الرئيس الصماد يوجه خطابا بمناسبة عيد الأضحى ويؤكد المضي في إصدار قرار العفو العام
ذمار نيوز -سبأ 11 سبتمبر 2016م
جه الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم خطابا للشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وهناء رئيس المجلس السياسي الأعلى للشعب اليمني والأمة الإسلامية حلول عيد الأضحى .. محيياً الصمود الأسطوري للشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي والبطولات الفريدة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الدفاع عن الوطن وصد العدوان.
وأكد الرئيس الصماد في الخطاب المضي في صدور قرار العفو العام والشامل عن كل المغرر بهم ممن هم خارج الوطن، ودعوتهم للعودة إلى ارض الوطن ليتقاسم الجميع مسؤولية الدفاع عن الوطن والنهوض به وتقدمه وتطلعاته المستقبلية، وترميم الشروخ ومعالجة الجروح العميقة التي خلفها العدوان الغاشم على بلادنا أرضاً وإنسانا.
وأدان رئيس المجلس السياسي الأعلى ما ارتكبته السعودية من جريمة في حق اليمنيين للعام الثاني على التوالي مع جرائم العدوان بحرمان اليمنيين من أداء فريضة الحج وتوظيف الأرض المقدسة للأغراض والمصالح السعودية .. لافتا إلى أبعاد مثل هذه الأعمال وخطورتها وما يخفى على عامة المسلمين من أبعادها .
ودعا دول العالم الشقيقة والصديقة إلى صحوة الضمير ورفض العدوان ومحاسبة مرتكبيه واحترام الشعب اليمني وإرادته ودستوره كون اليمن دولة تحترم دول العالم ومن منطلق الوجود الاستراتيجي الدائم لليمن.
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى في الخطاب بالدور القبلي لمشائخ وأعيان ووجهاء وأبناء القبائل اليمنية الذين كان لهم النصيب الأوفر في مواجهة العدوان وبذلوا الرجال والأموال وتحملوا أعباء كبيرة في مواجهة العدوان الذي كان يظن أن أمواله التي يوزعها ويبددها حتى بالطائرات ستغير وتشتري الولاءات إلا أنها سقطت تحت أقدام رجال قبائل اليمن.
وجدد الرئيس الصماد التأكيد على أن خيار السلام الشامل والعادل هو الخيار الوحيد الذي ينبغي أن يتصدر كل حوار أو مفاوضات لإيقاف الحرب العدوانية الظالمة ضد اليمن وعلى التمسك بالحوار مع الفرقاء من القوى السياسية والحزبية في الداخل والخارج، من منطلق القناعات التامة بحضارية قيم الحوار وغاياته في بناء التفاهم وحل أي إشكاليات أو خلافات مهما كانت حدتها دون اشتراطات أو إملاءات مسبقة .
واستعرض رئيس المجلس السياسي الأعلى في الخطاب جملة من القضايا والمواقف والحقائق المتعلقة بالعدوان على اليمن والمؤامرة الاقتصادية على الشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية .
فيما يلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
أيها اليمنيون واليمنيات الصامدون والصابرون في الداخل والخارج، والمرابطون في جبهات العزة والكرامة لصد العدوان والغزو والاحتلال وحماية العرض والأرض ورفع راية الكرامة والعزة اليمنية عاليا، أيها المواطنون الأعزاء العالقون في مطارات العالم الذين تقطعت بهم السبل نتيجة استمرار العدوان السعودي الأمريكي في حظر حركة النقل الجوي بين اليمن ومطارات العالم في ظل الصمت العالمي المخزي، أيها المغتربون وطلابنا المبتعثون في الخارج.
يطيب لي في هذه المناسبة العظيمة مناسبة عيد الأضحى المبارك أن أوجه إليكم جميعا، والى كل قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية، والى قيادات الدولة ورجالاتها بإسمي ونيابة عن أعضاء المجلس السياسي الأعلى أطيب وأكمل التهاني بهذه المناسبة الإسلامية العزيزة على قلوبنا التي تحمل كل قيم الخير والصلاح والتضحية والقرب من الله وإشاعة المحبة والوحدة في مشاعر متجانسة بين كافة المسلمين الذين نهنئهم أيضا بهذه المناسبة العظيمة.
