من “النجم الثاقب” إلى “بركان1” معادلة جديدة تفرضها الصناعات اليمنية “تقرير”
في الميدان يسطّر المقاتل اليمني بكلاشينكوفه البسيطِ الأساطيرَ في البطولة ومواجهة العدو الذي ما إن يراه حتى يفر بمدرعاته ومعداته الحديثة، وبينما يتمترسُ هذا المقاتل على تخوم مدينة نجران ويشق بفرس مظلوميته عبابَ الصحراء في جيزان وعسير مقتحماً المواقع العسكرية ومثبتاً للعَلَم اليمني في رؤوس الجبال، تتعهد الوحدة الصاروخية مؤمنة بالله وقوته بتحقيق الاقتدار الوطني في ردع العدو وشد بأس الرجال مزيحة الستار بين الحين والآخر عن منظومة صاروخية جديدة إما محلية الصنع وإما مطوّرة محلياً.
السعودية تقول إنها ثبتت بطاريات الباتريوت لحماية المدن المتاخمة لحدودها مع بلادنا، حسناً، فلمَ الانزعاج إذاً من الصواريخ الباليستية والاستجداء بالأَمريكيين الذين يسوقون لها أوهاماً بينة لانتزاع الصواريخ البالستية اليمنية؟!.
ويوم الجمعة الماضي فاجأ قسمُ التصنيع العسكري تحالف العُـدْوَان بإزاحته عن منظومة صواريخ جديدة من نوع بركان واحد المطوّر.
محلياً يبلغ مدى الصاروخ إلى 800 كم، وهو ما يجعل المدن السعودية الأَكْثَر أَهَميّة واستراتيجية تتحسّس دورها، بعد أن طالت اليد الصاروخية للجيش اليمني مواقع جديدة لم تكن في حسبان العُـدْوَان.
ما هو صاروخُ بركان واحد؟
صباح الجمعة الماضي استهدفت القُـوَّة الصاروخية اليمنية مدينةَ الطائف السعودية بصاروخ باليستي لم تكشف عنه في نفس الوقت تاركةً الجدل لعدة ساعات بين سكان الطائف الذين ظنوا أن الصاروخَ القادم إليهم نيزكٌ سقط من السماء؛ جهلاً منهم بماهية النيازك وبأنها ترتطم بالأرض ولا تفجر.
وغير متوقع منهم وصول صاروخ يمني إلى هذا المدى المقارب لثمانمائة كيلومتر لا سيما مع تضليل إعلام العدو لسكان نجد والحجاز بما يجري من معارك على حدود المدن السعودية.
وبعد ساعات جاءت المفاجأة من وحدة الصواريخ اليمنية متجاوزةً تبني إطْلَاق الصاروخ الذي ضرب الطائف إلى الكشف عن تطوير صاروخ واحد بزيادة مداه من 500كم إلى 800كم وتقليل نسبة خطأه إلى 100م وإطْلَاق عليه اسم جديد عليه هو بركان 1.
بركان 1
يعد صاروخ بركان ١ باليستياً من نوع سكود تم تحديثه وتعديله لزيادة مداه ليصل إلى مدى أبعد من ٨٠٠ كلم، بعد أن كان مقتصراً على 500كم.
يبلغ طوله ١٢٫٥ م وقطره ٨٨ سم.
يقدر وزن رأسه الحربي بنصف طن، بما يعني قدرة تدميرية شديدة الانفجار، وقد خصص تصميمُ رأسه الحربي لقصف القواعد العسكرية الضخمة، وجرى تحديثه في مركز الأبحاث والتطوير الصاروخي التابع لوحدة القُـوَّة الصاروخية للجمهورية اليمنية.
وزن إجمالي الصاروخ يصل إلى ٨ أطنان.
ووفقاً لبيان صادر عن القُـوَّة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية فَإن إطْلَاق صاروخ بركان 1 يأتي رداً على اسْتمرَار العُـدْوَان الأَمريكي السعودي وجرائمه البشعة وحصاره الآثم في ظل صمت دولي وتواطؤ أممي على حساب كرامة الشعب اليمني وسيادة بلده.
