الخبر وما وراء الخبر

رئيس المجلس السياسي الأعلى يؤكد في مقابلة مع وكالة رويترز أن اليمن سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرة سلام توقف العدوان والحصار وتصون كرامة اليمنيين

265

أكد الأخ صالح الصمّاد رئيس المجلس السياسي الأعلى استمرار مد يد السلام والبحث عنه تلبية لطموحات الشعب اليمني، مشيراً إلى أن المبادرات لإحلال السلام في الداخل لا تتوقف إلا أن الاطراف المقاتلة مع العدوان لا تملك قرارها ، مشيراً إلى أن المجلس السياسي لم يتسلم أي مسودة للقاء جده الرباعي.

وفي مقابلة اليوم مع وكالة رويترز جدد رئيس المجلس السياسي الأعلى التأكيد على أن اليمن سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرة سلام تحقق التوقف الشامل للعدوان، و الحصار، وتصون كرامة اليمنيين من الاهانات في مطار بيشة وغيره.. موضحاً أن الاستعدادات لتشكيل حكومة يمنية من الأمور الطبيعية في ظل استمرار العدوان والحصار وكعملية ترتيب مهمة للبيت اليمني من الداخل في مواجهة العدوان ، مشيراً إلى عدم وفاء السعودية بكل الاتفاقات التي تمت معها، رغم كل التنازلات التي قدمت في سبيل ذلك.

ولفت الصمّاد إلى أن المشكلة الاقتصادية التراكمية هي جراء السياسات المتعاقبة للسعودية تجاه اليمن من عقود ماضية محملاً المجتمع الدولي مسئولية تفاقم الوضع والمعاناة، خصوصاً أن التحالف ضد اليمن لا يملك أي مشروع غير تمكين القاعدة و داعش ، وأن ما يحدث في عدن خير مثال، وأن من حق اليمنيين ان يذهبوا ليدافعوا عن أنفسهم ليس طمعا في الأراضي السعودية وإنما فقط لكي يشعر السعوديون بما يشعر به الشعب اليمني..

واسف الصمّاد على العالم المتشدق بالديمقراطية وبحقوق الانسان واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وما وصل إليه العالم من حرج جراء السكوت على ما يرتكب في اليمن من مجازر ودمار.

ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى ما يحمله الشعب اليمني من وعي وصحوة كبيرة جداً في الأوساط الشعبية، خاصة في المحافظات الجنوبية إزاء ما يحدث من عدوان ومؤامرة على النسيج الاجتماعي .

فيما يلي نص المقابلة التي أجراها مراسل رويترز بصنعاء محمد الغباري:

رويـترز : رحبتم بحذر بالمقترحات الصادرة عن الاجتماع الرباعي في جدة بشأن السلام مع أنها تستجيب لكثير من المطالب التي طرحتموها في محادثات الكويت، هل لديكم اعتراضات محددة على تلك المقترحات ؟

الرئـيس : بالنسبة لما يتم تداوله الآن عن مبادرة الرباعية التي أعلن عنها قبل عدة أيام في السعودية نحن حتى الآن لم نتسلم مسودة رسمية، وكل ما يتم تداوله هو عبارة عن تصريحات صحفية لا ترقى إلى المستوى الذي يمكننا من القول إننا اطلعنا على المسودة بشكل كامل، وربما أن الاخوة في الوفد الوطني يتسلمون هذه المسودة اليوم ، ويمكن الاطلاع عليها وابداء الملاحظات ان وجدت ، لذلك نحن، كما قلنا سابقا، لم نقفل باب السلام ولا باب المفاوضات ولازلنا على نفس الموقف الذي تحدثنا عنه في اجتماع المجلس السياسي الاعلى أمس اننا سنتعاطى بإيجابية مع أي مبادرة من شانها أن تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار ووقف امتهان واذلال اليمنيين في مطار بيشة وغيرها وتخدم السلام ، لذلك هذا هو الموقف الذي يمكن أن نقول به مبدئياً حتى الاطلاع على المسودة وابداء الموقف النهائي .

رويـترز : لكنكم تحدثتم عن الماضي في تشكيل حكومة جديدة ، ألا تعتقدون أن هذه الخطوة تعيق مساعي السلام ؟

الرئـيس : مادام والعدوان مستمر والقصف مستمر والقتل مستمر فأي خطوات تأتي في إطار ترتيب البيت من الداخل اليمني وتوحيد الطاقات والجهود لمواجهة هذا العدوان الغاشم ، فاعتقد أنها لن تؤثر ابداً على مسار المفاوضات ؛ لأنه مازال والعدوان مستمر فمن حق اليمنيين أن يقدموا على أي خطوة من شأنها أن تعزز جهودهم وتوحد صفوفهم لدفع هذا العدوان .