للعام الثاني على التوالي يمر عيد الأضحى وشعبنا اليمني يتعرض لعدوان غاشم استهدف الشجر والبشر والحجر وكل شيء في هذا الشعب, عدوان تديره أمريكا وتنفذه أدواتها, وفي هذه المناسبة يرتكب النظام السعودي جريمة أخرى تضاف إلى جرائمه في حرمان اليمنيين من أداء فريضة الحج في أسلوب طفولي جاهلي يعبر عن مدى سقوط النظام السعودي فهذه الأرض المقدسة ليست ملكاً وحصراً على النظام السعودي ليمنع منها من يشاء ويسمح لمن يشاء فلا فضل له ولا منة عليها.
وأريد أن ألفت عامة المسلمين إلى نقطة يغفل عنها الكثير ويستغل النظام السعودي غفلة الكثير عنها ليجعل من نفسه خادماً للحرمين وحامياً للمقدسات مع أن الله تعالى جعل الكعبة البيت الحرام مثابة للناس قبل أن يوجد آل سعود وجعل من المقومات الاقتصادية لتلك البلاد ما يسهل للحجيج أداء مناسكهم لكي لا يبتزهم القائمون على الحج لأن الله تعالى يعلم السر في السموات والأرض ويعلم أن الظالمين والمستبدين قد يجعلون من هذه المقدسات وسيلة ليرتقوا على حساب عباد الله.
فعندما دعا إبراهيم أبو الأنبياء أن يجعل الله البيت الحرام آمناً وأن يرزق أهله من الثمرات تأتي في هذا السياق ليست لسواد عيونهم وإنما لتسهيل حج عباد الله من أصقاع العالم الذين يتوافدون إلى هذه الأراضي المقدسة .. فدعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر فأوضح له الله أن الظالمين قد يتعاقبون على الحرم يوماً ما فسيرزقهم من الثمرات أيضاً حتى لا يظلموا ويبتزوا ويقهروا الحجيج فقال تعالى: ” وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ .. وَبِئْسَ الْمَصِيرُ “.
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .. قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ .. وَبِئْسَ الْمَصِيرُ “.
ولكن ما نراه هو العكس أن النظام السعودي ورغم ما منح الله تلك البلاد من المقومات الاقتصادية يجعل من الحج وسيلة لابتزاز الحجاج والتضييق عليهم والتحكم في مناسكهم.
كما أن السيطرة على مشاعر الحج لا تعني أحقية القائمين عليه فالرسول صلوات الله عليه وآله وسلم استطاع نشر رسالة الإسلام في أصقاع الأرض وبيت الله الحرام كان تحت سيطرة أعداء الإسلام ولم يدخله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا في آخر حياته.
ولينتظر النظام السعودي مصيراً مخزياً وعاقبة مهينة لتصرفاته الحمقاء فوعد الله لن يتغير حيث قال: ” ومَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ “.
لذلك من الأهمية بمكان أن يعرف العالم الإسلامي من هو النظام السعودي فلا ينخدعوا بشعاراته البراقة، بينما كل مصائب الدنيا ومصائب الأمة ونكباتها هو من يقف وراءها ومن يسفك دماء الأطفال والنساء ويرتكب بحق الشعب اليمني أبشع الجرائم لن يتورع عن أي خطوة تخدم مخططاته وتريح أسياده في تل أبيب وواشنطن ومثل هذه الخطوات التي أقدم عليها النظام السعودي تمثل خطورة على الوحدة الإسلامية وتتناغم مع الرغبة الصهيونية والأمريكية.
الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات
تمر بنا هذه المناسبة الدينية العظيمة والأمة العربية و الإسلامية تعيش أكثر المراحل حرجا من تاريخها وتتعرض لحرب كونية تعبث بأمنها القومي وتمزق نسيجها الاجتماعي وتفكك دولها الوطنية وتهدد وحدتها السياسية.
