شكرا لكم أيها الأشقاء .. بقلم / حمدي دوبلة
ذمار نيوز : مقالات
يطلون علينا باستمرار في الفضائيات وعليهم ملابس مما يلبس البشر ومنهم من يظهر معتمرا العقال وعلى جسده الثوب التقليدي القديم لإنسان شبه الجزيرة العربية وغالبا ما يتم تقديمهم للمشاهد على أنهم أكاديميون وإعلاميون وحقوقيون وناشطون ومسؤولون في مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية وما أن يتكلمون حتى تدخل أنت كمتتبع لهم في حالة من الذهول وتجد نفسك غارقا وسط بحر من الأسئلة حول كنه واصل هذه الكائنات والى أي جنس من المخلوقات ينتمون وعن ما إذا كانوا يرتبطون فعلا بأي علاقة بالجنس البشري والإنساني؟
آخر غرائب هذه الكائنات الناطقة ما قاله ذلك الشئ الذي ظهر بعقال وثوب ناصع البياض وقد أسمته قناة الجزيرة القطرية اكاديميا سعوديا عن ضرورة قيام طائرات التحالف الخليجي بدك صنعاء وهدمها حجرا حجرا وقتل جميع سكانها الثلاثة الملايين نسمة دون تفريق أو استثناء مادام وقد أصبحت هذه العاصمة “مأوى للحوثيين وقوات صالح” وهذه بالطبع نصيحة من محب لقيادة التحالف اذا ما أراد هذا الأخير أن يتم جميله في خدمة الشعب اليمني وإعادة الشرعية الهاربة إليه وتتويج تضحياته الجسيمة بالانتصار الحاسم.
ألقاها من فمه المنتن بثقة وبكل بجاحة ثم اختفى، ومن قبل هذا المسخ ذي الألبسة الآدمية طالبت مسوخٌ خليجية عدة ولا تزال بمسح صعدة ومدن يمنية أخرى من على خارطة الكرة الأرضية في سبيل تحقيق الانتصار لليمن وشعبه على قوى التمرد والانقلاب.
شكراً جزيلاً أيها الأشقاء احتفظوا بأموالكم وأرواحكم ووفروا تضحياتكم لأنفسكم ولبلدانكم فلعلها تفيدكم إذا ما فكرتم يوما باستعادة وتحرير أراضيكم المغتصبة من الآخرين.
شكرا فلا نريد منكم شيئا ولم نطلب منكم أن تفكروا نيابة عنا وتقرروا مصائرنا ومستقبل أبنائنا.
كفاكم أيها الأشقاء ما أزهقتم من أرواحنا وما سفكتم من دمائنا دون وجه حق وما خربته أيديكم من وسائل ومقومات وجودنا فلا تهدوا مابقي من مدننا وقرانا فإننا لم نسئ إليكم يوما ولم نحسدكم على ثرواتكم ولم نتربص سوءا بحياتكم المترفة ولم نطلب منكم سندا او غوثا في البأساء والضراء حتى تستبيحوا دماءنا واموالنا وتعطوا لأنفسكم حق تدمير مدننا على رؤوس ساكنيها.
شكرا لكم أيها الأشقاء على دعمكم اللامتناهي الذي وصلت أثاره الكارثية إلى كل بيت يمني وأحال حياة الجميع في هذا البلد الفقير البائس إلى حزن عارم وشقاء مقيم ورعب لاينتهي بفعل طائراتكم والصواريخ التي ترسلها على رؤوسنا ورؤوس أطفالنا آناء الليل وأطراف النهار وفي كل وقت وحين تقتل الأبرياء وتخرب الحياة متى تشاء وكيفما تشاء وبأي طريقة تريد دون رقيب أو حسيب في هذا العالم الفاغر فمه لعطاياكم ورشاواكم المتواصلة مقابل تواطئه أو سكوته إزاء جرائمكم في حقنا وقد تناسيتم وأعمتكم أطماعكم وغروركم بان هناك رباً جباراً منتقماً لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يظلم مثقال ذرة وأنه عز وجل يملي للظالم ويمهله حتى إذا أخذه لم يفلته كما ورد في الحديث الشريف.
شكرا جزيلا لكم ياحكام الخليج وانتم توغرون صدور شعوبكم الغارقة في النعيم والملذات وتملأونها حقدا وكراهية على أشقائهم الفقراء في اليمن وتسلطون علماء السلاطين الخاضعين أمام عطاياكم وأموالكم وقصوركم لإصدار الفتاوى بتكفيرنا ووجوب غزونا واحتلال أراضينا وقتلنا والتقرب بدمائنا إلى الله عز وجل.
شكرا لكم أيها الاخوة الأعداء فلن ننسى صنيعكم وجميلكم أبدا ولسوف ينتقل هذا المعروف من رقابنا إلى رقاب أولادنا ومنهم إلى الأحفاد وأبنائهم جيلا بعد جيل.
* نقلا عن صحيفة الثورة