السعودية.. لا منقذ..
بقلم / طالب الحسني
بانتظار هلاري كلينتون تعيش السلطات السعودية أسوأ مرحلة على الإطلاق، لن تكون هيلاري هي المنقذ فتوقيت قرار الكونجرس الأمريكي بمنح اسر ضحايا 11 سبتمبر حق محاكمة السعودية ينطوي على كثير من الإشارات التي تؤكد رغبة واشنطن في تثبيت هذا القرار إذ أنه يأتي قبل رحيل أوباما الذي وعد السعودية بإفشال هذه الخطوة بنحو شهرين فقط، لا تكمن الخطورة هنا بل فيما سيأتي فالتضامن الدولي مع السعودية وإدانة هذا القرار غاب تماما وليس هنا ايضا تكمن الخطورة، بل في تداعيات العدوان على اليمن، ليس بمقدور السعودية الآن مهما تدفعت من جهود عسكرية ومالية وضغوط وشراء مواقف أن تصل إلى مرحلة تصبح المعادلة العسكرية الميدانية لصالحها وليس بمقدورها ايضا ان تحصل على تحقيق أي إنجاز من خلال المفاوضات التي لا يبدو انها ستعود قريبا وليس بمقدورها الاستمرار في العدوان فما يحدث في الحدود من انكسار وعمليات عسكرية تستنزف الجيش السعودي بصورة لم يسبق للسعودية أن تتعامل معها أمر مخيف يدفع بها أن تفكر ألف مرة بإيقاف العدوان ومحاولة الخروج في ذات الوقت الذي تدرك ان مصيرها مرتبط بنتائج هذه الحرب التي غرقت فيها بدعم وإرادة امريكية بدأت تتغير مع انسداد الأفق العسكري والسياسي معا.
الاتفاق الروسي الأمريكي في سوريا وضع اهم الفصائل المقاتلة وتعتبر أذرع للسعودية وقطر في قائمة الاستهداف وبات السلاح النوعي الموعود لهذه الفصائل لإكمال مشروع إسقاط النظام السوري وتحقيق الرغبة الأمريكية والخليجية والإسرائيلية يستخدم في سحقها مع ضرورة الاشارة هنا إلى أن واشنطن لا تزال غير جادة ولكن على الأقل لم تعد تقدم شيئا لحماية هذه الفصائل التي رعتها سابقا.
تجول الأسد في داريا بعد إخراج المسلحين منها وتصريحه الذي استغرق ربع ساعة شرح خلاله خسارة رهان أعدائه في الوصول أدنى اهدافهم باستثناء التدمير، هذا التصريح أوصل رسالة واضحة أن الأمور تسير باتجاه الانتصار السوري وحلفائه اعقب هذه الخطوة اسقاط طائرة اسرائيلية محاربة واخرى استطلاعية اخترقت الاجواء السورية في خطوة لم تكن في الحسبان.
كل هذه المعطيات تؤكد ان السعودية ومشروعها ودورها في المنطقة إلى الزوال وأن قادم الأيام يبشر انها ستتجرع الكاس الذي تسقيه جيرانها الآن وان خطوات السقوط المدوي قد بدأت من اللحظة التي شنت أول غاراتها على اليمن.