إن الحرب العدوانية على اليمن جزء لا يتجزأ من الحرب الكونية التفكيكية على الأمة العربية التي بدأت باحتلال العراق ثم لبنان وفلسطين ثم سوريا والعمليات العسكرية للناتو في ليبيا التي دمرت البنية التحتية لهذه البلدان وساعدت أيضا على تمكين القاعدة وداعش.
وفي سياق استنزاف دول المنطقة في صراعات داخلية وإقليمية وإنهاكها عسكريا واقتصاديا وابتزاز الدول الغنية في المنطقة أتت هذه الحرب العدوانية على اليمن .حرب متعددة الأوجه والمظاهر ,حرب انتقامية لا تدخر جهدا لتدمير تاريخ وحاضر ومستقبل اليمنيين, حرب تداعى لها أوباش الشرق والغرب وسفلة الخلق في تحالف شيطاني يتسابق قادته على حجز مقاعدهم في الصفوف الأمامية لمجرمي الحرب متخطين كل مجرمي الحروب في التاريخ الحديث.
ثمانية عشر شهرا من العدوان على اليمن لا يمر يوم إلا و يرتكب طيران العدوان مجزرة بشعة يروح ضحيتها العشرات من المدنيين في شمال اليمن وجنوبه شرقه وغربه ويراكم من سجله الأسود في اليمن مستهدفا كلما هو قائم, وكل مظاهر الحياة, وببجاحة يعلنون مدنا ومحافظات بأكملها هدفا لعملياتهم العسكرية وكلما مرغ أبطال اللجان الشعبية والجيش اليمني كرامتهم في التراب مجندلين لجنودهم وآلياتهم, يذهبون للاستعاضة عن كرامتهم المهدرة في ساحات الحرب بالعربدة على المدنيين العزل.
أيها الأخوة والأخوات
إن من الأمور التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هدف العدوان هو الانتقام من الشعب اليمني ومعاقبته على خياراته السياسية انه لم يتورع حتى عن استهداف المواطن البسيط في قوته اليومي فمنذ اليوم الأول للعدوان فرض حصارا اقتصاديا بريا وبحريا وجويا خانقاً لمنع وصول الاحتياجات الأساسية ومنع وصول الغذاء والدواء والوقود وقطع الكهرباء واستهداف آبار ومحطات وخزانات الماء والقرصنة البحرية واحتجاز مئات السفن وتحويل مسارها إلَـى موانئ دول مجاورة، ولم يقف إجرامه عند عقوبات اقتصادية جماعية على الشعب اليمني بل امتدت يد الإجرام إلى المصانع والمحلات والمخازن التجارية ومقرات الشركات والمؤسسات والمنشآت الاقتصادية والأسواق والتجمعات التجارية ووسائل نقل البضائع والأنشطة الخدمية والاستثمارية وتحويل الموانئ البحرية والمطارات المدنية لأهداف عسكرية وتحريك مرتزقته في اليمن وفي فنادق الرياض للتلاعب بأسواق الصرف وتهريب العملة المحلية واستهداف البنك المركزي والسطو على البنوك في المحافظات الجنوبية وتهريب النفط والتلاعب بأسعاره.
وعلى المستوى السياسي لم يكتف العدوان بإعاقة العملية السياسية التي كانت جارية والحيلولة دون توقيع اتفاق ينهي حالة الفراغ السياسي الذي كان قائما ويستكمل الإجراءات التي قضت بها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة فبعد العدوان لم يترك فرصه لإعاقة المشاورات وافتعال العراقيل إلا ارتكبها ومحاولة حرف مسارات الحوار وفرض أجنداته على طاولة الحوار من خلال عملائه اليمنيين الذين ارتضوا أن يكونوا مطية العدوان لتدمير اليمن ومقوماته الاقتصادية والعسكرية وخدمة المشاريع التي لا علاقة لها بمصالح اليمن القومية والوطنية.
كما وجدت فيها الدول الكبرى فرصة للاستثمار والحصول على صفقات الأسلحة والعمولات المدفوعة مقابل مواقف سياسية واستنزاف الاحتياطي النقدي الهائل لدول الخليج المشاركة في العدوان.
