الخبر وما وراء الخبر

الصالة الكبرى.. والمدمرة الأمريكية!

133

بقلم / حسن حمود شرف الدين

لا زالت دماءُ شُهَدَاء وجرحى الصالة الكبرى تفوحُ في كافة أرجاء بقايا الصالة التي خلّفتها صواريخُ تحالف العدوان السعودي الأَمريكي.
ولا زال الصمت يخَيّمُ على المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأُمَم المتحدة تجاهَ هذه الجريمة وما سبقها من جرائمَ ارتكبها وما زال يرتكبُها تحالف العدوان في حق الشعب اليمني وبُنيته التحتية.
بالمقابل أَمريكا تتقنُ اللعبة وتحاول إخفاء هذه الجريمة والدفاع عن حليفها الاستراتيجي السعودية بكافة الوسائل الممكنة، منها نشراتُ الأخبار المتلفزة والمسموعة والمقروءة.. والتي كانت جريمة الصالة الكبرى متصدّرة المشهد.
كان لا بد للشيطان الأَكْبَر أَمريكا أن تبحثَ عن بديل يغطّي جريمة قرن الشيطان السعودية ويخفّف من حدة تناولها على وسائل الإعلام، وبالتالي تخف حدّة تفاعل الجهات والهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الإنْسَان الإقليمية والدولية.. فما كان منهم إلا الترويج لخبر كاذب مفادُه أن مدمرة أَمريكية تعرضت لهجوم صاروخي أطلقت من اتجاه السواحل اليمنية المسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.
المتتبعُون لكيفية نشر خبر استهدَاف المدمرة، خصوصاً الخبراء العسكريين.. سيقولون إنها مختلقة.. حيث تم بث الخبر على ثلاث مراحل.. الأول أنباء عن احتمال استهدَاف المدمرة.. والثانية تهديد مبطن من قبل أَمريكا يفيد أنها لا تسمحُ بتهديد تواجدها في المياه الإقليمية اليمنية.. فيما المرحلة الثالثة إعْلانها رسمياً عبر البنتاغون أن مدمرة أَمريكية تعرضت لهجوم صاروخي ولن يمر دون عقاب.. هذه المراحل كانت تمشي بالتوازي مع التصعيد الاخباري والإعلامي المواكب لجريمة الصالة الكبرى؛ سعياً منها لتوجيه أعين الناس ومسامعهم عن الجريمة إلى المدمرة الأَمريكية.. وترقب الناس ردة الفعل الأَمريكي تجاه هذا الاستهدَاف الوهمي ونوعية العقاب الذي تحدثت عنه.
لكن.. ردة الفعل مربوطة بمقدار التفاعل مع أخبار واشنطن المختلقة.. فقد تصل إلى التطاول ومحاولة السيطرة على باب المندب وميناء الحديدة كنصيب حدد لها سلفا.. باعتبار احتلَال اليمن من قِبل أَمريكا هدف رئيسي من أَهْدَاف تحالف العدوان الذي تقوده حليفتها الرئيسية المملكة  السعودية.
كما أن من عادة أَمريكا تقيس نبض الشارع المستهدف.. وهي لا تدخل منطقة إلا وهي متأكدة أنها ستدخل دون خسائر.. إنها تعملُ على إيجاد بيئة حاضنة لها كما عملت في عدن وتعز.. لكن الوضع في الحديدة غير.. لقد سبق أخبارها المفتعلة جرائمها الكبيرة.. فواللهِ لن يخافَ من أَمريكا إلا عملاؤها.. لن يخافَ من أَمريكا إلا منافقو الرياض.. لن يخافَ أَمريكا إلا حلفاؤها أمثال السعودية والإمَارَات ومن على شاكلتهم.. أما نحن فلن تهُزَّ فينا شعرة.. ولن تلقى منا إلا ما يسوءُها.. لأن قضيتنا قضية عادلة.. وما دمنا مع الله، فإن الله معنا.. والسلام على من اتبع الهدى.. والموتُ الموتُ لأَمريكا وإسرائيل والسعودية والإمَارَات قَتَلة أطفالنا ونسائنا ومدمّري بُنيتنا التحتية.. “والعاقبة للمتقين.

نقلا عن صحيفة الثورة