاتل لأنهم أعطوه شوية فلوس سعودي واستمالوه نتيجة ضروفه الاقتصادية وانعدام قيمه ومبادئه وقصور وعيه ، استمالته تلك الأموال فذهب وقاتل معهم، هو لا يصل في سوء موقفه وإن كان موقفه سيئا وإن كان موقفه خيانة لدينه وشعبه وأرضه وعرضه ووطنه وبلده ، لكن ليس مستوى ما وصل إليه من السوء ما يعمله من هم إعلاميون مرتزقة ، دائما يحاول أن يسوغ وأن يبرر العدوان وأن يدافع عن العدوان أو مثقف أو مفكر، ودائما يعني هناك بين كل الفئات والمكونات فوارق ، يعني دائما في كل مسيرة البشرية وفي كل مناطق الدنيا ، في كل فئة من الفئات ليس الناس سواء ، هناك أحرار وهناك عبيد تافهين ، عبيد للمطامع عبيد للأهواء عبيد للأحقاد، عبيد للعصبيات وهناك في نفس الوقت شرفاء أحرار أعزاء مهما كانت الاعتبارات الأخرى يقف الموقف الصحيح والمسؤول خاصة عندما تصل الأمور إلى هذه المستويات، اليوم ليست المسألة خلافات سياسية، لا ، مسألة اعتبارات انسانية قبل كل شيء ، ثم اعتبارات كبرى وطنية بلد يتعرض للاحتلال والغزو الاجنبي .

في كل الاعتبارات والمقاييس في الدنيا من يقف مع يغزي بلده ويحتل بلده يسمونه خائنا ، هذه مسألة من المتعارف عليها في كل العالم بين كل البشر، إنما المعتدي يسميهم مقاومة فهذه تسمية غريبة واستنساخ غريب، يجب أن يكون هناك عمل في مواجهة ألئك من الاعلاميين والثقافيين والسياسيين العملاء الذين يبررون الغزو ، يبررون الاحتلال يسوغون الخيانة ، ويسهلون الجريمة ويناصرون أفضع وأبشع الجرائم في هذا البلد ، فليكون هناك تحرك لتأصيل وترسيخ الثوابت والقيم من كل الشرفاء وهم كثير بحمد الله هم كثير في هذا البلد.

الكثير من العلماء موقفهم مشرف وعظيم ، من علماء الدين ، وكانت لهم مواقف متعددة ونشاط دائم، الكثير من الإعلاميين الكثير من كل فئات المجتمع لا يزالون يتحركون لكن مطلوب التحرك المستمر وزيادة المجهود العملي، وأيضا التوعية بقيمة الصمود وجدوائيته والثبات وثمرته، ومواجهة كل حملات الإرجاف والتهويل من جانب المرجفين والمثبطين وأولئك من أذيال العدوانوهناك ما يحفز على الصمود يعني ليست كارثة لا ، لأننا شعب مؤمن يثق بالله تعتمد على الله ، يرى في اعتماده على الله مصدر قوة ولأننا شعب مظلوم .

والله والله أن تلك الجرائم بحق الاطفال والنساء وحدها ، وأن مشهدا واحدا منها لكفيل بأن يحرك انسانية كل من يزال يحمل في نفسه الاحساس الانساني والوجدان الانساني والمشاعر الانسانية السليمة أن يتألم أن يستفز ، أن تتحرك فيه حمية الإباء وعزة الإيمان ، لكن اذا فقد الإنسان احساسه الإنساني أصبح انسانا بالاسم وحيواناً ودون مستوى الحيوان ، كالأنعام بل هم أظل بالفعل ، هذه المظلومية هي محفز كبيروهي يومياً نشاهد الظلم والإجرام والطغيان ، بحق أبناء شعبنا مشاهد يومية ، كل مشهد منها يمثل حافزاً ودافعاُ ووقودا قويا جداً وطاقة هائلة للتحرك في مواجهة أولئك المجرمين .

