الخبر وما وراء الخبر

حتمية فشل العدوان…وعدم استراتيجية خروج سعودية لإيقاف الحرب على اليمن

556

ذمار نيوز -النجم الثاقب 22 أغسطس 2016م

العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد ضد اليمن كانت محل تأمل لكثير من المحللين السياسيين والعسكريين بأن هل أصبح فشل العملية نتيجة حتمية، وهل الضربات الجوية قادرة على التأثير على مخرجات العمليات العسكرية والسياسية في اليمن؟ في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون منذ بدء العملية في مارس/ آذار الماضي، رغم القوة العسكرية اليمنية للجيش واللجان الشعبية وعبقريتهم في التخطيط الميداني والسياسي.

بحسب المراقبون السياسيون أن تحالف العدوان بقيادة السعودية فشلت في الحرب على اليمن مع افتقار المقاتل اليمني بالاسلحة الحديثة من الصواريخ والمعدات العسكرية، وأن حملة القصف الجوي للتحالف السعودي تبدو غير مؤثرة، بل إنها تأتي بنتائج عكسية على صعيد التسوية العسكرية والسياسية في اليمن، لكن لا تزال عمليات القصف تتواصل دون وجود أي بوادر على قرب نهايتها، مشيرة إلى عدم وجود استراتيجية خروج سعودية لإيقاف حملة القصف سوى الفشل العسكري والسياسي الكامل لتحالف العدوان وسكان فنادق الرياض تحت عنوان “الشرعية”.

السعودية تخوض حربا برية وجوية منذ سنة ونصف في اليمن، ضد اكثر الدول فقرا في العالم، ومع ذلك لم تستطع حسم هذه الحرب لصالحها وحلفائها، كما ان قدراتها الاقتصادية المتراجعة، بسبب انخفاض عوائد النفط، لا تؤهلها لخوض حروب اخرى اكثر تعقيدا، وفي مواجهة اعداء احدث تسليحا، واكثر قدرات عسكرية.

في الواقع أن السعودية بقيت دولةً إقليمية لها وزنها السياسي، إنطلاقاً من علاقتها الوثيقة بواشنطن التي اعتمدت عليها في إدارة العديد من الملفات في المنطقة وبالتحديد تلك التي تخص الدول العربية. ولذلك فقد بقيت الرياض العاصمة الراعية للكثير من سياسات المنطقة، الى جانب مشاركتها في وضع السياسات الإستراتيجية لدولٍ عديدة، ضمن مشروع أميركا الهادف لتحقيق أمن الكيان الإسرائيلي، ورعاية المصالح الأميركية الأخرى.

وبالتالي فيمكن القول إن السعودية، بقيت ولمدةٍ طويلة من الزمن، شريكاً أساسياً، في نسج الخطط الأميركية. ولذلك فإن الرياض سعت لتأسيس بنية أمنها القومي، على أرضيةٍ نسجتها من خلال وجودها في تقييم وتحديد إستراتيجيات المنطقة. وهو الأمر الذي أدى الى قيامها بالدمج بين أهدافها في السياسة الداخلية، وأهدافها في السياسة الخارجية، مما جعلها تدخل في مغامرةٍ خطيرة إستراتيجياً، لأن هذا الموضوع سرعان ما ينعكس عليها بالتحديد، في حال الفشل في الرؤية السياسية. وهنا يأتي السؤال الأهم: كيف أخطأت السعودية في حساباتها خارجياً وداخلياً؟

حينها قررت الرياض توجيه رسائل عدة لمن يعنيهم الأمر. فقامت بخطوة الحرب على اليمن، من باب فرض الوجود والتعبير عن القدرة. وهو الأمر الذي جعلها تغرق في النتائج السلبية، على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وبحسب التقارير الدولية، ان السعودية وبممارساتها طيلة السنوات الماضية، اثارت استياء العرب ضدها، فاليوم ترسخت الكراهية لآل سعود في العالم الاسلامي بشكل غير مسبوق، والتدخل العسكري السعودي المباشر في اليمن، يشير الى فشل المخططات السعودية التي انفقت خلالها مئات المليارات من الدولارات لترويج الارهاب والعنف، وبالتالي يعد فشلا سياسيا وثقافيا للسعودية.

ومن الطبيعي أن تفشل السعودية في اليمن، و لعل نظام آل سعود قد اكتشف مؤخرا أن صعود الشجرة اليمنية ليس سهلا و أن المشكلة ليست في إعلان بداية الحرب بل في كيفية إنهائها، و بطبيعة الحال، عبرت الولايات المتحدة عن امتعاضها من الخطوة العسكرية السعودية في اليمن، لأنه و رغم أن خراج هذه الحملة الدموية هو للإدارة الأمريكية و للوبي الصهيوني الذي يحمى العرش السعودي.