همسة في أذن من لم يشارك في مواجهة العدوان حتى الآن..
بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
الى هواة الصمت.. الى عشاق الحياد المخادع وهواة الموقف المزيف.. الى أدعياء حب اليمن من الذين لم يتفاعلوا بعد في أي عمل لمواجهة العدوان.. هذه كلمتي لكم قبيل ساعات من فعالية السبعين الكبرى.. فتأملوها آملا أن تعوها..
لقد راهن العالم كله – وقد تكونون راهنتم معه – على حصان العدوان ومرتزقته، وعلى كونه سيحسم الأمر سريعا، لكن ألم يكفكم مرور عام ونصف من خسرانه وانتصار الشعب؟ ألم تتوصلوا – بعد كل هذه المدة – الى قناعة بأن المعتدين ومرتزقتهم على خطأ؟ ألم يكفكم ازهاق الالاف من أرواح اخوانكم واخواتكم وأطفالكم ونسائكم وعجزتكم، وسفك دماء الالاف أيضا؟.. ألم يكفكم تدمير وطنكم وبناه التحتية؟ ألم تستفزكم جرائم أدوات العدوان من عناصر القاعدة وداعش؟ ألم يكفكم كل ذلك لتبدأوا التحرك وتشاركوا شعبكم في مواجهة العدوان؟ أما زلتم تكتفون بالتفرج؟ أما اشتقتم لحمل راية علم وطنكم؟ أما تقتم الى ترديد النشيد الوطني مع الجموع؟ أما تلهفتم لرفع سواعدكم واحكام قبضات أيديكم أثناء الهتافات الحماسية؟ أما اشتاقت أصابعكم لترسم شارة النصر؟ أما بتم بحاجة ماسة لاستنشاق عبير الحرية وتنسم أنسام الكرامة؟ أما سئمتم أن تعيشوا كالمغتربين في وطنكم؟ كيف تحتملون وخز ضمائركم التي تعاتبكم كل لحظة لاحجامكم عن المشاركة في الصمود؟ وماذا بقي لديكم من أجوبة تتهربون بها من تساؤلات أطفالكم عن مشاركة غالبية الشعب في مواجهة العدوان دونكم؟
أناشد ما تبقى في ضمائركم أن لا تفوتوا عليكم وعليهم فرصة نيل شرف المشاركة في صناعة انتصار الوطن.. أناشدكم مشفقا عليكم من عقاب الله عن القعود والتفريط والتقصير..
اه لو تدرون كم ضيعتم على أنفسكم من مشاعر تغمرها السعادة ويحفها الفخر من كل جانب.. آه.. لو تعلمون كم فاتكم من دروس تلقاها الشعب في مدرسة صموده الكبير.. آه.. كم تضيعون على أنفسكم متعة تجربة الشعور بالمشاركة في صناعة التاريخ، وأن يكون لعملكم قيمة ولمشاركتكم نتائج عملية تؤثر بفعالية.. آه.. كم تخسرون وتخسرون.. وتخسرون..
أناشدكم – من أجلكم – لتلحقوا بالركب فما زال الوقت وقت أداء.. واذا كانت أيادينا قد مدت لجميع من في خارج الوطن ليعودوا ويصطفوا الى جانب حق وطنهم وشعبهم فكيف لا نمدها لكم وأنتم من شاركنا آﻻم العدوان وأوجاع حصاره؟ ولامس معنا كل جرائمه وأدرك أكاذيبه؟
لا تترددوا.. ولا يساورنكم شك في أن نستقبلكم استقبال الأخوة الأعزاء، فنحن واياكم شركاء والعدوان يستهدفنا جميعا.. بادروا وقوموا بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، لأن بقائكم واقفين في الطريق تحت مبرر الحياد هو تحرك في الاتجاه الخاطئ، يستفيد منه الأعداء ويؤخر انتصار الشعب..
لديكم اليوم فرصة عظيمة تتمثل في أن تكون مبادرتكم الأولى هي المشاركة في الفعالية الجماهيرية الكبرى التي سيشهدها ميدان السبعين بصنعاء تأييدا للاتفاق السياسي وما انبثق عنه من تشكيل للمجلس السياسي الأعلى..
ولتعلموا أن جميع التظاهرات السبع والثلاثين التي خرج فيها الشعب لرفض العدوان في كفة، وتظاهرة السبعين في كفة.. فهي الأهم والأبرز والأكبر والتي ستمثل الضربة القاضية التي ستسقط المعتدين بإذن الله تعالى.. فان لم تكن هي خطوتكم الأولى فلا أظنكم – بعدها – تلحقون ركب شرفاء هذا الوطن.. مهما أسرعتم.. وحينها.. أو بعد حين ستعضون أصابع الندم، وتحملون معكم وصمة عار لا تنمحي.. فالحذر الحذر..