لقد راهن النظام السعودي وسولت له أمريكا أنها مجرد عاصفة خاطفة تقتلع القوى السياسية والوطنية المناهضة للعدوان من جذورها وتجتث اللجان الشعبية وتدمر الجيش اليمني, وظن أن الشعب اليمني سيخرج للابتهاج بقدوم المحتلين واستقبالهم بالورود, إلا أنهم فوجئوا أن الشعب اليمني ليس لديه فائضا من الورود بل فائضا من الصمود يكفي لإغراق أقوى وأعتى جيوش العالم في مستنقع من الجحيم, وسرعان ما تحولت هذه العاصفة إلى مأزق سياسي وعسكري نقل المعركة إلى العمق السعودي ونحج المقاتل اليمني ببسالته وصلابة إرادته التي لا تقهر أن يفرض توازن رعب عادل فيها باسُ المقاتل اليمني حداثة الآلة العسكرية مع المقاتل السعودي وفي ما يشبه المعجزة شاهدنا وشاهد العالم كيف كانت المجنزرات والمدرعات السعودية تفر مذعورة أمام بندقية مقاتلي اللجان الشعبية والجيش اليمني .
وبإجماع العالم فشلت العاصفة عسكريا وامنيا إلا في خلق فوضى أمنية في كل المناطق التي دخلتها متوهمين أنهم بعدوانهم وصلفهم قادرين على تركيع الشعب اليمني وإذلاله ، غير مدركين أننا شعب يستند لموروث تاريخي حافل بالعظمة والإباء والشموخ والعزة والكرامة وما كل هذا الصبر والصمود والثبات في وجه أعتى وأبشع عدوان بربري في تاريخ البشرية وخروج هذا الشعب في حشود هائلة إلى الميادين والساحات متحدياً جبروت العدوان وداعماً لقيادته السياسية إلا تجسيداً حقيقياً ورائعاً لأصالة وعراقة وقيم هذا الشعب الحر، مؤكداً للعالم أجمع تلاحمه مع قيادته السياسية وقواته المسلحة ولجانه الشعبية ومعلناً بوضوح بأن قراره بيده ويستحيل التفريط بسيادة وطنه ووحدته واستقلاله وعزته وكرامته مهما بلغت شراسة وهمجية الحرب ومحاولة تجويعه وتركيعه.
إن الآثار المترتبة على العدوان آثاراً كارثية في كل المجالات وهذه الممارسات والجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي تحتم على الشعب اليمني وفي مقدمته القوى السياسية الفاعلة والحية مضاعفة جهودها وتحمل مسئولياتها في مواجهة التحدي وذلك من خلال بذل أقصى الطاقات وتحمل مسئولية تاريخية واستثنائية لمواجهة العدوان الذي يسعى لسحق الشعب وإذلاله وامتهانه, فعام ونصف من العدوان رغم كل ما بذلت فيه من جهود وتفاهمات قدم فيها منتهى التنازلات كان آخرها إعلان 10 من نيسان بوقف إطلاق النار ومفاوضات الكويت التي أثبتت أن العدوان لا يفكر في الحلول بل يتفنن ويتلذذ بالقتل والفتك بالشعب اليمني وأن هذا العدوان لا يلتزم باتفاقيات ولا يحفظ العهود ويتنصل عن التزاماته ويستغل حرص القوى الوطنية على السلام لإلحاق أقصى الضرر بالشعب اليمني فنحن أمام عدو أعماه المال والنفط وأجبرته العمالة على المضي في تنفيذ مخططات أسياده ونقض العهود.
لذلك أوجه ندائي لأبناء شعبنا اليمني العزيز بأنكم أمام عدو لا يؤمن جانبه حمل نفسيات أسياده في الغدر والخيانة ونقض العهود وهذا يتطلب رص الصفوف وتوحيد الطاقات فلن يوقف عدوانهم إلا التصدي بكل جد وصبر وتعزيز عوامل الصمود.
