الخبر وما وراء الخبر

حكومة الإنقاذ الوطني

116

عبدالملك المروني
من الجميل الإعلان عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني، ومن الحسن اختيار رجالها من ذلكم الطراز الذي تحتاجه البلاد لا تلزمنا به مقتضيات المجاملة ودواعي النفاق والدلال السياسي التي فرضت علينا في الماضي القبول بوجود وزراء لا لزمة لهم، وحقائب لا معنى لها ولا وظيفة ،فنحن في زمن مغرم لامغنم.
ومثل هذه الحقيقة أمر بديهي يدركه الجميع، ما لم يكن معلوما للكل هو صعوبة إنجاز أمر كهذا في ظروف كهذه، وصعوبة الترشيح للمواقع الوزارية في ظل شحة الأسماء والكفاءات التي يراد لها أن تقود المرحلة باقتدار ومهارة استثنائية، وخاصة لدى طرف سبقتنا إليه الأيادي المتصهينة فنالت من الشخوص والمقامات والهامات الوطنية ما لم تنله يد من قبل ،،وأصابت مفاصل مميزة من الجسد اليمني والهوية النضالية.
ولئن كانت هذه الفواجع التي استهلت سعارها بالدكتور عبدالكريم جدبان ولم تتوقف عند الإعلامي والقلم الوطني عبد الكريم الخيواني،حالة من العمل السياسي والجنائي الممنهج و المدروس بعناية فإن الثابت أن عناية الله اكبر وتصريفاته أعظم من أن تعاق على ايدي عصابات القتل الممنهج ،ورسل الموت السريع، ولهذا فإنه من المهم أن تدرك هذه القوى ،وأتحدث عن أنصار الله تحديدا، أنه لم يغرب الزمن ولم تعلن الخزائن البشرية إفلاسها من الكوادر الكفؤة،بل ما يزال الأفق ممتلئا بالرجال والساحة غنية بالكادر القادر والمقتدر ،إذا ما تجاوزنا تلك المعايير التي يفرضها بعض الشباب المتحمس وغير المجرب داخل الهرم القيادي لأنصار الله،ومن ذلك وضع السابقين في الحروب الست موضع أصحاب الحق الأول،والأفضلية المطلقة عن سواهم وهي رؤى مع تقديرنا لها لا تفتقر إلى الوعي السياسي والتفكير العقلاني فحسب،بل تصطدم مباشرة مع منهج القائد وحكمته سيما في رؤيته لمواجهة العدوان والتصدي له وطرحه بأن المجاهد في هذه الحرب لا يقل عن إخوة له جاهدوا في يوم بدر،،وعلى هذا الأساس نتصور أن المجلس السياسي الأعلى وهو يعد صانع قرار جهادي ووطني وسياسي مدعو للتخاطب مع ذوي الرأي والقرار للترشيح لعضوية حكومة الإنقاذ لا سواه، وتدعونا مقتضيات الواجب والضمير الوطني للاختتام برأي مفاده انه من غير الحكمة التقوقع حول الحقائب ذات اللون الفقهي والنشاط الدعوي والديني ،بل تصبح النظرة أكثر نضارة وحيوية بمعنى أن الإمساك بوزارة مثل الإعلام مثلا أكثر أهمية من الإمساك بتلابيب وزارة مثل الأوقاف أو العدل،أو أي حقيبة ذات جلباب مماثل.