الخبر وما وراء الخبر

عاصفة الحرب على اليمن تضرب معيشة المواطنيين في السعودية والمقيميين في الامارات

463

ذمار نيوز -النجم الثاقب 22 أغسطس 2016م

أكد عدد من السعوديين في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ أن نفقات وتكاليف المعيشة في السعودية ارتفعت بشكل كبير وأصبح الحصول على المال أكثر صعوبة ، والاستمرار في العيش مع هذا الوضع صعب جداً.
وبحسب المحللون الاقتصاديون أن لغة الأرقام وحجم الإنفاق الحكومي المثقل بحرب طويلة الأمد في اليمن يؤشر إلى أن اقتصاد المملكة بات مقبلاً على مرحلة صعبة، رغم محاولات السعودية لطمأنة مواطنيها بشأن إجراءات تقشفية مرتقبة.
كشفت بعض التقارير المتداولة مؤخراً أن الاقتصاد السعودي مقبل على واحدة من أحلك فتراته مع عدم استقرار أسعار النفط، وهو ما يتوقع معه محللون اقتصاديون أن تسجل السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، عجزاً قياسياً في الموازنة.
ونقلت مصادر مطلعة أن وزارة المالية السعودية في الآونة الاخيرة  أصدرت تعليمات للجهات الحكومية لإعادة ما لم تنفقه من أموال مخصصة لمشاريعها في ميزانية هذا العام وذلك في إطار سعيها لترشيد الإنفاق في ظل عدم استقرار أسعار النفط.
واتخذ النظام السعودي إجراءات تقشفية لتقليص الإنفاق الحكومي في الأشهر الأخيرة من ميزانية العام الحالي، من بينها إيقاف جميع مشاريع البنى التحتية الجديدة، ووقف شراء أي سيارات أو أثاث أو تجهيزات أخرى، بالإضافة إلى إجراءات أخرى.
وبحسب مصادر خليجية أن النظام السعودي بدأ في إطلاق إجراءات تقشفية واسعة في مختلف القطاعات بسبب ارتفاع العجز في الميزانية الناجم عن تراجع عائدات النفط. و أن هذه السياسة التقشفية ستشمل تخفيض الدعم للمحروقات والكهرباء والماء وبعض السلع الأساسية الأخرى، وربما إلغائه كلياً، بالإضافة إلى دراسة إمكانية فرض ضرائب على الدخل والتحويلات الخارجية بالنسبة للأجانب، وزيادة بعض الرسوم على تجديد الإقامات ورخص القيادة والخدمات البيروقراطية الرسمية الأخرى.
وفي الامارات المعطيات الاقتصادية تشير بأن نصف المقيمين العاملين قد يفكرون في إمكانية مغادرة الإمارات بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، حيث إن أغلبية المقيمين يعتبرون المال والتوفير للمستقبل عاملاً مهماً في الانتقال للعيش في الإمارات، مضيفاً أن ارتفاع تكلفة العيش يمنعهم بشكل متزايد من تحقيق الأمن المالي الذي يبحثون عنه، وهو ما يجعل مغادرة الإمارات بديلاً حقيقياً يمكن أن يفكروا فيه.
و تحد  تقريراً غربي عن الدور الإماراتي في الحرب التي تجري في اليمن، مشيرا الى إنه بصرف النظر عن الولاء لدول مجلس التعاون الخليجي، فانه من الصعب أن تفسير لماذا دخل الإماراتيون الحرب حتى تبدأ في إبعاد “البروباجندا” المحيطة بعملية “عاصفة الحزم”.
وكل هذه الصعوبات الذي يعانيها المواطن السعودي والمقيمين في الامارات ناتجة عن تكلفة عدوان غاشم على دولة اليمن، ولا يستطيع أحد حتى الساعة تقديم أرقام دقيقة عن تكلفة الحرب التي تقودها السعودية على اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم”. ويعود السبب في ذلك إلى رفض القائمين عليها تقديم معلومات يمكن الاعتماد عليها بهذا الخصوص. غير أن التقديرات الأولية المبنية على تكاليف حروب أخرى مشابهة ترجّح بأن التكلفة وصلت بحلول أواسط نيسان/ أبريل 2015 إلى نحو 30 مليار دولار تتضمن تكاليف تشغيل 175 طائرة مقاتلة وتزويدها بالذخائر وتكلفة وضع 150 ألف جندي سعودي في حالة استنفار تحسبا لاحتمالات توسيع نطاق الحرب.
واليوم بعد مضي حوالي سنة ونصف على تورط التحالف السعودي الخليجي في العدوان على اليمن بدأت تتراكم أرقام الفواتير والتكاليف الباهظة التي تدفعها دول العدوان المستمرة بالإعتداء على اليمن. فما هي التبعات الاقتصادية لهذه الحرب التي تعتمد غالبية الدول المشاركة فيها في اقتصادها على بيع مصادر الطاقة، في ظل عدم استقرار أسعار النفط وزيادة نفقات التسلح والعسكرة في هذه البلدان؟