وهذا يتطلب من الجميع جهداً استثنائياً وفي مقدمة ذلك المؤسسة العسكرية والأمنية التي أثبتت أنها مؤسسة الوطن ورغم ما تعرضت له من استهداف قبل وأثناء العدوان إلا أن المسئولية الملقاة على عواتقهم مسئولية كبيرة بحكم انتمائهم الوطني وانتمائهم لهذا الشعب العظيم وأن تكون أولوية الأولويات هي مواجهة العدوان وتكبيده الخسائر الفادحة فما من سبيل غير ذلك لإيقافه وزجره ونأسف ونتألم على من انضموا إلى صف العدوان الذين استرخص العدوان دماءهم حتى أنه في بعض الجبهات يرفع برقيات لقياداته بأن جنود آل سعود لم يصبهم أذى وأن القتلى هم من اليمنيين وهذا شيء تتقطع له القلوب أن يسترخصهم النظام السعودي إلى هذا الحد وندعوهم لاستغلال فرصة العفو العام للعودة إلى وطنهم وأهاليهم والاعتذار لشعبهم والاستقامة على حب وطنهم والدفاع عنه.
الأخوة الأعزاء الكرام من أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات العزة والكرامة، الصانعين للبطولات الفريدة والاستراتيجيات الجديدة في التكتيك والمواجهة دفاعا عن أرضكم وعرضكم لا طمعا في احد أو تعد على احد، الملتزمين بقواعد الأخلاق السامية في الحروب التي حسب العالم اليوم أنها كانت من الأساطير، المبتكرين من ابسط الوسائل ما يجعلكم جديرين بإعجاب العالم في الصمود والتحدي ودحر العدوان وأدواته وأسلحته الفتاكة التي لم يجرب بعضها إلا في مواجهتكم ومحاولة كسر إرادتكم الصلبة التي رفعتم بها رقاب كل يمني ويمنية وصرتم رمزا للعزة والكرامة والسمو وعيدا يتجدد في كل عيد وفي كل يوم، وفرحة وطمأنينة حقيقية في نفس كل يمني وطني شريف عزيز، فلكم في هذه المناسبة منا جميعا في المجلس السياسي الأعلى ومؤسسات الدولة وقياداتها وكل صغير وكبير من أبناء هذا الوطن العظيم كل التحية والتهاني والتبريكات الصادقة بهذه المناسبة العظيمة التي تجسدون أبرز قيمها وهي التضحية من اجل القيم السامية والمبادئ الشريفة في مواجهة البغي والظلم بكل صوره والانتصار للحق والعدالة بكل معانيه.
أيها الأخوة والأخوات
كما أن العدوان يبذل أقصى طاقاته في تحقيق أي اختراق ميداني لولا الصمود الأسطوري فإنه يسعى وبكل جهد لزعزعة الوضع الاقتصادي واستهدافه بشكل رئيسي من خلال الحصار وتدميره لكل منشئات البلاد الاقتصادية من مصانع ومزارع ومتاجر ومؤسسات وكل ما له صلة بالجانب الاقتصادي بل يصرح السفير الأمريكي وبصريح العبارة في أحد لقاءاته بأن لا خيار أمام الشعب اليمني إلا الاستسلام والقبول بإملاءات العدوان أو تمكين القاعدة وداعش من رقابه أو انتظار الجوع والصوملة حسب قوله وهذا يدل على التوجه الواضح للعدوان في تركيع اليمنيين بالورقة الاقتصادية بعد أن عجز عن إذلالهم بالقتل والفتك بهم.
وهنا تقع مسئولية كبرى على الجميع في تحمل مسئولياتهم وبذل أقصى الطاقات للحفاظ على الوضع الاقتصادي وفي مقدمة ذلك رجال المال والأعمال الذين لا يقل دورهم عن دور المرابطين في الجبهات وأن عليهم أن يستشعروا أن الوضع استثنائي وعليهم التضحية والوقوف بكل قوة وثبات إلى جانب مؤسسات الدولة وبتضافر الجهود من الجميع نستطيع تجاوز هذه الضائقة والمعاناة ونصل إلى الانتصار الذي ينشده كل يمني حر وضحى من أجله أبناء هذا الشعب.
