الخبر وما وراء الخبر

اذا نطق الغراب وقال خيرا، فأين الخير من وجه الغراب

1٬609

 

بقلم عامر محمد الضبياني
الأربعاء
28 سبتمبر 2016م

ظهر إعلام الرئيس الفار عبدربه منصور هادي قبل أيام بعد أن أصدر هادي قراره بنقل البنك المركزي الى عدن، مطمئنا اهل العقول الخاوية والقلوب الجوفاء بأنهم سيضخوا مرتباتنا ومرتبات كل الموظفين الى البنك المركزي بصنعاء وكل فروع البنك بمحافظات الجمهورية، وليس غريب ان نجد الأقلية من سواد هذا الشعب العظيم وهم ممن سبق وبرر قصف العدوان السعودي الغاشم للمدنيين والمنشآت العامة والخاصة بذريعة الحرب على الحوثيين وصالح، نجدهم اليوم متفائلين بقرار نقل البنك المركزي، بل ويطمئنونا بضمان صرف مرتباتنا وضخها من البنك المركزي بعدن الى البنك المركزي بصنعاء وبقية الفروع بمختلف المحافظات.

هنا لا أدري أي أغبياء هؤلاء؟ من يظنوا بأن مثل هرطقاتهم هذه، قد تمضي على شعب علمته الأيام وصنعته الظروف وصقلته التجارب، ليعتقدوا ولو لواحد في المئة بأن عبدربه منصور هادي وحكومته قد يضخوا لنا المرتبات من عدن الى البنك المركزي بصنعاء، هذا اذا نجحت محاولتهم البائسة لنقل البنك، الأمر الذي يعتبر من وجهة نظري مؤامرة خطيرة من قبل المجتمع الدولي او بالأحرى رعاة مشروع الربيع العبري لتدمير المنطقة، خصوصا بعد ان فشلت كل خططهم ومؤامراتهم القذرة منذ 2011م للإيقاع باليمن وتفتيته وتمزيقه اسوة بالعراق ولبنان وليبيا وسوريا وتونس، حيث والشعب لهم بالمرصاد بايمانه القوي وحكمته المشهودة.

لا يعرف هادي وزبانيته بمخاطر وتبعيات مثل هكذا قرار ولا يعرف حتى بأن هذا البنك الذي يقتات منه أثنين مليون موظف وكل موظف من هؤلاء يصرف على اسرة مكونة من 7 الى 15 فرد، قرار نقله يعني حرمان الشعب بأكمله من السبيل الوحيد لمصدر رزقهم وتحول البلاد الى ساحة صراع ليس لأجل الكرسي، بل لأجل لقمة العيش خوفا من المجاعة التي ان عصفت بنا فقد تعصف بكل دول الجوار شاءت المملكة العربية السعودية أم أبت، فلن نعيش مكتوفي الأيدي وأبناءنا جياع وهم يأكون من خيراتنا وخيرات الأرض اليمنية المغتصبة بما فيها الربع الخالي، واخيرا صدق المثل القائل “اذا نطق الغراب وقال خيرا، فأين الخير من وجه الغراب”.