والحق أننا في موقف الحق ، معتدى علينا إلى بلدنا مظلومين بغير أي مبرر ، وهناك العبر من الأحداث التي تعزز الأمل وترسخ اليقين بالنصر ، كل الشعوب المتحررة التي قامت بواجبها وسعت نحو التحرر وكافحت وناضلت في نهاية المطاف ، انتصرت .. مهما كانت القوة الغازية مهما كانت امكاناتها ، مهما كانت ثروتها مهما كان عددها وعديدها ، هذا لا يفيدهم في نهاية المطاف ، والقوة يا أبناء شعبنا العزيز هي قوة الإرادة قوة العزم قوة التوكل على الله أما قوة أولئك هي قوة على الأطفال والنساء لقتل الأطفال والنساء ، من الحوافز المهمة في مواجهة هذا العدوان أنه لا يتحاشى من أي شيء ، يعني وصل في مستوى عدوانه وأساليبه العدوانية إلى أسوء حال ، تجرد من كل القيم الإنسانية والاخلاقية والدينية لا يبقي على شيء .

وأخر ما فعله في هذا المسلسل الفضيع من التدني والانحطاط والسقوط والتجرد من القيم والمبادئ هو ما فعله تجاه الحجاج اليمنيين ، حينما منع معظم الحجاج اليمنيين باستثناء القليل القليل ، من الحج .. بغير وجه حق ، هذه جريمة كبيرة ، هذه ورطة ، أولئك الأغبياء هم يتورطون بالمزيد والمزيد من الجرائم الكبيرة التي يتحتم بها في سنة الله تعالى نهايتهم ، هذه قضية خطيرة جداً .. جدا . جدا ليست سهلة ، الصد عن المسجد الحرام ، المنع للناس عن أداء فريضة الحج ، حتى وفق نظمهم وقوانينهم والأساليب المعتمدة عندهم في كيفية الترتيبات للحج وما يأخذونه من أموال على الناس بغير وجه حق ، في سبيل أن يتركوا الناس ليحجوا .. بالرغم من أن الالاف من الحجاج اليمنيين التزموا بكل هذه الترتيبات والمقدمات الطويلة العريضة التي وضعوها كعراقيل أمام الناس وجعلوا من الحج متجراً يجمعون كثيرا من الأموال ويبتزون عباد الله ، حتى كل ذلك لم ينفع ، منعوا الكثير من الحجاج من الحج وهذه جريمة على المستوى الديني لأن الحج ليس لهم الحرم ليس لهم ، ليس لآل سعود هو بيت الله الحرام ، ليس للملك ولا لوزراءه ولا لحكومته وليس لشعب دون شعب ولا لبلد دون بلد ولا فئة دون فئة ، هذا بيت الله لكل عباده ، الله سبحانه يقول : سواء للعاكف والباد ، ولذلك أبشروا بالخزي ، أبشروا بعذاب الله الذي لم تفلتوا منه ، لم يفلت منه أبو جهل ولا أبو سفيان ولا من كان معهم ، حينما كانوا يصدون عن المسجد الحرام ويمنعون النبي والمسلمين من المسجد الحرام ، وأنتم اليوم تمنعون الألاف من المسلمين اليمنيين والحجاج اليمنيين من الحج ، انتم لن تفلتوا من هذا الخزي ، وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه ، الصد عنه وإدخال أداء فريضة الحج ومسألة الحج في الحسابات السياسية والمشاكل والقضايا ، هذه جريمة هذا خطأ كبير ، لا يجوز السكوت عنه ، لا يجوز السكوت عنه ، يفترض من كل الشرفاء والعقلاء من كل فئات العالم الاسلامي أن تنتقدهم على ذلك وأن تحتجهم على ذلك والا فهي سابقة خطيرة جداً ويمكن ان يكون لها تداعيات كبيرة مستقبلا في غير اليمن حتى ، وأن يتعاملوا بنفس الطريقة مع الشعوب الأخرى .

