مراقبون: كلمة الرئيس صالح الصماد برنامج عمل للعهد اليمني الجديد (نص الكلمة)
اعتبر مراقبون كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد في الحشد التاريخي اليوم بميدان السبعين أنها بمثابة برنامج عمل للعهد اليمني الجديد وخارطة طريق لمعالجة مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية.
نص كلمة الرئيس صالح الصماد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الأخ/ الدكتور قاسم لبوزة نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى
الأخوة/ أعضاء المجلس السياسي الأعلى
الأخ/ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب
الأخوة/ أعضاء مجلس النواب
الأخوة/ أعضاء مجلس الشورى
الأخوة/ القائمين بالأعمال
الأخوة/ القيادات العسكرية والأمنية
الأخوة/ قادة الأحزاب السياسية والمنظمات
الحاضرون جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ياجماهير الشعب اليمني، يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامتها وصمودها، أيها الحشد الكريم، يا من أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهول والجبال، غير آبهين بحماقات العدوان وجرائمه وتهديداته وحصاره، جئتم مبادرين مؤيدين وداعمين، فأنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الانتصارات، الصمود والمواقف البطولية التي يصدرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحةٌ من نفحات صمودكم، من نفحات ثباتكم، فهم أبناؤكم، إخوانكم، أباؤكم، أقاربكم، أنتم من يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر، إنها القبيلة اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما.
إن تشكيل المجلس السياسي جاء تلبية لطموحاتكم ونزولاً عند رغباتكم التي تنبئ عن حس وطني عالي يراعي مصالح الوطن فوق كل المصالح، أتى المجلس السياسي لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفوذ منها لتفكيك هذا الشعب وتمزيقه بعد أن عجز عن تحقيق أي تقدم في الميدان.
أيها الشعب اليمني العظيم، من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونسائه وأطفاله نوجه رسالتنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني وهذه هي الديمقراطية وهذه هي الشرعية، أين أبصار تلك الدول؟! أين أبصاركم؟! هل أعماها النفط السعودي فلو كانت دماء أبناء اليمن تسيل نفطاً لالتفتم إليها، ألا ترون الشعب اليمني؟ هذه الحشود التي ربما تساوي أضعاف سكان أربع من دول الخليج التي هي تشارك في العدوان على اليمن، من أنتم حتى تعتدون على الشعب اليمني؟ عار على من يرى ويسمع ثم يتآمر على الشعب اليمني مع ثلة لم تحمِ نفسها ناهيك عن أن تدير بلدها، عار عليكم أن تتآمروا على شعب اليمن الذي لم يكن يوماً يمثل مصدر قلق لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي، أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فانتم تقتلون أنفسكم لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون معدن الحضارة.
أيتها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني؟ احترموا إرادة الشعب اليمني وخياراته الشرعية والديمقراطية، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوماً ما، طال الوقت أم قصر، فالشعوب لا يمكن أن تُقهر ولكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيوني وامتلاكه أفتك الأسلحة إلا أن أكثر من 50 عاماً لم يستطع أن يُركع الشعب الفلسطيني، فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف وراءه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يُركعوا هذا الشعب لو لم يبقى في هذا الشعب إلا أسر الشهداء وأقاربهم لكانت كفيلة بأن تثأر لهذا الشعب؛ ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن.
أيها الحشد الكريم، إن العدوان السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلة قوية جديدة بدأت تتشكل على الساحة اليمنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عدوانه وأنتم أنتم يا أبناء شعبنا، أنتم ركيزتها الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء.
أيها الشعب اليمني الصابر المجاهد، لا يخفّاكم حجم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية التي خلفها العدوان السافر، وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم إن المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وليعمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته، وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصاً سحرية وباستطاعته أن يقضي على كل التحديات فوراً، لا، فهناك مصاعب جمة ولكن ليس هناك شيئاً مستحيلاً، فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارات اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي.
وإننا هنا ونيابة عن أخوتي أعضاء المجلس السياسي نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم وأن نعمل على بذل كل الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس، وهذا يتطلب تظافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وأن يحقق من خلاله ما لم يستطع تحقيقه في الميدان، ونحن وأنتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد، وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي، كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج للعودة إلى جادة الصواب، والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم، وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة، والتي ستكون هذه كلها من أولوياتها، حيث وخلال الأيام القادمة ستُعلن الحكومة بإذن الله تعالى لتوحد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقل إذا أمكن للوصول إلى إجراء انتخابات عامة، كما أيضاً ندعو الأخوة رئيس وأعضاء البرلمان إلى معاودة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحديات.
ياجماهير شعبنا اليمني الجسور والمناضل، علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذل وفدنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهمات من أجل الوصول إلى حلول سلمية، إلا أن العدوان تعمد إفشالها وعرقلتها وإمعانا منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمد عرقلة وفدنا الوطني في مسقط في العاصمة العمانية، ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من 3 أشهر، حيث تعمد العدوان وبدا المبعوث الأممي عاجزا عن أن يستصدر تصريحاً لطائرة الوفد الوطني لكي تعود إلى اليمن، فمن كان عاجزاً عن أن يُخرج تصريح لطائرة الوفد الوطني فهو عاجزٌ عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجزٌ عن تحقيق أي تسوية سياسية، فمن عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعود بالوفد الوطني فهو أعجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعن انتزاع السلام، لذلك ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطالب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد، والتشاور مع المجلس السياسي فيما يجب أن يفعله.
أيها الأخوة والأخوات وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا الاستسلام وللعزة لا للإذلال، سلاما لا استسلاماً، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات، كما نؤكد بأننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة؛ بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مدِّ جسور العلاقة مع اليمن، وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة.
أخيراً كل الود والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفت في حرِّ الشمس غير آبهة بالعناء من أجل أن تقول للعالم كلمتها، كل الشكر والاحترام والامتنان لكم أيتها الجماهير الوفية، لبذلكم، لتضحيتكم، أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين، ولهم منا العهد بأن نوليهم جلَّ اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الانتصار، فبكم يا رجال اليمن، يا نساء اليمن سيكون النصر مدوياً، وأنتم مع موعد، مع نصر يُخزي الأعداء ويُخزي المتراجعين ويُخزي المغررَ بهم في القريب العاجل إن شاء الله.
تحية إجلال وإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العدوان، ونشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنقف بكل ما بوسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني، وهذا هو أملُنا في شعبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛؛؛