الخبر وما وراء الخبر

لماذا لا يقاتل الجندي السعودي!!

205

بقلم / محمد الأسدي

بالنظر إلى مجريات المعارك التي يخوضها المقاتل اليمني على الحدود مع المملكة السعودية والانتصارات التي يحققها في كل الجبهات الحدودية من خلال السيطرة الكاملة على العديد من المواقع السعودية. يلاحظ المتابع العادي لمجريات المعارك الحالة الانهزامية التي يعيشها الجندي السعودي وتقهقره السريع أمام المقاتل اليمني.

الحالة الانهزامية للجندي السعودي المدافع تتجلى بوضوح أمام المقاتل اليمني المهاجم رغم الفارق الكبير في حجم التسليح بين الطرفين. ناهيك عن وضعية الهجوم والدفاع.

الجندي السعودي المزود بأحدث الاسلحة الشخصية والمسنود بأفتك سلاح طيران ومدفعية، والمتموضع في مواقع محصنة طبيعيا وعسكريا. يتقهقر أمام مقاتل لا يمتلك من السلاح غير سلاحه الشخصي وبعض القذائف الصاروخية ان توفرت ويحمل سلاحه على ظهره قاطعا عشرات الكيلومترات وأحيانا المئات مشيا على قدميه عله يحظى بمواجهة جندي سعودي وجها لوجه. لكن الاخير ما يلبث ان ينكسر في وقت قياسي قبل حتى ان يعطي الوقت الكافي للمقاتل اليمني أن يستخدم إمكاناته العسكرية المتواضعة.

مسلسل وسيناريو تقهقر الجندي السعودي أمام المقاتل اليمني يتكرر في كل مواجهة يخوضها حتى أصبح المقاتل اليمني لا يجد له غريم سوى سلاح الجو الذي يتولى مسؤولية الدفاع عن الحدود، والحد من توغل المقاتل اليمني في العمق السعودي.

وأصبح المقاتل اليمني يتمنى أن يقابل من يقاتله ما اضطره إلى دق أبواب المدن السعودية عله يجبر الجندي السعودي على الظهور والبروز إلى ساحة المعركة.

الجندي السعودي رغم كل الامكانات المتاحة له من سلاح وعتاد وتفوق عسكري وتكنولوجي ناهيك عن وضعه الدفاعي يفضل الفرار وعدم المواجهة ليس جبنا ولا خوفا “حسب اعتقادي” بقدر ما هو عدم اقتناع بالحرب المفروضة عليه والذي زج به النظام فيها بدون أي داعي أو سبب يذكر سوى إشباع لنزوات أمراء الحرب وخدمة لأجندة خارجية جعلته في مواجهة حتمية مع شقيقه اليمني الذي لم يكن ليعتدي لولا إجرام النظام السعودي بحق الشعب اليمني وأبنائه وإمعانه في قتل وتدمير كل مقدرات الوطن. ما دفع بالمقاتل اليمني إلى الاندفاع الى العمق السعودي للأخذ بالثأر من المعتدي.

الجندي السعودي ليس جبانا كما يتصور البعض لكنه ليس لديه قضية يقاتل ويدافع عنها. عكس المقاتل اليمني الذي يقاتل ويغامر من أجل قضية عادلة تدفعه الى خوض غمار الموت غير آبه لشيء سوى الانتصار لقضيته ورفع مظلوميته.