كل ما كان لهم مشكلة سياسية أواي مشكلة مع بلد يريدوا ان يحتلوا أو لهم أطماع فيه ، أو غضبت عليه أسرائيل أو امريكا قاموا أيضا باجراءات حتى على مستوى الحج ، وللأسف الشديد هم هناك ، قاطعوا طريق ، صادوا عن المسجد الحرام ، والكيان الإسرائيلي هناك في ذلك الاتجاه يستهدف المسجد الأقصى ، وهذه مسالة مؤلمة جداً ونحن نقول ما كان العدو الإسرائيلي يجرى على أن يدخل في خطوات خطرة جدا بمثل ما يعمل الآن ، لولا هذا العدوان والتحالف السعودي مع إسرائيل ، من أهم ما يشجع الإسرائيلي على كل ما يفعل تجاه المقدسات وتجاه شعب فلسطين وتجاه الأمة ، هو التحالف السعودي معه ، اليوم يرى في التحالف السعودي معه عاملا مهماً يطمئنه ليفعل أشياء كثيرة ما كان ليجرؤء على فعلها فيما سبق ، لأن النظام السعودي من داخل الأمة يساعد الإسرائيلي على أشياء كثيرة ، باعتبارات كثيرة ، منها اغراق الأمة اغراق هذه الشعوب في فتن وحروب كثيرة ونزاعات تحول دون أن تتفرغ أو أن تتجه حتى للدفاع عن الأقصى وعن الشعب الفلسطيني وعن المقدسات ، ولهذا اليوم نقول النظام السعودي شريك في كل ما تفعله إسرائيل بحق الأقصى الشريف بحق المقدسات بحق شعب فلسطين ، النظام السعودي يتحالف وأن أصدر بيانات وعبارات باردة باهتة ، لكن سبق فعليا أنه يتحالف مع اسرائيل لفرض عداوات ومشاكل داخل الأمة وتغذية حروب ونزاعات في أوساط هذه الأمة بما ينسي هذه الشعوب إسرائيل بالكامل ، هذه مسألة تمثل خطراً كبيراً ، يعني النظام السعودي ينحط كثيرا ويدخل في جرائم ومسارات خاطئة للغاية ، ويسهم بشكل رئيسي وكبير مع الأمريكي والإسرائيلي باغراق المنطقة بهذه الحروب والمستفيد الأول منها في المنطقة ، هو إسرائيل ..

في الذكرى السنوية لهذا اليوم المجيد نؤكد على التالي :

أولاَ :
ندعو كل فئات ومكونات شعبنا ونخبه من علماء ووجاهات قبلية وأكاديميين وإعلاميين وناشطين في الجانب الإنساني وكل فئات هذا الشعب إلى الاستمرار في التحرك الجاد والعملي في كل المجالات التي لهم صلة بها، للتصدي لهذا العدوان الإجرامي ولهذا الاحتلال .

ثانياً:

كما أدعو كل الأحرار والشرفاء إلى الاستمرار في رفد جبهات القتال في الداخل لمواجهة الاحتلال ورفد الخيارات الاستراتيجية التي بدأت فعليا بعمليات تمهيدية وأن نتحرك لمواجهة هذا الاحتلال والغزو مع الثقة بالله سبحانه وتعالى بالنصر

ثالثاً :
نبارك الدور الفعال والمشرف والبارز لقبائل اليمن في مواجهة الاحتلال والتصدي للعدوان وفي هذه المناسبة أدعو إلى إنشاء مجلس أعيان اليمن كمجلس رسمي ضمن مؤسسات الدولة لاحتضان هذا الدور وإشراك هذا المكون الرئيسي ضمن الدولة باعتباره من المكونات الرئيسية في البلد وباعتبار دوره الإيجابي على كل المستويات .

رابعاً :
نؤكد أننا كشعب يمني نقف بدافع المسئولية الدينية وبروابط الإنسانية والإخاء مع شعبنا الفلسطيني المظلوم وضد الكيان الإسرائيلي المجرم الغاصب ولنصرة المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف ، وأدعو شعبنا في صنعاء ومحيطها إلى الخروج يوم الغد في العصر في تظاهرة حاشدة تضامنا مع الأقصى واحتفاءً بالذكرى السنوية للحادي والعشرين من سبتمبر .

خامساً :
نؤكد أن الحلول السياسية السلمية متاحة تجاه المشكلة الداخلية بالبلد وأن العدوان الأمريكي السعودي الهمجي لا مبرر له وأن المشكلة بغطرسته ووحشيته وتكبره .

نؤكد الترحيب باي مساعي للحلول السلمية بالقدر الذي لايمس بالسيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني ، واستحقاق ثورته الشعبيةومطالبه المشروعة ،ولا يفوتنا في الختام أن نبارك لكم شعبنا اليمني العزيز بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك الذي بات قريباً ونؤكد في هذه المناسبة على ضرورة العناية الإنسانية بأسر الشهداء والجرحى والمرابطين في كل الثغور وفي ميادين الشرف.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الشهداء وأن يشفي الجرحى وأن ينصر شعبنا المظلوم الصابر الثابت على المعتدين المستكبرين المغترين أنه سميع الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.