وفي هذه المناسبة نؤكد على أننا في المجلس السياسي الأعلى وطيلة شهر مضى على أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان لم نألو جهداً في ترتيب الوضع الداخلي وتعزيز دور مؤسسات الدولة للقيام بالدور الذي ينبغي عليها في مواجهة التحديات وفي مقدمتها التحديات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
ونوجه شكرنا لكل رجال الدولة في كافة المؤسسات الذين يعملون بكل جهد لمواجهة التحديات إلا أننا نشد على أيديهم بأنه ورغم الجهود التي تبذل إلا أن المرحلة خطيرة واستثنائية والتحدي كبير يتطلب مضاعفة الجهود وبذل جهوداً استثنائية وان يستشعر الجميع أن هناك في جبهات القتال من يبذل مهجته ومن يبذل جزءاً من جسده فتبتر يده أو قدمه أو يفقد عينه أو يصاب بجرح يعيقه عن الحركة بينما الكثير ينعمون على الأرائك متكئون فلنكن أوفياء مع أولئك وفاءاً وعرفاناً لتضحيتهم فلا نصغي للأصوات الشاذة التي تحاول أن تطعنهم من خلفهم بإثارة المشاكل والاختلالات التي لا تخدم إلا أعداء الوطن الذين لولا تلك التضحيات وذلك الصبر الأسطوري لكانت سكاكين القاعدة وداعش تنال من كل حر في هذا الشعب.
وأدعو الجميع إلى تنظيم برامج عملية خلال إجازة العيد تتمثل في تقديم المواساة والرعاية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين ورعاية الحالات التي تعاني جراء العدوان والحصار, وتنظيم برامج زيارات ميدانية إلى جبهات القتال لتقديم التحية والعرفان لرجال الرجال في ميادين البطولة الذين عزفوا عن الدنيا وملذاتها من أجل دينهم وكرامة واستقلال أبناء وطنهم.
الأخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات
إننا في هذه المناسبة نجدد تأكيدنا على أن خيار السلام الشامل والعادل هو الخيار الوحيد الذي ينبغي أن يتصدر كل حوار أو مفاوضات لإيقاف هذه الحرب العدوانية الظالمة ضد بلادنا كما نجدد تأكيدنا على التمسك بالحوار مع الفرقاء من القوى السياسية والحزبية في الداخل والخارج، لأننا ندرك تماماً بأن الحوار إلى جانب كونه أسلوباً حضارياً يعبر عن رقي الأمم الشعوب فهو وسيلة بناءة للتفاهم وحل أي إشكاليات أو خلافات مهما كانت حدتها.. نؤكد في هذا الشأن بأن الحوار الذي ندعو إليه لا ينبغي أن تسبقه أو تتضمنه إملاءات أو اشتراطات مسبقة لأن مثل هذه الأساليب قد تحول الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق والتراضي إلى وسيلة لفرض مواقف وقناعات بناءً على توجيهات مسبقة من أعداء الوطن وهو ما يتنافى مع مفهوم الحوار وغاياته الهادفة إلى التوافق على قضايا وقواسم مشتركة، لذا سيظل الحوار هو خيارنا الوحيد دوماً ولن ندخر جهداً في التمسك به، فكل القضايا قابلة للحوار والنقاش ما عدا التفريط بالوطن وسيادته واستقلاله ووحدته وحرية وعزة وكرامة أبنائه، فهذه قضايا غير قابلة للنقاش أو المساومة.
ومن هنا فإننا نكرر دعوتنا لكل المغرر بهم من القوى السياسية والحزبية والعسكرية إلى تحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب.. ومن هذه المناسبة فقد بادر المجلس السياسي الأعلى بالمضي في إصدار عفو عام وشامل عن كل المغرر بهم ممن هم خارج الوطن، نقول لهم صدورنا وقلوبنا مفتوحة لكل من تراجع عن غيه وثاب إلى رشده فالوطن يتسع للجميع ولنبدأ صفحة جديدة تقوم على مبدأ الشراكة وتقبل الآخر ونبذ كل أنواع الاستئثار بالسلطة أو الانقسام والتشرذم والاقتتال والتناحر والصراعات.
