الخبر وما وراء الخبر

الشقيقة الكوبرى!

145

بقلم / عادل الكمالي

من يظن أن السعودية، تنوي الخير لليمن، فهو أحمق أو جاهل ..مثله مثل ذلك الأحمق الذي ذهب بزوجته إلي أحد المشعوذين ليعالجها من مرض بسيط، فإذا بالمشعوذ يضربها بعنف حتى فارقت الحياة، ثم التفت المشعوذ إلى الزوج وقال له: عفواً لم أقصدها بالضرب.. ولكني أردت أن أُخرج الجني الذي بداخلها. …!
هذا ما تفعله الشقيقة الكبرى، إخراج العفريت الإيراني من اليمن، فدمرت الوطن وقتلت الشعب بحجه القضاء على الجني الوهمي الوهمي. ..
سياسة السعودية في اليمن هي أن تبقيها في الفقر والتخلف، وتفشل الدولة والنظام الجمهوري، وتسميها جمهورية القبايل!.
لا يمكن لمنصف أن يقول السعودية ساعدت الشعب اليمني، فكل ما قدمته خلال عقود لليمن لا يتجاوز نصف ما قدمته للإطاحة بمرسي في شهر واحد فقط!
ثم لماذا لم نجد هذا الاهتمام السعودي باليمن الا في الحرب.؟! ولم نجدها في وقت الشدة في السلم.
لقد فشلت السعودية من قبل في جعل الشعب اليمني تابعا كما تريد، وستفشل من بعد في تركيع الشعب كما تتمنى.
ولقد انهزمت في الحرب هزيمة تليق بعجرفتها واندفاعها الأرعن، انهزمت أخلاقيا في قصف البنية التحتية وقتل الأبرياء، وانهزمت عسكريا في كل الجبهات، ولم تستطع أن تحمي فندقا واحدا في عدن، لإقامه حكومة الورق المتواجدة في الرياض!
” المليشات” كما تسميها، هزمت الشقيقة الكبرى، رغم فارق الإمكانيات، لأنها تؤمن بعدالة قضيتها، وأفلست المليارات لأنها تبذل من أجل غرور جانح سقط عند أول اختبار في جبال وأودية وسهول اليمن.
في ظل هذه المعطيات، ستتغير المعادلة الإقليمية السابقة، وستكون اليمن مستقبلا دولة ذات سيادة، واستقلال وطني، وجيش وشعب يقدر نفسه حق قدرها، ويعيش عصاميا بإمكاناته الذاتية، لا تابعا لأتباع القوى الدولية الكبرى، كما كان من قبل، والأيام دول.