وقال بيان القُـوَّة الصاروخية: “ردًا على اسْتمرَار العُـدْوَان وجرائمه البشعة وحصاره الآثم في ظل صمت دولي وتواطؤ أممي على حساب كرامة شعبنا وسيادة بلدنا ووفاءً بما تعهدنا به في رسالتنا إلى الشعب والقائد بمضاعفة جهودنا الصاروخية، نعلن: “إطْلَاق صاروخ “بركان 1″ الباليستي على العمق السعودي ليزاحَ بذلك الستار عن منظومة صواريخ باليسيتية جديدة ومتطورة”.
وكان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد شرف لقمان قد أَكّد أن العمليات العسكرية لن تتوقف عند نجران وجيزان وعسير حتى تحقق أَهْدَافها الاستراتيجية.
وجاء الكشف عن صاروخ بركان 1 الباليستي بعد أقل من شهرين من الكشف عن منظومة صَوَاريخ (زلزال3) البالستية وهي صواريخ يمنية الصنع 100%
كما يأتي استهداف الطائف بهذا الصاروخ بعد أَيّام قليلة من استهداف مطار أبها الإقليمي بصاروخ بالستي تم تطويره على يد وحدة التصنيع العسكري اليمني.
منظومات الصواريخ التي تم صنعها أَوْ تطويرها محليا منذ بدء العُـدْوَان
النجم الثاقب.. باكورة التصنيع العسكري اليمني
مثّلت منظومة الصواريخ (النجم الثاقب 1و2) باكورة إعْلَان قسم التصنيع العسكري عن الصناعات المحلية للصواريخ وتم الإعْلَان عنهما دفعة واحدة وكذلك دخلا في خط المواجهة.
وقد تم الإعْلَان عن منظومة النجم الثاقب كأول منظومة محلية الصنع.
يتميز النجم الثاقب1 بمداه الذي يصل إلى 45 كيلومتراً وطوله الذي يصل إلى 3 أمتار برأس متفجر يزن 50 كيلوغراماً.
أما النجم الثاقب2 وهو نسخة أَكْثَر تطوراً من الأول بقدراته ومواصفاته التي تم مضاعفتها ليصل طوله إلى 5 أمتار ومدى يصل إلى 75 كيلومتراً بزيادة 30 كيلومتراً عن سابقه، فيما يزن رأسه المتفجر 75 كيلوغراماً.
====
الصرخة
في أغسطس العام الماضي أعلن قسمُ التصنيع العسكري التابع للجيش واللجان الشعبية عن دخول منظومة صواريخ الصرخة في خط المواجهة، وباشرت القُـوَّة الصاروخية دك مواقع العدو باستخدامه وأثبت أَيْضاً دقة عالية ونجاعة مواصفاته المتطورة.
يتميز صاروخ الصرخة بمداه الذي يصل إلى 17 كيلومتراً ويزن رأسه الحربي 15 كيلوغراماً وطوله متران وأَرْبعة سنتيمترات، فيما يبلغ طول محركه 70 سنتيمتراً.
ويحمل الصاروخ الواحد من هذا النوع صاعقين في مقدمته وصاعقاً خلفياً مخفياً، كما يتميز بأنه قابل للتفجير بضبط توقيت ذلك بحسب الحاجة.
هذا النوع من الصواريخ استطاع المنافسة فمنذ الإعْلَان عن تصنيعه وإدْخَاله خط المواجهة مع العدو في جيزان ونجران وعسير، وحاز على الثقة ويتم استخدامه بشكل مستمر في كافة الجبهات إلى جانب صواريخ غراد بشقيه العادي والمطور.
=====
الزلزال 1
أعلن الجيش واللجان الشعبية عن إدْخَال منظومة صواريخ الزلزال1 في خط المواجهة في 31 مايو العام الماضي والذي يصل مداه إلى 3 كيلومتراً ويتميز بوزنه الكبير الذي يمكنه من إحداث دمارٍ أَكْبَر من الذي تحدثه الصواريخ ذات المدى الطويل.
ويختلف هذا النوع من الصواريخ عن الصناعات الصاروخية التقليدية، حيث تتميز المنظومة بتكنولوجيا الأنظمة الالكترونية المتعددة في التوجيه وتحديد الأَهْدَاف والتحرك في مسارات واتجاهات متعددة في آن واحد وقدراتها السريعة في الوصول إلى الأَهْدَاف وتدميرها بقوة هائلة.
