الخبر وما وراء الخبر

قريش يا سيدي يارسول الله

166

عبدالفتاح علي البنوس
ونحن نستقبل العام الهجري الجديد 1438والذي نحتفل بحلوله بذكرى الهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم والتي كانت البداية للتاريخ وللدولة الإسلامية، نتذكر لماذا هاجر عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة والأذى الذي لحق به من قبل مشركي قريش وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم.
وهاهو الحقد القرشي يواصل نفث سمومه ولكن هذه المرة ضد أنصار الرسول الأعظم ومنبع الإيمان أهل اليمن، وها هو أبو جهل ومعه كفار قريش يتجلى في صورة سلمان وزبانيته وهم يواصلون منذ أكثر من عام ونصف قتل أبناء الإيمان والحكمة أهل اليمن أصحاب القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة بدم بارد ويرون في ذلك يا سيدي يا رسول الله دفاعا عن دينك وسنتك وهم أبعد ما يكونوا من الدين القويم والسنة المطهرة،  نحتفل بذكرى هجرتك يا سيدي يا رسول الله ومن يحكمون قبضتهم على الحرمين الشريفين يتباهون بقتلنا وحصارنا وتدمير بنيتنا التحتية وإرهابنا والتنكيل بنا ومن أجل ذلك تحالفوا وأجمعوا أمرهم تماما كما فعل المشركون في دار الندوة على التكالب على اليمن الميمون الذي قلت يا سيدي يا رسول الله بأنك تشتم منه نفس الرحمن، جلبوا المرتزقة من كل دول العالم لقتال شعب يشهد لله بالوحدانية والربوبية ولك يا سيدي يا رسول الله بالنبوة،  شعب المدد والنصرة الإيمانية المظفرة، شعب العزة والكرامة،  الشعب الذي آمن بالرسالة المحمدية طوعا واختيارا وإيمانا وتسليما فما عسانا أن نقول يا سيدي يا رسول الله وأنت قد أخبرتنا بأن من نجد يظهر قرن الشيطان،  لقد ظهر قرن الشيطان وهم آل سعود والوهابية الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وساموا عباد الله سوء العذاب ووصلوا إلى مرتبة الفرعنة بصلفهم وإجرامهم ووحشيتهم وفوق ذلك يتبجحون بأنهم خدام الحرمين الشريفين وهم من يتآمرون على الحرمين وعلى قدسيتهما ومكانتهما وروحانيتهما ويعكسون صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين.
دمروا سوريا يا سيدي يا رسول الله من أجل إسقاط  الطاغية بشار الأسد (على حد تعبيرهم) الرئيس الشرعي لدولة مستقلة ذات سيادة لا شأن لهم بها ولا وصاية لهم عليها ، ودمروا اليمن  وهي دولة مستقلة وذات سيادة وفوق ذلك دولة جارة لهم من أجل عودة الفار هادي والذي قالوا بأنه الشرعية  وهي ذرائع ومبررات واهية فهم مجرد عبيد أجراء ينفذون ما يطلب منهم من أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب  .
أهلكوا الحرث والنسل وأهدروا ثروة الشعب السعودي في إشعال الفتن والصراعات ذات الأبعاد الطائفية والمذهبية وتفكيك الأنظمة والجيوش العربية خدمة وطاعة لأوامر أمريكا وإسرائيل وفي حانات وبارات وملاهي القمار والجنس والمخدرات والحشيش والخمور وكل ذلك تحت غطاء وإسناد من أدعياء العلم والدين من مشايخ الوهابية الإسرائيلية الذين كيفوا الدين بما يتماشى مع رغبات وأمزجة ومصالح أسيادهم آل سعود وسخروا حتى رسالة الحرمين الشريفين لخدمة أهدافهم ومشاريعهم التي ينفذونها نيابة عن أسيادهم .
قسموا المسلمين إلى شيعة وسنة وليتهم اكتفوا بذلك ، بل قسموا السنة إلى فرق وطوائف وجماعات وكذلك فعلوا في الشيعة وجعلوا مواصفات المسلم هي تلك التي رسموها ويريدونها ومن أجل ذلك قدموا الإغراءات المالية لشراء الذمم وكسب الولاءات والتطبيل والترويج للشخصية المسلمة على الطريقة الوهابية السعودية وهي الشخصية النمطية السطحية المتزمتة ذات المظهر المقزز والجوهر المنفر والمتطرف وكأن الإسلام شريط كاسيت أو ذاكرة صوتية تتضمن مجموعة من التعاليم والأساليب والأفكار والمعتقدات التي قالوا بأنها تمثل منهج السلف الصالح على حد زعمهم.
1437 عاما على هجرتك يا سيدي يا رسول الله وآل سعود يواصلون استبدال الإيمان بالكفر في بلاد الحرمين وفوق ذلك يظنون أنفسهم بأنهم من الذين يحسنون صنعا، مجازرهم في اليمن المستمرة والمتواصلة بنهم وشراهة غير مسبوقة أعادتنا إلى ما صنعه أجدادهم في حقك يا سيدي يا رسول الله والخلص من أصحابك وآل بيتك، أعادونا إلى الجاهلية بل تفوقوا عليهم في كثير من الأوقات وما من دولة عربية ولا إسلامية إلا وقد تركت هذه الأسرة بصمة سيئة وأشعلت فيها فتيل الأزمات والصراعات والفتن على اختلاف صورها وأشكالها ، ولكن ورغم المآسي والجراح والآلام لا نزال شوكة في حلوقهم وخناجر في نحورهم ومهما طال بطشهم واستفحل إجرامهم لن نركع ولن نذل ولن نتراجع قيد أنملة عن المسار والمنهج الذي ارتضيته لنا يا سيدي يا رسول الله وهو منهج الصبر والثبات على الحق ومقارعة الباطل والتصدي لقوى
الإجرام والبطش والتنكيل وستكون اليمن وأهلها كما وصفتهم يا سيدي يا رسول الله أرق قلوبا وألين أفئدة مع المؤمنين وسيكونون أكثر صبرا وثباتا ومقاومة ومواجهة لآل سعود ومن تحالف معهم من الأفاكين والمجرمين وستظل ذكرى الهجرة النبوية محطة نجدد فيها ثباتنا وإيماننا المطلق بنهجك وسيرتك يا سيدي يا رسول الله  والسير وفق تعاليم دينك ورسالتك، رسالة العزة والكرامة والتحرر من العبودية والكهنوت ولن نقبل بطاعة وعبادة آل سعود ولو أكلنا تراب هذا الوطن الطاهر لن نساوم على كرامتنا وعزتنا وسيادتنا وحقنا في الحياة الآدمية التي لا مستويات ولا مراتب للمواطنة فيها لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود  إلا بالتقوى والعمل الصالح .
عام سعيد والأمنيات لكم جميعا بعمر مديد وكل عام وأنتم بألف ألف خير.