رويـترز : لكن السعوديون يقولون انكم صعدتم على الحدود خلافا للتفاهمات معكم ، وبغرض تحقيق مكاسب سياسية على حساب خصومكم في الداخل…كيف تردون على ذلك ؟

الرئـيس : نحن دخلنا والسعوديون في تفاهم واثبتنا أننا أصحاب القرار وأصحاب قيم ومبادئ واستطعنا تثبيت وقف اطلاق النار على الشريط الحدودي كاملا ًمن البقع وحتى حرض وميدي ، انسحبنا من الربوعة وهي خطوة كانت كبيرة وجبارة وتلقينا وعود أنه سيتم ايقاف الغارات على المناطق الشمالية وأنه سيتم بعده الانسحاب من ” قلل الشيباني ” ومن ميدي وعدم السماح للمرتزقة باستخدام الاراضي السعودية بالزحف على الأراضي اليمنية ، لكن تفاجأنا أنه لم يحصل شيء من هذا بالرغم من كل التفاهمات التي قدمناها لكي يثبت النظام السعودي حسن نواياه ، لكن الغارات استمرت والحشود كذلك ودعم المرتزقة استمر والقصف المدفعي على المناطق الحدودية استمر أيضاً ، ولو كان لدى السعودية نية جادة لإيقاف العدوان أو المضي قدماً في هذه التفاهمات لالتزموا بما تفاهمنا عليه ، لهذا نحن قدمنا ما لدينا ولكنهم لم يفوا بما التزموا به ، ومن الطبيعي عندما تستمر الغارات لمائة غارة في اليوم الواحد مثلاً ،وبالأمس كانت هناك ثمانون غارة على منطقة ” قلل الشيباني ” ونحن لا نتملك طائرة ولا الأسلحة الفتاكة التي لديهم ولهذا من حق اليمنيين أن يذهبوا ليدافعوا عن ّأنفسهم ليس طمعاً في الأراضي السعودية وإنما فقط لكي يشعر السعوديون بما يشعر به اليمنيون من مرارة وآلام القصف والعدوان ..

رويـترز : إذن هل تعتقدون أن السلام سيكون قريباً أم أنه ما يزال بعيدا ؟

الرئـيس : نحن نرى أن العدوان قد طال وأن هناك حرج اخلاقي وإنساني على النظام السعودي الذي يرتكب في حق الشعب اليمني مجازر كبيرة ؛ كذلك فان العالم المتشدق بالديمقراطية وبحقوق الانسان واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وصل إلى مرحلة حرجة جراء السكوت على هذه الجرائم ؛ فاعتقد أن هناك نوايا دولية لإيجاد السلام ، ونحن كما أسلفتُ سنبذل كل ما في وسعنا لالتقاط أي فرصة لوقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني .

رويـترز : كيف ستواجهون الوضع الاقتصادي الصعب القائم الآن في حال استمرت الحرب أو تم نقل البنك المركزي إلى عدن ؟

الرئـيس : الوضع الاقتصادي الصعب ليس وليد يومه هو نتاج تراكمات سياسة النظام السعودي التي استهدف فيها الشعب اليمني لكي لا يصل إلى وضع مستقر ، وكما تعلمون أن اليمن يمتلك ثروات هائلة وموارد اقتصادية كبيرة جداً إلا أن سياسية التجويع والافقار التي انتهجها النظام السعودي مع الانظمة السابقة من خلال إثارة المشاكل بين القبائل والنزاعات ، وكان آخرها حكومة المبادرة الخليجية التي كانت صناعة سعودية امريكية وكان من المفترض أن يبذلوا كل جهد لدعم هذه الحكومة اقتصاديا لتقديمها كنموذج إلا أنهم وضعوا العراقيل في طريقها ، وجاء العدوان ليتوج هذه السياسية من خلال ايقاف ايرادات الغاز والنفط ومن خلال حصار المنافذ البرية والبحرية والجوية , وعدم وجود أي موارد للدولة ، ولعلكم تعلمون انه في عام 2014 عندما تم اقرار زيادة اسعار المشتقات النفطية قال هادي إنه لا يستطيع دفع الرواتب , فاذا كان عدوان استمر اكثر من سنة وثمانية أشهر يستهدف البنية التحتية والمصانع ومنع تصدير النفط والغاز ، وليس هناك موارد جمركية من المنافذ بسبب الحصار؛ فمن الطبيعي ان يحصل هذا الاختناق الاقتصادي؛ لذلك نحن نحمّل النظام السعودي والمجتمع الدولي المتواطئ معه الذي لم يستطع اثناء المفاوضات أن يضغط باتجاه السماح بتصدير النفط المتراكم في مخازن التصدير في ميناء راس عيسى بالحديدة ، فلو لم يكن لديهم توجه لإحداث انهيار اقتصادي لسمحوا بتصدير هذه الكميات من النفط اثناء المفاوضات ، لو أرادت الأمم المتحدة والدول الـ 18 أن تسمح بتصدير النفط حتى لاستخدام عائداته في شراء الادوية أو المشتقات النفطية للمستشفيات وتلبية أدنى الاحتياجات لهذا الشعب لفعلوا ذلك ، ولهذا نحن نحملهم المسؤولية أولا، وهناك سياسة تقشفية نتبعها والبنك المركزي بذل جهودا جبارة في ايجاد حلول للحفاظ على الحد الأدنى للاستقرار الاقتصادي , واعتقد أن من الحماقة أن ينصت المجتمع الدولي لهادي فيما يدعيه من نقل البنك المركزي واحداث انهيار اقتصادي؛ لأن هذه مؤسسة سيادية مدعومة دولياً ليست محل أخذ ورد من قبل هادي ومن معه .

