الخبر وما وراء الخبر

مسؤول صهيوني يزور السودان ومساع لاحتضان الخرطوم

210

نشر براك رافيد، أحد كبار المحللين في صحيفة “هآرتس″ الصهيونية، اليوم الأربعاء، خبرًا عن توجهات حكومة العدو لتشجيع أمريكا والغرب على الانفتاح على دولة السودان، وتقديم تسهيلات وشطب جزء من مديونيته.

ووفقاً للصحيفة، فإن ذلك يأتي لتشجيع السودان على المضي قدمًا في الابتعاد عمّا يسمى “محور الشر” والتقرب لمحور الاعتدال السنيّ، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في تل أبيب، والتي اعتمدت عليها الصحيفة.

وكان كشف المُدير العّام لوزارة خارجيّة العدو الإسرائيليّ، د. دوري غولد، وهو أحد أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء نتنياهو، قبل أقّل من أسبوعين ، كشف النقاب على حسابه في تويتر عن أنّه قام بزيارةٍ سريّةٍ إلى دول إفريقيّةٍ مُسلمةٍ، دون أنْ يُفصح عن اسمها، إلا أن صحف عبرية كشفت أن الدولة هي السودان.

ووفقاً لـ”رأي اليوم”، فقد ذكرت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها الحصريّ أنّ مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قالوا لـ “هآرتس″ إنّ الدولة العبريّة تقدّمت بطلب إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة ودول الاتحاد الأوروبي لتحسين علاقتهم مع دولة السودان، وتقديم خطوات حسن نوايا تجاه السودان، وذلك على خلفية قطع السودان لعلاقاتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، لافتةً إلى أنّ هذا ما سمعه توم شانون، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، من نظرائه الإسرائيليين أثناء زيارته لتل أبيب الأسبوع الماضي.

ولفتت المصادر عينها إلى أنّ شانون أجرى العديد من اللقاءات مع طواقم وزارة الخارجية، بما في ذلك مدير عام الوزارة د. دوري غولد، وأجرى أيضًا لقاءً مع نتنياهو، والجزء الأكبر من محادثات شانون مع نظرائه الإسرائيليين، تابعت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، ركزّ على الدول الإفريقية، التي شهدت زيادة كبيرة جدًا في النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي في السنة الماضية، حسب قول المصادر للصحيفة العبريّة.

وبحسب ما جاء في النبأ الذي أورده المُحلل السياسيّ الإسرائيليّ، فإنّ المسؤولين في تل أبيب أكّدوا على أنّ رسالتهم الأهّم لشانون كانت التأكيد على أهمية تقديم المساعدات لدولة السودان، التي ليس فقط قطعت علاقتها بإيران، بل وتمنع تهريب الصواريخ إلى قطاع غزة، وأنّه لا يمكن لأمريكا وللغرب تجاهل هذه التوجهات الإيجابية من جانب حكومة السودان برئاسة عمر البشير.

وقالت المصادر الإسرائيليّة أيضًا، بحسب الصحيفة، إنّه على الرغم من إدراك مسؤولي وزارة الخارجية في تل أبيب من أنّ أمريكا لا تستطيع أن ترفع المقاطعة المفروضة على عمر البشير، لأنّه مطلوب لمحكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكنها تستطيع أنْ تعمل على إخراج السودان من قائمة الدول التي تشجع الإرهاب، ويمكن تجاوز عقبة البشير عبر فتح حوار مع شخصيات حكومية أخرى، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة ذاتها.

وبالمقابل، تابعت المصادر، كما أكّدت “هآرتس″ طالبت إسرائيل أوروبا بأنْ تساعد السودان في مواجهة مديونيتها الكبيرة التي تصل إلى قرابة الخمسين مليار دولار، مثلما ساعدت دولًا أخرى عانت من أزمات مالية كبيرة، لأنّ انهيار وتفكك السودان الناتج عن أسباب الانهيار الاقتصاديّ سيؤدّي إلى تعريض هذه المنطقة الإفريقية الهامة إلى حالة من التفكك وعدم الاستقرار، الأمر الذي سيساعد ويعزز الإرهاب.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ السودان ليس فقط ساعدت على نقل السلاح والصواريخ إلى غزة، بل أنها ما بين 2008-2014 سمحت بإقامة مصنع كبير لصناعة الصواريخ طويلة المدى لصالح حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وردًا على ذلك قامت إسرائيل بشن العديد من الهجمات الجوية على مواقع وعلى قوافل بالقرب من العاصمة الخرطوم دون أن تعلن عن ذلك.

كما لفتت الصحيفة إلى أنّ السودان منذ العام 2014، وبسبب ضغوط سعودية، قامت بخفض علاقاتها مع إيران، وطردت المحلق الثقافي الإيراني، وأغلقت عددًا من المراكز الإيرانية، ولاحقًا انضمت للتحالف الذي أقامته السعودية للحرب في اليمن، وفي العام 2016 وفي حوار عام حول تطبيع العلاقة مع إسرائيل؛ فقد أيدّ عدد من مسؤولي الأحزاب إقامة علاقة مع إسرائيل، وعلق على ذلك وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور في خطاب علنيٍّ، حيث قال: يجب دراسة أمر إقامة علاقة مع إسرائيل، وفيما بعد أصدرت وزارة الخارجية السودانية نفيًا ضعيفًا، اعتبرت فيه أن أقوال الوزير حُرفت.