وفي هذه المناسبة نخاطب دول العالم الشقيقة والصديقة أن عاماً ونصف من العدوان الجائر والجرائم المهولة قد أسمع من به صمم في هذا العالم وقد آن الأوان أن تصحوا ضمائر هذا العالم ليقول كلمته في رفض العدوان ومحاسبة مرتكبيه واحترام الشعب اليمني وإرادته ودستوره فاليمن دولة تحترم دول العالم واليمن دولة إستراتيجية تمثل طموح لاستثمارات العالم وتحترم الحقوق والقانون الدولي فاليمن خيراً من تلك الدول التي ستنتهي بانتهاء نفطها.
كما أن الشعب اليمني شعب قوي وعظيم أثبت جدارته وجاهزيته لأن ينافس ويرتقي ليمثل رقماً صعباً في هذا العالم وعلى العالم أن يختار.
لأن شعبنا لن يغفر لمن فتك بالشعب اليمني أو تواطأ في قتل أبنائه فالعدوان والحصار والتواطؤ والخذلان قد ترك جراحاً عميقة يصعب تضميدها وسخطاً شعبياً لن ينتهي بانتهاء العدوان ولن يستقبل الشعب اليمني بحفاوة من قتل وتواطأ .. كما أنه شعب كريم لن ينسى من وقف وساند الشعب اليمني في هذا الظرف الصعب ، وبهذا نشيد ونشكر الدول الشقيقة والصديقة التي احترمت إرادة الشعب اليمني وخياراته.
ختاما كل التحية والتقدير وصادق التهاني لكل أبناء الشعب اليمني الصامدين وأبطاله في الجيش واللجان الشعبية والمؤسسة الأمنية وأجهزة الدولة المختلفة التي تحقق أعلى مفردات الانتصار والثبات في وجه أقوى التحديات والتهديدات وأصعبها.
كما نشيد بالدور القبلي لمشائخ وأعيان ووجهاء وأبناء القبائل اليمنية الذين كان لهم النصيب الأوفر في مواجهة العدوان وبذلوا الرجال والأموال وتحملوا أعباء كبيرة في مواجهة العدوان الذي كان يظن أن أمواله التي يوزعها ويبددها حتى بالطائرات ستغير وتشتري الولاءات إلا أنها سقطت تحت أقدام رجال قبائل اليمن الذين أثبتوا أن الوطن والكرامة والعزة أغلى من كل كنوز الدنيا, فأبناء القبائل اليمنية الأبية جددت السجل التاريخي الناصع لها في هذه الحقبة الزمنية وأكدت أن القيم والأعراف الحميدة والوفاء للأوطان والأخلاق وصد الغزاة والمعتدين ركائز لا تقبل المساومة والمزايدة ولا تغيب عن الوعي اليمني المؤمن والأصيل.
كما نشيد بالدور العلمائي لعلماء اليمن الذين تحملوا مسئوليتهم في توعية وتبصير شعبهم وقاموا بالدور المنوط بهم على أكمل وجه غير آبهين بضراوة العدوان وتهديداته فلهم منا ولكل أبناء الشعب من كل فئاته وأطيافه كل الإجلال والإعظام والاحترام والتقدير.
وهي كذلك لأصدقاء اليمن من قيادات وشعوب وحكومات العالم ، ودعاة السلام ولكل من يقف مع هذا الشعب العظيم والوطن الإنساني المسالم في تاريخه المؤمن بالعلاقات الودية والتكاملية والمصالح المشتركة بين شعوب الأرض واحترام سيادة الدول وحريتها وكرامتها.
متوجها إلى الله عز وجل بالدعاء للشهداء الأبرار الذين يحققون النصر بدمائهم الطاهرة الزكية أن يتغمدهم بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته وان يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل وأن يفك على الأسرى، وان يلهمنا جميعا الصبر والتكاتف مع المتضررين من إخواننا الذين طالهم أذى العدوان بتدمير مقدراتهم ومزارعهم ومصانعهم ووسائل معاشهم وان يبدلهم خيرا منها ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.