رويـترز : اذا ما افترضنا أن السلام لن يتحقق قريباً ألا تخشون أن يتمزق اليمن في ظل وجود حكومة في صنعاء وأخرى في عدن وهناك قتال في أكثر من منطقة ؟

الرئـيس : كل ما يحصل في اليمن يقف وراءه العدوان ، هذا العدوان هو الذي مكن القاعدة و داعش في الجنوب ، وما أتوا في منطقة إلا وأتت معهم داعش والقاعدة ، هم ليس لديهم مشروع ؛ مشروعهم هو تمزيق اليمن ؛ لو كان لديهم مشروع لاستطاعوا أن يجعلوا من عدن نموذجا يجعلوها تشابه دبي أو الرياض حتى يستطيعوا أن يجذبوا الشعب إلى مشروعهم، لكن لانهم جاءوا ليقولوا لنا نحن جئنا لنمكن القاعدة و داعش من رقابكم وجئنا لنمزقكم , لذا لم يستطيعوا أن يؤمنوا قصر “معاشيق ” في عدن فكيف سيأمنون هذا الشعب أو يؤمنوا المناطق التي احتلوها .

الرئـيس : الشعب اليمني يحمل وعي كبير وهناك صحوة كبيرة جداً في الاوساط الشعبية خاصة في المحافظات الجنوبية ، والذين انخدعوا بشعارات التحالف وقاتل بعضهم في صفوفه الآن رأوا أنه حتى اولئك الذين كانوا يقاتلون القاعدة أصبحوا يقاتلون معها جنباً إلى جنب في خندق واحد تحت راية التحالف ؛ فنحن لا نخشى أن يتمزق اليمن ما دام وهذا الشعب يعي حجم المؤامرة ، صحيح قد يحصل أن تكون هناك مرحلة صعبة جداً حتى يتم إخراج الغزاة والمحتلين ، واليمنيين أرفع من أن يسقطوا في مثل هذه المؤامرة .

رويـترز : فيما يخص القتال في تعز تحديداً ألا تعتقدون بأهمية اجراء مصالحة داخلية مادام وأنتم تتحدثون عن عدو خارجي ؟

الرئـيس : نحن نبذل جهدا كبيرا في سبيل المصالحة في الداخل حتى مع اولئك المرتزقة الذين يتحركون تحت راية التحالف، وبالنسبة لتعز بالذات قدمنا أكثر من مبادرة وباعترافهم هم …أحد المشائخ اتى ووقعت له أنا شخصياً المبادرة وقدمنا له الضمانات في حال استجاب الطرف الآخر لها ، إننا مستعدون لتقديم التفاهمات لإيجاد الاستقرار والأمن بشكل ثنائي فيما بيننا كأطراف متصارعة تقاتل في تعز لكن قرارهم ليس بأيديهم نهائياً، ونحن حتى في المجلس السياسي قدمنا أكثر من دعوة للتصالح وحتى للمغرر بهم المقاتلين في صفوف العدو ومازلنا على ذلك وسنشكل لجان لمثل هذه المصالحات لعلى وعسى أن يستجيبوا لصوت العقل والمنطق ، لكن ما نلاحظه هو أنهم ليسوا أصحاب قرار والقرار يأتي من الرياض وابوظبي.