هل ستنجح سلطنة عمان أن تخرج السعودية من مقبرة اليمن؟
ذمار نيوز -النجم الثاقب 7 سبتمبر 2016م
بعد استمرار اختراق الهدنة في الحدود من قبل العدوان والجرائم الذي يرتكبها طيران العدوان السعودي شبه يومي بحق الشعب اليمني مما ادى الى فشل المفاوضات في الكويت، صعد الجيش واللجان الشعبية من العمليات العسكرية في العمق السعودي، وتمكن من احراز انجازات وانتصارات كبيرة في العمق السعودي والجبهات الداخلية.
تزايد وتيرة اطلاق الصواريخ الباليستية والعمليات التكتيكية في العمق السعودي الذي وثقها الاعلام الحربي اليمني، حث الجبهة السياسية للعدوان برئسائها الامريكان وبريطانيا الى التحركات دبلوماسية لخروج حليفهم السعودي من المستنقع اليمني .
وبعد فشل المفاوضات في الكويت وتخلي سلطنة عمان عن دبلوماسيتها الهادئة، وأصبحت تلعب كمضيف للملفين اليمني ووسيط يجمع خيوط الأزمة اليمنية، باتت مسقط تطرق باب احتراف الوساطة في منطقة الشرق الأوسط.
لا أحد يفضل الحرب أو يدعو إليها، إلا النظام السعودي لمصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة ، كما أن المنطقة برمتها بحاجة إلى توحيد جبهتها لمواجهة اعتداءات “داعش” التي تصعد باعمالها الارهابية في بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا وليبيا وحتى الدول الاوروبية.
ثقتنا لا يدانيها شك في أن الحكمة والإرادة العمانية المشهود لها عبر التاريخ تستطيع أن تجعل الرغبة الجماعية ممكنة لمصلحة المنطقة والشعب اليمني الشقيق. وثارت الكثير من التحليلات والسيناريوهات مؤخرًا عن أسباب عدم مشاركة السلطنة في العملية، رغم أنها من ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، وثاني دولة تشترك في حدودها مع اليمن، فهي ترى ضرورة تجنب المخاطر والصراعات، لذلك تنأى بنفسها عن التدخل.
وتتبنى عُمان رؤية مغايرة للسعودية بشأن الأزمة اليمنية، حيث لم تنقل سفارتها من العاصمة صنعاء إلى عدن كما فعلت باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وتحرص على التواصل مع الحكومة اليمنية المتمثلة بمجلس الاعلى السياسي وارادة الشعب اليمني.
كان لعمان موقفًا ممیزًا من الحرب علی الیمن ووقوفت موقف الرافض لقرار الحرب والممتنع عن المشارکة فیها رغم مشاركة كافة دول مجلس التعاون الخلیجي، هذا الموقف أدى إلى إشادة حوثية، فالتوجه العماني في القضية اليمنية ظهر جليًا منذ فترة مع بداية التحول النوعي في مسار الأزمة اليمنية بعد سيطرة الحوثيين عل صنعاء إذ قامت دول مجلس التعاون -باستثناء سلطنة عمان- بنقل مقر سفاراتها من صنعاء إلى عدن، وهو ما يعني قرار السلطنة الدائم بعدم الانحياز إلى طرف مهما كلف الأمر.
تحاول سلطنة عُمان منذ اندلاع الحرب في اليمن أن تلعب دورها المفضل كوسيط، فقد كثر الحديث الإعلامي عن وجود مبادرة جديدة ستكون عبارة عن وساطة، ستلعب سلطنة عمان فيها الدور الأكبر، وسترتكز هذه المبادرة على تحقيق هدنة على الأرض، ومن ثم الانتقال إلى المفاوضات بين الأطراف اليمنية لإنهاء الأزمة الحاصلة، وما يعزز ذلك تأكيدات الولايات المتحدة للمرة الأولى أن دبلوماسية أميركية أجرت محادثات مع ممثلين انصارالله في مسقط، لكن حتى الآن لا يبدو وأن ذلك سيتحقق قريبًا من وجهة نظر عُمان، فمنذ البداية صرح وزير الخارجية العُماني أن هناك عدم استعداد لدى بعض أطراف النزاع للحوار في الوقت الحالي.
وباالفعل تمكنت عُمان من التوصل لاتفاق مع ما يسمى بـ “اللجنة الأمنية العليا في اليمن” التي تسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية لتسليم جثمان الطيار المغربي المفقود إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.