الخبر وما وراء الخبر

السعودية وإستراتيجية التغيير الديمغرافي بصعدة

213

محمد العزيزي

ما يجري من عدوان همجي وبربري على مدينة السلام ؛ مدينة العلم والإسلام والفقه ؛ مدينة صعدة ؛ هذه المدينة التي تعاني الظلم منذ سنوات .. فعلى مدى عام وسبعة أشهر شن  العدوان السعودي غارات  كثيفة لا يمكن وصفها إلا بالغارات الهستيرية ضد أبناء محافظة صعدة ؛ بل هي حرب إبادة جماعية بحق مجتمع بكامله لم تفرج هذه الحرب بين ما تسميه أهداف عسكرية والجانب المدني ومنازل المواطنين الأبرياء .
العدوان الخرف “الزهيمري ” اجبر نساء وأطفال وشيوخ إلى الهرب من ويلات وجحيم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها مملكة آل سعود على الشعب عموما وأبناء صعدة خصوصا ؛ نزوح جماعي بمئات الآلاف من مناطق صعدة نحو محافظة ومديريات عمران والحديدة وصنعاء بعد ما أعلنت السعودية وتحالفها مدينة السلام هدفا عسكريا لها ؛ ترمي من خلاله أو كما يخيل لها ولمن يرشدونها لهذه الأفعال القذرة إلى التخلص أو إبادة اكبر  كم من مواطني هذه المدينة المسالمة .
العدوان على ما يبدو يحاول استلهام بعض النظريات العسكرية القديمة في الحروب ؛ ونظرية ميكافيلي في طريقة العمل العسكري ووسائل  تثبيت الحكم والقضاء على جماعات التمرد ؛ والتخلص أيضا من تلك الجماعات الخطرة كم تسميهم حتى تأمن خطرهم المحدق والداهم على استقرار نظام المملكة والمذهب الوهابي كما هو واضح وجلي في هذه الحرب التي تشنها الجارة السعودية على اليمن اصل العروبة والعرب والفقه ؛ بحسب ما دونه التاريخ وكتب العلماء التي وثقت وتزخر بها اعرق وأضخم المكتبات في الوطن العربي والعالمي .
العدوان أصبح من يوم إلى آخر تتكشف نواياه ومأربه من وراء هذا العدوان السافر واللا أخلاقي أن الهدف الحقيقي والاستراتيجي في كيفية إحداث تغيير ديمغرافي وجيو سياسي ومذهبي في اليمن وصعدة على وجه الخصوص ؛ والدليل إعلان العدوان صعدة منطقة عسكرية أو هدفا عسكريا لطائراتها ومدافعها وقصفها البري والجوي وبكل أنواع الأسلحة الحلال منها وتلك المحرمة أيضا وبشكل يومي وجنوني .
ما يدور من حرب إبادة لمجتمع بل لشعب بكامله في  صعدة  _ وهو يوازي في تعداد السكان شعوب  دول خليجية مشاركة في التحالف والعدوان على اليمن _ يراد منه تشريد ونزوح وبعثرت اكبر قدر من تعداد سكان صعدة وإبادة الكثير منهم تحقيقا للهدف المراد من هذه الحرب في تغيير سكان هذه المدينة الذين ينتمون للمذهب الزيدي أو كما يحلو  لها تسميته بالمذهب ” الشيعي ” الموالي لإيران – كما تردد السعودية .. وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحرب تشن علينا بنكهة المذهبية والطائفية المقيتة ..
وبالتالي تكون المملكة قد أحدثت شتات لأبناء صعدة ؛ معتقدة بذلك أن أبناء صعدة  سيقطنون مدن أخرى ومحافظات يمنية بعيدة عن مسقط رأسهم  بعيدا عن حدودها ولن يعودوا إلى صعدة موطنهم ومسقط رأسهم الأول والأخير والذي لم ولن يبتعدوا عنه أبدا .. لأنه وبسهولة والذي لم يعرفه نظام آل سعود أن اليمني أصيل ومهما اغترب أو ابتعد عن قريته أو مدينته الأم  لابد وأن يعود إليها مهما طال الزمن أو قصر فهو ذو جذور أصيلة وليسوا بدوا رحل لا اصل ولا جذور لهم ” أينما غلسة باتة ” ينسون موطنهم ومرجعهم وأسرهم وقبائلهم .
إن العدوان السعودي قد غرر به مستشارو السوء والعملاء ومصاصو الدماء من المرتزقة بأن إيقاف المد الشيعي الإيراني في اليمن في تحقيق إستراتيجية التغيير الديمغرافي لأبناء صعدة ؛ متناسين الحقيقة الأهم وحقيقة أن أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لا يهجر ولا يبتعد عن موطنه الأصل مهما جار عليه الزمن وغدر به حثالة من المرتزقة وعبدة الريال والدولار .