وتمتلك هذه المنظومة الصاروخية قوةً تدميرية هائلة على مستوى الأَهْدَاف قريبة المدى، ولديها حساسية عالية وتمتاز بسرعة الانفجار بمجرد ملامستها الهدف، وتطلق المنظومة من منصة إفرادية ثلاثية الفوهات، وتتحكم فيه قاعدة إطْلَاق تعمل إلكترونياً، كما تتميز هذه المنظومة بقدرتها على إصابة الأَهْدَاف بدقة عالية على مدى طويل نسبياً، حيث تحمل رأساً متفجراً زنته أَكْبَر من منظومات الصواريخ السابقة التي تم تصنيعها محلياً.
وتستمر الصورة المتباينة في المواجهة بطرفيها المتمثلة بالجيش واللجان الشعبية من جانب والعدو السعودي ومن يقف وراءه من جانب آخر، حيث جاء الإعْلَان عن صواريخ الزلزال1 بعد عشرة أَيّام من صفقة أسلحة أَمريكية –سعودية.
ففي العشرين من مايو العام الماضي أعلن البنتاغون أن البيت الأبيض وافق على بيع 10 مروحيات متعددة المهام من طراز (إم اتش-60 أر) للسعودية، حيث قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان لها بذلك الحين أن البيت الأبيض أبلغ الكونغرس بموافقته على إبرام هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 1.9 مليار دولار.
===
الزلزال2: قوةٌ تدميريةٌ كبيرة ودقة في الإصابة
في نوفمبر العام الماضي أعلن قسمُ التصنيع العسكري التابع للجيش واللجان الشعبية دخول الزلزال 2 خط المواجهة وتم إطْلَاقه على موقع عسكري سعودي، الاثنين الماضي، حيث يؤكد مصدر عسكري لصدى المسيرة أنه جرى اختبارُ الصاروخ الذي أثبت قدرته على منافسة الصواريخ الأخرى بنفس المدى ويستطيع إحداث دمارٍ كبيرٍ في الأَهْدَاف التي يتم توجيهه إليها.
بحسب المعلومات المتوفرة عن الجيل الثاني من منظومة صواريخ الزلزال يصل وزن الصاروخ الواحد إلى (350 كيلوغراماً) ويصل طول الرأس الحربي له إلى (90 سنتيمتراً)، أما وزن الرأس فهو (140 كيلوغراماً)، وقد تم تجربته في المعركة لأول مرة في الثالث والعشرين من نوفمبر العام الماضي، وكان موقع القرن العسكري السعودي بجيزان هو الهدف الأول لهذا النوع من الصواريخ.
وبحسب المصدر العسكري استطاعت صواريخ زلزال2 أن تدمر آلياتِ ومدرعات تابعة للعدو في موقع القرن السعودي بجيزان، مشيراً إلى قدرته على تدمير البنية التحتية للأَهْدَاف العسكرية، مما يصعب مهمة العدو في إعَادَة تأهيله في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات.
=====
الزلزال3 (بالستي)
ويعتبر هذا الصاروخ من منظومة صواريخ الزلزال التي خضعت لعملية تطوير خلال الأشْهر القليلة الماضية، ما مكّنه من حمل كميات كبيرة من المتفجرات والرؤوس الحربية التقليدية التي تتميز بقوة التدمير العالية.
هذه المواصفات والمميزات تعطي هذا الصاروخ أَهَميّةً كبيرة من حيث قوته التدميرية الكبيرة، واستخدامه في استهداف تجمعات وغرف عمليات العدو وقد تم إزاحة الستار عنه مطلع يوليو الماضي.
ويبلغ قطر هذا الصاروخ: 650 مم، أما طوله فيساوي 6 أمتار.
فيما يزن رأسه الحربي: نصف طن.
ويساوي عدد الشظايا فيه 10000 شظية أما مداه فـ65 كم.
بدقة إصابة تساوي300 متر.
===
القاهر 1
ويعتبر قاهر واحد صاروخاً باليستياً من طراز “سام 2” تم تطويره وتعديله محلياً ليصبح صاروخ “أرض – أرض” يعمل على مرحلتين، بالوقود الصلب والسائل، ويبلغ طوله 11 متراً ويزن طنين ويبلغ مداه الحالي بعد التطوير والتعديل 250 كيلومتراً، وقد أزيح الستار عن هذا الصاروخ في ديسمبر العام الماضي، وكان أول هدف له هو قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط.
صدى المسيرة- زكريا الشرعبي